بالفيديو: لقاء بين الرئيس التركي والرئيس العراقي لأول مرة منذ 14 عاماً

استقبل الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، نظيره التركي رجب طيب أردوغان يوم الاثنين في بغداد، حيث أكد الجانبان على أهمية تخفيف حدة التوترات في المنطقة ووقف التصعيد المستمر، والعمل على تعزيز التفاهمات والحوار البناء.
وفي بيان صادر عن الرئاسة العراقية فقد أشار الجانبان أيضًا إلى ضرورة تكثيف الجهود لتعزيز أمن الحدود ومواجهة التحديات الناجمة عن التغيرات المناخية والبيئية، بالإضافة إلى أزمة المياه، وقد أكدوا على أهمية الاستفادة من الخبرات والتجارب التركية في هذه المجالات.
ومن جانبه فقد أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد على أهمية التعاون والتنسيق المشترك لمكافحة الإرهاب وضمان الأمن المشترك للبلدين والمنطقة بأكملها.
وقد أعرب الرئيس العراقي عن رفض العراق أن تكون أراضيه قاعدة لأي اعتداء أو تهديد لدول الجوار، وأنه يرفض أي اعتداء أو انتهاك يتعرض له مدنه، وأكد على ضرورة احترام سيادة العراق وأمنه القومي.
وقد عبر الرئيس العراقي عن تطلع بلاده لتطوير علاقات مميزة مع تركيا، مشيرًا إلى أهمية إقامة علاقات متوازنة مع الدول الشقيقة والصديقة، وذلك لخدمة المصالح المتبادلة في المجالات التاريخية والاقتصادية والتجارية والثقافية.
وقد تطرق الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد إلى أزمة المياه التي يعاني منها العراق نتيجة لانخفاض تدفقات نهري دجلة والفرات، وتأثيرها على الحياة في البلاد بشكل عام، وأكد على ضرورة معالجة هذه الأزمة وضمان حصة عادلة للعراق من موارده المائية لتلبية احتياجاته، والاستفادة من الخبرات في إدارة الملف وبناء السدود، كما أشار إلى أهمية التنسيق والتشاور بشأن المشاريع والمنشآت التي تقام على نهري دجلة والفرات.
وقد توجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد في زيارة رسمية تعد الأولى من نوعها منذ أكثر من عقد، وقد قام أردوغان بتوقيع سلسلة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وعقد المباحثات حول عدة قضايا، بما في ذلك قضايا تقاسم الموارد المائية والصادرات النفطية والأمن الإقليمي.
وقد تم استقبال أردوغان في مطار بغداد الدولي من قبل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بالإضافة إلى زيارته لبغداد، يعتزم الرئيس التركي أيضاً زيارة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ عام 1991.

لقاء بين الرئيس التركي والرئيس العراقي لأول مرة منذ 14 عاماً

الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان

 

