تعرضت ولاية ريو جراندي دو سول في البرازيل لأمطار غزيرة نتج عنها فيضانات مدمرة، وقد أعلنت السلطات المحلية بأن عدد القتلى قد ارتفع إلى 78 شخصاً على الأقل، مع تزايد أنباء عن فقدان 103 آخرين، وقد تم نزوح عشرات الآلاف من السكان نتيجة لهذه الكارثة.
من فيضانات البرازيل
وقد وصل الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى الولاية للتعامل مع الأعمال الإنقاذية وجهود إعادة الإعمار بالتعاون مع السلطات المحلية، حيث تعمل الفرق الطبية والإغاثية على قدم وساق لتقديم المساعدة وتوفير الإمدادات الضرورية للمتضررين.
وقد تسببت الفيضانات في دمار شامل في ثلثي البلدات والمدن في ولاية ريو جراندي دو سول، حيث يبلغ عددها حوالي 500 بلدة ومدينة، وقد تم إجلاء أكثر من 88 ألف شخص بسبب هذه الكارثة الطبيعية.
وقد تضررت الطرق والجسور في العديد من المدن بالولاية نتيجة الفيضانات، كما تسببت الأمطار الغزيرة في حدوث انهيارات أرضية وانهيار جزئي لسد في محطة توليد الطاقة الكهرومائية.
وتُظهر الصور الملتقطة من الجو وعمليات الإنقاذ الجارية على الأرض حقيقة غمر بعض الأحياء بالكامل بسبب الفيضانات في جنوب البرازيل، مما يعكس الأضرار الهائلة التي لحقت بالمنطقة.
وقد ارتفع منسوب المياه إلى حد غمر المنازل بأكملها، مما أدى إلى فقدان السكان لممتلكاتهم في غضون دقائق قليلة، وقد تعرضت شوارع بورتو أليغري، التي يقطنها حوالي 1.4 مليون نسمة، للغرق في المياه.
وقد أكد حاكم الولاية إدواردو ليتي، بأن ريو غراندي دو سول تشهد “أسوأ كارثة مناخية في تاريخها”، حيث تضررت حوالي 300 بلدة في الولاية.
وقد تزايد القلق بشأن نقص المواد الأساسية وتضرر سلاسل الإنتاج في الولاية، التي تعد واحدة من أبرز المناطق الزراعية في البرازيل وتساهم بنسبة 20 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وفي هذا السياق فقد طلب رئيس بلدية بورتو أليغري، سيباستياو ميلو من السكان ترشيد استهلاك المياه بعد إغلاق أربع محطات معالجة مياه الصرف الصحي في المدينة نتيجة للفيضانات، وقد أصبحت بورتو أليغري معزولة جزئيًا عن باقي أجزاء البلاد.
وتعمل فِرق الجيش على إقامة مستشفيات ميدانية لاستقبال مئات المرضى الذين تعيَّن إجلاؤهم من مراكز طبية، وكل المرافق متضررة من المدارس إلى السجون، وكذلك كل البنى التحتية.
وبحسب شرطة المرور فقد تم قطع الطرق المؤدية إلى المدينة من الجنوب على بعد 15 كيلومترًا من مدخلها، ولكن الوصول إليها من الشمال ما زال ممكنًا.
ويؤدي الاحترار المناخي، الناجم عن انبعاثات الغازات الدفيئة الناجمة عن النشاط البشري، إلى زيادة في شدة وتكرار موجات الحرارة، وفقًا للخبراء.
وفي العام الماضي فقد شهدت البرازيل جفافًا تاريخيًا في شمالها، وارتفع عدد حرائق الغابات إلى مستويات قياسية بين يناير وأبريل، حيث سجلت أكثر من 17,000 حريق في مختلف أنحاء البلاد، وكان نصفها تقريبًا في منطقة الأمازون.
