لأول مرة في تاريخ مجلس النواب الأميركي يقيل رئيسه كيفن ماكارثي

في خطوة تعد الأولى في تاريخ الولايات المتحدة قام أعضاء مجلس النواب الأميركي بإقالة رئيسهم كيفن مكارثي في ظل صراع داخلي بين الأعضاء الجمهوريين. 

لأول مرة في تاريخ مجلس النواب الأميركي يقيل رئيسه كيفن ماكارثي

وقد تم تبني مذكرة طرحها الجناح المتشدد في الحزب الجمهوري بأغلبية 216 صوتاً مقابل 210، والتي تطالب باخلاء منصب رئيس مجلس النواب. 

هذه الخطوة تفتح الباب أمام منافسة غير مسبوقة لاختيار رئيس لمجلس النواب الأمريكي خلف لمكارثي قبل عام من الانتخابات الرئاسية.

وقد صوت ثمانية أعضاء جمهوريين ضد زعيم حزبهم وانضموا إلى 208 أعضاء ديمقراطيين مما أسهم في إقالة مكارثي فورًا. 

هذا التصويت التاريخي يفتح الطريق لانتخاب رئيس جديد لمجلس النواب الأميركي على الرغم من أن مكارثي لم يستبعد أن يترشح لإعادة انتخابه للمنصب.

ويسلط هذا التصويت التاريخي الضوء على الانقسامات الحادة داخل الحزب الجمهوري، ويهدد ببدء حقبة جديدة في واشنطن، حيث لا يمكن لمجلس النواب القيام بأعمال تشريعية حتى يتم انتخاب رئيس جديد له.
وقد تمت قيادة التمرد الجمهوري ضد مكارثي بواسطة مات غيتس عضو الكونغرس المثير للجدل من ولاية فلوريدا. 

واتخذ غيتس هذه الخطوة بعد أن تم التوصل إلى اتفاق بين رئيس مجلس النواب وأعضاء الحزب الديمقراطي لتجنب إغلاق الحكومة خلال عطلة نهاية الأسبوع. 

ويسيطر الجمهوريون على مجلس النواب بغالبية ضئيلة جدًا مما يمنح عددًا قليلاً من المتمردين الجمهوريين سلطة في معركتهم ضد مكارثي.

وقد قدم مات غيتس النائب الجمهوري المتشدد مقترحًا لإقالة كيفن مكارثي. 

وقد ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن غيتس يعبر عن غضبه من نجاح جهود مكارثي في تجنب إغلاق الحكومة خلال عطلة نهاية الأسبوع حيث تجاهل مطالبهم. 

وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء استبعد قادة الحزب الديمقراطي اقتراحات مساعدة مكارثي في الحفاظ على منصبه، ونصحوا أعضاء الحزب بالتصويت لصالح إقالته كرئيس لمجلس النواب.

وقد تم انتخاب كيفن مكارثي كرئيس لمجلس النواب في يناير الماضي بأغلبية ضئيلة بعد 15 جولة من التصويت، وهذا أمر نادر في تاريخ السياسة الأميركية منذ 160 عامًا. 

ووصل مكارثي إلى المنصب الثالث في التسلسل الهرمي السياسي الأميركي بعد أن قدم تنازلات كبيرة لحوالي 20 نائبًا من أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب.

وفي حديث أدلى به عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي مهدي عفيفي فقد أعرب عن اعتقاده بأن عزل كيفن مكارثي يدخل الولايات المتحدة في مرحلة جديدة لم تشهدها في تاريخها. 

وأشار عفيفي إلى أن مكارثي ارتكب العديد من الأخطاء بما في ذلك تغيير اللائحة الداخلية لمجلس النواب ليتيح لأي عضو أن يقدم مشروع قانون لعزله من منصبه كرئيس للمجلس. 

ويرى عفيفي أن هذا التغيير كان جزءًا من التنازلات التي قدمها مكارثي لأنصار الرئيس السابق دونالد ترامب حيث يمكن لأي نائب دعوة للتصويت على عزل مكارثي. 

وأشار عفيفي إلى أن انتخاب مكارثي كرئيس لمجلس النواب كان صعبًا حيث استغرق 15 جولة من التصويت قبل أن يحصل على الأغلبية اللازمة. 

ولقد أدى تقديمه تنازلات للجمهوريين المتشددين داخل حزبه إلى تحقيق تلك النتيجة. 

وأشار عفيفي إلى أن هناك أمورًا أخرى تثير قلقه مثل الموافقة على مشروعات قوانين غير عادية وتغيير قواعد اللعب في مجلس النواب بدعم المتشددين. 

وأضاف أن مكارثي لم يف بوعوده للديمقراطيين وتسبب في تعطيل الحكومة الفيدرالية ودعم ترامب، وأنه فقد الثقة في العديد من الأمور.
وقد دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المسارعة لانتخاب رئيس جديد لمجلس النواب بعد عزل الجمهوري كيفن ماكارثي من المنصب.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد