في يوم الأغذية العالمي…التغيرات المناخية تهدد بالجوع و(الفاو) تطلق حملة “لا غذاء بدون مياه”

يحتفل العالم في 16 أكتوبر من كل عام بيوم الغذاء العالمي، والذي تنظمه منظمة الأغذية الزراعة للأمم المتحدة(الفاو)، وذلك للتوعية بأهمية الغذاء الصحي وتحقيق الأمن الغذائي لجميع الأفراد، ويوافق هذا اليوم تأسيس منظمة الفاو عام 1979.
وتحت شعار “الماء هو الحياة”، تأتي دعوة منظمة الفاو هذا العام احتفالا بيوم الغذاء العالمي من أجل الحفاظ على الماء، فبدون ماء لا بذور، لا تلقيح، لا زراعة، لا حياة.

صورة تعبر عن نقص الغذاء-المصدر:بي بي سي

يوم الغذاء العالمي-المصدر:موقع منظمة الفاو

ويأتي الاحتفال بيوم الغذاء العالمي هذا العام في ظل تحديات عديدة يواجهها كوكب الأرض، وأهمها على وجه التحديد التغيرات المناخية، التي تهدد مصادر المياه العذبة على الأرض، ووفق منظمة الصحة العالمية فإن تغير المناخ من المتوقع أن يؤدي في الفترة من 2030 إلى عام 2050 إلى وفاة نحو 250000  سنويا بسبب سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري.

 

وتشير دراسة حديثة لمنظمة الصحة العالمية إلى حدوث انخفاض في إنتاج الغذاء في العديد من أفقر المناطق، حتى 50% بحلول عام 2020 في بعض البلدان الإفريقية. ومن المتوقع أن تتفاقم هذه الآثار بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر والتلوث أو تملح إمدادات المياه والأراضي الزراعية فضلا عن انخفاض غلة المحاصيل لزراعية وإنتاج الثروة الحيوانية والأسماك.

ويترتب على نقص الغذاء ارتفاع أسعار المواد الغذائية ولجوء الإنسان إلى أطعمة تفتقر إلى المغذيات ولكنها غنية بالسعرات الحرارية، أو يعانون من الجوع وما يترتب على ذلك من سمنة إلى سوء تغذية، حيث  تشير أرقام منظمة الفاو إلى أن 280 مليون نسمة حاليا يعانون من الجوع بسبب نقص الغذاء.

وفي هذا الإطار يقول دكتور منذر حمزة أستاذ الميكروبيولوجيا الطبية والغذائية بجامعة لبنان، أن تتغير المناخ يعد أكبر تهديدا للصحة يواجه البشرية، وعلى العالم أن يحد من درجات الحرارة، حيث يؤدي تغير المناخ إلى تهديدات بنقص الغذاء فضلا عن التأثير على سلامة الأغذية، مما يعرض الأطعمة للتلوث ويهدد الإنسان بالإصابة بأمراض منقولة بالغذاء، فضلا عن تأثيراتها على المياه التي هي أساس الحياة وضرورة للغذاء، فمن المتوقع أن يكون لطبيعة هطول الأمطار العشوائية المتزايدة تأثيرات على إمدادات المياه العذبة، وبالتالي يؤدي ندرة المياه إلى الجفاف والمجاعة.
و بحلول عام 2090، متوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى توسيع المناطق المتأثرة بالجفاف، وزيادة متوسط مدتها ستة أضعاف.

دكتور منذر-المصدر: موقع جامعة لبنان

ويشير دكتور منذر إلى أن ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي يرتبط بانخفاض تركيز النيتروجين النباتي وعلى هذا انخفاض البروتين في العديد من المحاصيل، مثل الشعير والذرة الرفيعة وفول الصويا، ومن المتوقع أن ينخفض المحتوى الغذائي للمحاصيل إذا كانت مستويات النيتروجين في التربة دون المستوى الأمثل، مع انخفاض مستويات العناصر الغذائية مثل الكالسيوم والحديد والزنك والفيتامينات والسكريات.
هذا إلى جانب أنه من المتوقع أن يقوم المزارعين باستخدام المزيد من مبيدات الأعشاب بسبب زيادة الآفات والأعشاب الضارة.

صورة تعبر عن نقص الغذاء -المصدر:العربية

الغذاء الآمن

تركز فعاليات يوم الغذاء العالمي على مجموعة متنوعة من الأنشطة والممارسات المتعلقة بالغذاء ومكافحة الجوع وتتحسين التغذية  الصحة العامة وتعزيز الزراعة المستدامة وتعزيز الوعي بالتغذية الصحية والحق في الغذاء الآمن والمغذي.

يتم تنظيم الفاعليات مثل المؤتمرات والندوات وحملات التوعية، وتستهدف العديد من الجهات المعنية مثل الحكومات والمنظمات غير الحكومية والأفراد للمشاركة والعمل سويا لتحقيق الأمن الغذائي والصحي للجميع.

الصورة لخضروات وفاكهة طازجة-المصدر:موقع موضوع

نصائح لتحسين التغذية الصحية

وعلى وجه العموم لكي يحصل الإنسان على تغذية سليمة وصحية عليه اتباع بعض النصائح أهمها:

  • تناول وجبات متوازنة تتضمن مصادر متنوعة للبروتينات مثل اللحوم النباتية والحيوانية، والكربوهيدرات المعقدة الموجودة في الحبوب الكاملة، والدهون الصحية مثل زيت الزيتون والأفوكادو.
  • زيادة استهلاك الفواكه والخضروات الطازجة يوميا، حيث تحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية التي تعزز الصحة العامة.
  • اختيار مصادر البروتين الصحية واستبدال مصادر البروتين الدهنية مثل اللحوم الحمراء بخيارات صحية مثل الدجاج المشوي أو الأسماك الغنية بأحماض أوميجا 3 أو البقوليات والمكسرات.
  • تقليل استهلاك السكر والملح، وتجنب المشروبات الغازية والعصائر المحلاة والحلوى الصناعية التي تحتوي على نسبة كبيرة من السكر، وأيضا تقليل استخدام الملح في الطهي واستبداله بتوابل طبيعية لإضافة نكهة إلى الطعام.
  • شرب كمية كافية من المياه على مدار اليوم، لأنها تساعد على ترطيب الجسم وتشغيل الوظائف الحيوية.
  • تجنب الوجبات السريعة والأطعمة المعالجة والمصنعة التي تحتوي على مواد حافظة أو إضافات صناعية، يفضل الطعام الطازج المحضر في المنزل، وحاول تحضير وجبات خفيفة وصحية في المنزل وحملها معك عند الحاجة. وبإمكانك أيضا في حالة شراء أغذية من الخارج قراءة مكونات المنتج الغذائي واختيار التي تحتوي على مواد عضوية وطبيعية.
  • ممارسة النشاط البدني بانتظام، إلى جانب الغذاء الصحي، مثل المشي أو ركوب الدراجة، أو ممارسة التمارين الرياضية، ما يساعد على حرق السعرات الحرارية وتعزيز اللياقة البدنية والصحة العامة.
  • تذكر أيضا أن التغذية الصحية هي نمط حياة شامل ويحتاج إلى التزام واستمرارية، وقد يكون من الجيد استشارة اختصاصي تغذية للحصول على التوجيه المخصص بناءً على احتياجاتك وحالتك الصحية.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد