في زيارة رسمية تستمر لثلاثة أيام فقد وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ألمانيا يوم الأحد، حيث من المقرر أن يعقد اجتماعاً ثنائياً حكومياً.
وتأتي هذه الزيارة في ظل سعي القوتين الرئيسيتين في الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز الوحدة، خاصة مع اقتراب انتخابات برلمان الاتحاد الأوروبي في الشهر المقبل.
ويُعتبر وصول ماكرون إلى ألمانيا بمثابة خطوة تاريخية، حيث إنها الزيارة الرسمية الأولى لرئيس فرنسي إلى ألمانيا منذ 24 عاماً، وفقًا لتقرير رويترز.
وتشير هذه الزيارة إلى أهمية العلاقات الألمانية الفرنسية، التي تلعب دوراً رئيسياً في تشكيل سياسات الاتحاد الأوروبي، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها أوروبا، بما في ذلك الأزمة في أوكرانيا وتطورات الساحة السياسية الأمريكية المتغيرة.
وعلى الرغم من اختلاف أساليب القيادة بين ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس، وتصادمهما في بعض القضايا، مثل الدفاع والطاقة النووية، فإن الزعيمين الأوروبيين توصلا مؤخرا إلى حلول وسط في عدة قضايا، بما في ذلك الإصلاح المالي ودعم سوق الطاقة، مما أسهم في تعزيز الوحدة داخل الاتحاد الأوروبي وتشكيل جبهة أكثر اتحاداً وتوحيداً.
ماكرون وشولتس
وقد قال يان فرنرت من معهد جاك ديلور في برلين بأن هناك توترًا في العلاقات الألمانية الفرنسية، لكن السبب الرئيسي لذلك يعود إلى تعاملهما مع بعض القضايا الصعبة، مشيرًا إلى أن البلدين تناولا الحاجة إلى توسيع الاتحاد الأوروبي شرقًا.
ومن بين النقاط المثيرة للجدل بين فرنسا وألمانيا هي قضية الدفاع الأوروبي، خاصة في حال فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر.
ويشير خبراء في مجال الدفاع إلى أن إمكانية توقع خطوات ترامب كحليف موثوق به أقل مقارنة بمنافسه مرشح الحزب الديمقراطي الرئيس جو بايدن.
وسوف يبدأ الرئيس الفرنسي ماكرون، والتي يرافقه في رحلته زوجته بريجيت، الزيارة اليوم الأحد بلقاء مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في برلين، قبل المرور عبر بوابة براندنبورغ التاريخية مع رئيس بلدية المدينة كاي فيغنر.
ومن المتوقع أن تكون المحطة الأكثر أهمية في الزيارة هي الاجتماع الذي سيعقد بين حكومتي البلدين يوم الثلاثاء في ميسبرغ بالقرب من برلين، حيث ستبدأ الحكومتان في جهود لإيجاد أرضية مشتركة بشأن قضيتين رئيسيتين وهما الدفاع والقدرة التنافسية.
