تصدر اسم صحراء النقب تريند مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، وذلك فور الإشارة إليها من قبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه مع المستشار الألماني أولاف شولتز على هامش بحث آخر تطورات الأوضاع الراهنة المشتعلة في قطاع غزة، حيث أدلى الرئيس بتصريحات قوية، حملت العديد من الرسائل الحاسمة لجميع دول العالم، خاصةً فيما يتعلق بمطالب إسرائيل المستمرة بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء، من أجل إفساح الطريق لها لشن حرب كبيرة على المقاومة الفلسطينية، وهو ما ترفضه مصر بشكل قاطع، مؤكدة على أن ذلك أمن قومي لمصر، رافضة فكرة تصفية القضية الفلسطينية.
بعد إشارة السيسي بتهجير الفلسطنيين إليها.. أين تقع صحراء النقب؟ وأبرز المعلومات عنها
تصريحات السيسي عن النقب
في البداية نتناول معكم أبرز تصريحات الرئيس السيسي الأخيرة التي حسم فيها العديد من النقاط، وقطع من خلالها الطريق على مساعي العديد من القوى الخارجية لتوريط القاهرة في الصراع المحتدم حاليًا، مشددًا على أن العملية العسكرية التي تريد إسرائيل شنها ضد قطاع غزة تريد قبل البدء في تنفيذها بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء لتصفية الجماعات المسلحة والمقاومة في غزة.
وأضاف أن هذه العملية قد تستغرق سنوات لم يتم تحديدها بعد، وسيترتب على ذلك تحمل مصر تبعات هذا الأمر في حالة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، لتتحول بدورها إلى قاعدة للانطلاق عمليات إرهابية ضد إسرائيل وتتحمل بموجبها مصر مسؤولية ذلك الأمر، وبالتالي تلاشي عملية السلام بين البلدين، وتحول المنطقة بأكملها إلى منطقة صراع جديد، وهو ما ترفضه مصر.
وفيما يتعلق بتصريحاته عن النقب، فقال الرئيس: “إذا كان هناك فكرة للتهجير، توجد صحراء النقب في إسرائيل يمكن نقل الفلسطينيين إليها حتى تنتهي تل أبيب من مهمتها المعلنة ضد الجماعات المسلحة من حماس والجهاد الإسلامي بقطاع غزة، ثم تُرجعهم متى شاءت”.
أبرز المعلومات عن صحراء النقب
وبعد تصريحات الرئيس المصري السيسي عن صحراء النقب، والإشارة إليها، ننشر لكم أبرز المعلومات عن هذه المنطقة التي قد لا يعرفها الكثيرين:
صحراء النقب تقع غرب قارة آسيا، يحدها من الشرق الصدع الأسيوي الأفريقي متمثلًا بوادي عربة، احتلتها إسرائيل عام 1948 إلا أن نصف سكانها من البدو والقبائل والعشائر العربية الذين بقوا منذ هذه الفترة، إلا أنها غير مأهولة بكثافة سكانية، وتبلغ مساحتها نحو 14 ألف كيلو متر مربع، وتتمتع بطبيعة رائعة جعتها قبلة سياحية إسرائيلية بسبب مناخها الرائع والمعتدل والهدوء الذي تتميز به.
المناطق البيئية داخل صحراء النقب
تتمتع صحراء النقب بوجود 5 مناطق بيئية مختلفة بداخلها، من أهمها النقب الشمالي والغربي والوسطى، والهضبة العالية ووادي العربة، وتختلف هذه المناطق فما بينها من حيث كمية هطول الأمطار عليها، إلا أن المنطقة الشمالية للصحراء هي الأعلى من حيث كمية الأمطار المتساقطة عليها في العام، بينما منطقة وادي العربة هي الأقل من حيث سقوط الأمطار، كما تتمتع المنطقة باختلاف طبيعة التضاريس فيها.
صحراء النقب ويكيبديا
فصحراء النقب التي تقع شرق سيناء هي منطقة صحراوية تقع في غرب آسيا، وتُعد جزءًا من شبه جزيرة سيناء، حيث كانت جزء من فلسطين الانتدابية، إلا أنها تقع اليوم ضمن حدود دولة إسرائيل السياسية، ويوجد بها قرى وتجمعات للعرب مثل رهط وتل السبع وشكيب واللقية وحورة وكسيفة وعرعرة، ويبلغ تعداد البدو فيها حوالي 317 ألف نسمة، مع العلم أن الصحراء تُعد أوسع مساحة من أرض كنعان التاريخية.
الأقوام الذين سكنوا هذه المنطقة عبر التاريخ
البدوية العرب، والمدينيين، والنبط، والقيداريين والعموريين، والهكسوس، والشاسو، والجاتو، والعامو، والإدوميين، والكنعانيين سكان مدينة عراد، وأثناء فترة حكم العباسيين عرفت النقب باسم تربان، أم أثناء الحكم العثماني، فكانت تُسمى إمارة الترابين، وتم تداول العديد من الوثائق التي دونها السلطان عبد الحميد الخليفة العثماني، الذي يقرر فيها تأمير قبيلة الترابين على بئر السبع أي شمال النقب وسيناء وغزة.
انضمامها لإسرائيل
كشفت التقارير أيضًا أنه بعد قيام دولة إسرائيل على إثر هزيمة العرب في حرب عام 1948، أجبر اليهود قرابة 100 ألف بدوي بالرحيل من منطقة النقب الشمالي والنقب الجنوبي، ليتحول أغلبهم إلى لاجئين في الأردن وشبه جزيرة سيناء وقطاع غزة، ومناطق الضفة الغربية ومناطق الخليل والأغوار والقدس، مع العلم أن السلطات الإسرائيلية قررت منح البدو الجنسية الإسرائيلية، إلا أنها في الوقت ذاته لم تعترف بملكيتهم على 13 مليون دونم ولم تعترف بـ35 قرية.
مع العلم أن هذه المنطقة يسكنها عدد من القبائل مثل الترابين، التي يرجع اسمها نسبة لتربان اسم منطقة النقب في العصر العباسي، وهم القبيلة الأكبر في سيناء والنقب، بالإضافة إلى قبائل التياها نسبة إلى هضبة التيه وسط سيناء وهي ثاني أكبر قبيلة بالنقب وثالث أكبر قبيلة في سيناء، مع العلم أن منطقة التيه هي الأرض التي تاه فيها بني إسرائيل 40 سنة كما ذكر القرآن الكريم، بخلاف قبيلة العزازمة وبالطورة نسبة لمنطقة الطور في سيناء.
