ذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون قد اطلع على صور لقواعد عسكرية أمريكية رئيسية في جزيرة غوام والتي تم التقاطها من أول قمر صناعي كوري شمالي يتم وضعه في المدار لأغراض التجسس.
كوريا الشمالية تطلق قمرًا صناعيًا للتجسس
ووفقًا للوكالة فقد قام الزعيم الكوري الشمالي بالاطلاع على الصور الجوية لقاعدة أندرسون الجوية وميناء أبرا وقواعد عسكرية أمريكية أخرى في جزيرة غوام في المحيط الهادئ وذلك في توقيت محدد قد تم تلقيه في 22 نوفمبر الساعة 09:21 صباحًا.
وتأتي هذه الأحداث بعد إعلان كوريا الشمالية عن نجاح إطلاق قمر صناعي مخصص للتجسس يحمل اسم (مليغيونغ 1).
وقد أعلنت كوريا الجنوبية أنها ستعلق جزئيًا (اتفاقية خفض التوتر العسكري بين الكوريتين) الموقعة عام 2018، وستستأنف أعمال المراقبة الجوية للخطوط الأمامية لكوريا الشمالية.
وقد انتقدت الولايات المتحدة وحلفاؤها بشدة عملية إطلاق القمر الصناعي من قبل كوريا الشمالية حيث يعتبرونها انتهاكًا للحظر المفروض من قبل مجلس الأمن الدولي على مثل هذه الأنشطة.
ويُشتبه أن هذا الإطلاق قد يكون غطاءًا لاختبارات تكنولوجيا الصواريخ الباليستية.
ومن جهتها فقد أكدت كوريا الشمالية أن لديها حقًا سياديًا ومشروعًا لإطلاق الأقمار الصناعية لأغراض التجسس، وذلك للتصدي لما تصفه بالتهديدات المتزايدة التي تشكلها الولايات المتحدة.
ومع ذلك ما زالت قرارات مجلس الأمن تمنع كوريا الشمالية من إطلاق أي قمر صناعي حيث يُعتبر ذلك غطاءًا لاختبارات عملية الإطلاق للصواريخ بعيدة المدى.
وقد أعلنت اليابان أنه لا توجد معلومات مؤكدة بعد حول دخول القمر الصناعي الكوري الشمالي إلى المدار.
وتتصاعد التوترات في المنطقة جراء هذه الأحداث حيث أدانت الولايات المتحدة وحلفاؤها بشدة تصرفات كوريا الشمالية وتعتبرها انتهاكًا للقرارات الدولية.
وعلى الجانب الآخر فقد أكدت كوريا الشمالية حقها في تطوير تقنياتها العسكرية والدفاعية وتعتبر إطلاق الأقمار الصناعية جزءًا من هذا الحق.
ومع استمرار حظر مجلس الأمن على إطلاق الأقمار الصناعية من قبل كوريا الشمالية، يتوقع أن يتصاعد التوتر في المنطقة وتتصاعد المواجهة بين الدول المعنية.
وقد تمكنت بيونج يانج بعد سلسلة من الفشل على مدى السنوات الـ25 الماضية من إطلاق قمر صناعي للتجسس إلى الفضاء وفقًا لتقرير نشرته صحيفة (نيويورك تايمز الأمريكية).
وعلى مدى هذه الفترة فقد حاولت بيونج يانج بالفعل إطلاق قمر صناعي، وقد أجرت محاولتين في مايو وأغسطس من هذا العام باستخدام نوع جديد من الصواريخ يسمى (شوليما 1) والذي يشير إلى اسم حصان طائر أسطوري، ومع ذلك لم تتمكن من وضع القمر الصناعي في المدار في كلتا المحاولتين.
وفي المرة الأولى انفصلت القذيفة الأولى في المياه الجنوبية الغربية لكوريا بعد رحلة غير ناجحة ولم تتمكن من إطلاق أي جسم إلى المدار حسب مسؤولين في سول وطوكيو.
وقد أعلنت كوريا الشمالية أن هناك عيوبًا خطيرة في المرحلة الثانية من الصاروخ مما تسبب في فشل المحرك في منتصف الهواء.
وفي اختبار أغسطس فقد تم تشغيل المرحلة الأولى والثانية من الصاروخ بشكل طبيعي ولكن واجهت مشكلة في المرحلة الثالثة من الرحلة وفقًا للوكالة الكورية المركزية للأنباء.
وقد اقترحت كوريا الشمالية إجراء المحاولة الثالثة للإطلاق في أكتوبر، وعندما التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سبتمبر فقد أعرب بوتين عن نيته مساعدة كوريا الشمالية في بناء الأقمار الصناعية.
وهذا تطور لافت للنظر خاصةً بوجود روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حيث يحظر على بيونج يانج اختبار تكنولوجيا الصواريخ طويلة المدى بما في ذلك الصواريخ التي تستخدم لإطلاق الأقمار الصناعية وفقًا لشبكة (بلومبرج الأمريكية).
وأشار لي هو ريونج خبير شؤون الدفاع الكوري الشمالي في معهد كوريا للدراسات الدفاعية في سول إلى أن الحدث المهم بين الإطلاق الثاني والثالث كانت القمة بين كوريا الشمالية وروسيا حيث ناقشوا التعاون العسكري والفضائية والتقنية والعلمية والتكنولوجية.
وقد قامت كوريا الشمالية بإحضار مسؤولين من هذه المجالات خلال الزيارة.
وقد تزامن إطلاق القمر الصناعي مع زيادة وجود السفن الروسية المرتبطة بشبكات النقل العسكري بين كوريا الشمالية وميناء عسكري روسي حيث تحمل كميات كبيرة من البضائع.
ويعتبر ذلك دليلاً واضحًا حتى الآن على إمكانية تعاون بيونج يانج في جهود روسيا العسكرية ضد كييف.
وكان مسؤولو المخابرات الكوريون الجنوبيون يزعمون أن هناك مساعدة فنية من روسيا قد تلقتها كوريا الشمالية لإطلاق القمر الصناعي ولكنهم لم يقدموا تفاصيل تدعم ذلك.