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني


وقد عبّر السفير العراقي في أنقرة ماجد اللجماوي، عن أمله في تحقيق تقدم في مسائل المياه والطاقة، واستئناف عملية تصدير النفط العراقي عبر تركيا.
وقد أشارت وزارة الخارجية العراقية إلى أن ماجد اللجماوي يتوقع توقيع اتفاقية إطار استراتيجي تغطي المجالات الأمنية والاقتصادية والتنموية، معتبرًا زيارة أردوغان فرصة لتعزيز التعاون الشامل بين العراق وتركيا.
ومن المتوقع أن يشمل جدول الأعمال مشروع طريق التنمية، والذي يشمل شبكة طرق وسكك حديد تربط بين دول الخليج وتركيا عبر العراق، وذلك بحلول عام 2030 وعلى مسافة 1200 كيلومتر، ويعد هذا المشروع شراكة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وقد كان العراق خامس أكبر مستورد للمنتجات التركية خلال الربع الأول من العام الحالي، بما في ذلك المنتجات الزراعية والغذائية والكيميائية والمعدنية وغيرها.
وفي مؤتمر صحفي فقد كشف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن الزيارة الحالية سوف تشهد توقيع أكثر من 20 اتفاقية في مجالات الطاقة والزراعة والمياه والصحة والتعليم، وخاصة في مجال الأمن.
ومن بين هذه الاتفاقات يتم تضمين اتفاق استراتيجي حول ملف المياه، وفقًا للمتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي وفقًا لوكالة الأنباء العراقية “واع”.
وقبل الزيارة فقد صرح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بأن العراق وتركيا لديهما تاريخ ونقاط مشتركة ومصالح مشتركة وفرص مشتركة، ولديهما أيضًا تحديات مشتركة، ومن بين هذه التحديات هي قضايا المياه والأمن.
وفي ندوة أقيمت في مركز “المجلس الأطلسي للأبحاث” على هامش زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، فقد أوضح الوزير التركي أنه سوف يتم التعامل مع جميع هذه القضايا بشكل شامل، وأنه لن يتم التفريط في أي منها، وقد أشار إلى أن هناك رغبة حقيقية من كلا البلدين لإيجاد حلول لهذه القضايا لأول مرة.
ويذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قام بزيارة العراق للمرة الأخيرة في عام 2011 عندما كان رئيسًا للوزراء، ودعا آنذاك السلطات العراقية إلى التعاون مع تركيا في مكافحة عناصر حزب العمال الكردستاني الذي يصنفه تركيا وحلفاؤها الغربيون كتنظيم إرهابي.

 

عناصر من حزب العمال الكردستاني
عناصر من حزب العمال الكردستاني


وفيما يتعلق بالموارد المائية فقد انتقد العراق بشدة بناء تركيا للسدود في الجانب الشمالي، مما أدى إلى انخفاض كبير في منسوب مياه نهري دجلة والفرات التي تنبع من أراضي تركيا قبل أن تعبر العراق.
وتطالب الحكومة العراقية بتوزيع المياه بشكل أفضل، في حين تعبر تركيا دائمًا عن استياءها من إدارة الموارد المائية من قِبَل السلطات العراقية وقطاع الزراعة والري.
وفي منتصف أبريل فقد أشار الرئيس التركي أردوغان إلى أن “مسألة المياه” ستكون أحد أهم القضايا التي ستناقش خلال الزيارة الحالية، وذلك بناءً على الطلبات التي تقدمت بها الحكومة العراقية في هذا الصدد، وقد أكد أن تركيا ستبذل جهودًا لإيجاد حلول لهذه القضية.
وتختلف البلدان فيما يتعلق بصادرات النفط من إقليم كردستان، حيث كانت تمر عبر تركيا دون موافقة الحكومة المركزية في بغداد، وقد توقفت هذه الصادرات منذ أكثر من عام بسبب خلافات قضائية ومشاكل تقنية، وهذا التوقف تسبب في خسارة العراق لإيرادات نفطية تفوق 14 مليار دولار وفقًا لرابطة شركات النفط الدولية التي تعمل في إقليم كردستان (أبيكور).
وفيما يتعلق بمسألة حزب العمال الكردستاني، فيذكر أن تركيا قد أقامت على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية العديد من القواعد العسكرية في كردستان العراق لمحاربة الحزب، الذي يقيم أيضًا قواعد خلفية في تلك المنطقة.
وقد أعلن الجيش التركي بشكل متكرر تنفيذ عمليات عسكرية جوية وبرية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني ومواقعهم في شمال العراق، وهذا دفع الحكومة العراقية المركزية إلى التعبير عن الاحتجاج عدة مرات.
وعندما سئل وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي عن إمكانية التعاون مع تركيا في هذه المسألة، فقد أستبعد القيام بعمليات مشتركة، ولكنه أشار إلى أن تركيا والعراق سوف تعملان على إنشاء مركز تنسيق استخباراتي مشترك.

 

 

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد