حدث مؤخرًا حوار بين الصحفي المصري باسم يوسف والصحفي البريطاني بيرس مورغان حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في برنامج Good Morning Britain، يوسف يشن هجوم لاذع على المواقف الغربية من النزاع ويبرز حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه والحصول على دولته، يوسف يستعمل أسلوبه المميز في السخرية والكوميديا للتصدي لبعض الادعاءات التي يقدمها مورغان، مثل أن إسرائيل تستخدم قوة متزنة وأن حماس هي من تضع المدنيين كدروع بشرية، يوسف يؤكد أن إسرائيل تسعى لتهجير سكان غزة إلى مصر وأن هذا جزء من خطة طويلة المدى للاستحواذ على المزيد من الأراضي، يوسف يدعو إلى رفع الحصار على غزة ومنح الفلسطينيين حقوقهم الإنسانية والسياسية.
الحوار استمر لحوالي 33 دقيقة، وكان ملئ بالمشادات والتبادلات الحادة بين يوسف ومورغان، يوسف استخدم أمثلة وأرقام وحقائق لتأكيد حجته، في حين أن مورغان حاول التشكيك في مصادره ومصداقيته، يوسف أظهر قدرة عالية على التحليل والتعبير، وأبدى احترامه للآراء المختلفة، لكنه لم يتهاون في نقده للظلم والعنف، مورغان أظهر تحاملًا وجهلًا ببعض جوانب القضية، وأبدى تعصبه لإسرائيل وتجاهل لمعاناة الفلسطينيين.
ردود الأفعال على الفيديو
الفيديو حظي بتفاعل كبير من قبل المشاهدين والمتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أثنى كثير منهم على شجاعة وذكاء يوسف في تمثيل قضية فلسطين وتحدي مورغان، كما انتشر هاشتاغ #أحا_باسم_يوسف دعمًا له ولفلسطين.
الهاشتاغ تصدر قائمة الأكثر تداولًا على تويتر في مصر وفي عدة دول عربية وإسلامية، الكثير من المغردين أعادوا نشر مقاطع من الفيديو وعلقوا عليها بالثناء والتشجيع، بعض المشاهير والنشطاء والسياسيين شاركوا في الحملة وأبدوا تضامنهم مع يوسف وفلسطين، الهاشتاغ أصبح رمز للتعبير عن الرأي والمطالبة بالعدالة والحرية.
التاريخ
الصراع بين إسرائيل وفلسطين يعود إلى أكثر من قرن من الزمن، عندما بدأت حركة الصهيونية العالمية في التخطيط لإقامة دولة يهودية في فلسطين، التي كانت تحت الحكم العثماني ثم البريطاني، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، أصدرت الأمم المتحدة قرارًا بتقسيم فلسطين إلى دولتين: واحدة يهودية وأخرى عربية، مع ترك القدس تحت الإدارة الدولية، هذا القرار رفضه الفلسطينيون والدول العربية المجاورة، في حين قبلته إسرائيل التي أعلنت قيامها في عام 1948، اندلعت حرب بين إسرائيل والدول العربية، انتهت بانتصار إسرائيل واستيلائها على مزيد من الأراضي الفلسطينية، منذ ذلك الحين، شهدت المنطقة عدة حروب وانتفاضات واتفاقات سلام، لكن دون حل جذري للقضية، إسرائيل ما زالت تحتل أجزاء كبيرة من فلسطين، بما في ذلك غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وتفرض سياسات تمييزية وقمعية على الفلسطينيين، الفلسطينيون ما زالوا يناضلون من أجل تحقيق حقهم في تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة.
الأزمة
غزة هي شريط من الأرض على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، يحدها إسرائيل من الشمال والشرق ومصر من الجنوب، تعد غزة أحد أكثر الأماكن اكتظاظًا بالسكان في العالم، حيث يعيش فيها نحو مليوني نسمة في مساحة تقل عن 400 كيلومتر مربع، غزة تعاني من أزمة إنسانية خانقة بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل عليها منذ عام 2007، بعد أن فازت حركة حماس في الانتخابات التشريعية، والحصار يحد من حرية حركة الأشخاص والبضائع والخدمات إلى ومن غزة، ويؤثر سلبًا على القطاعات الصحية والتعليمية والاقتصادية والبيئية.
غزة تتعرض أيضًا للقصف والهجمات المتكررة من قبل إسرائيل، التي شنت عليها ثلاث حروب في عامي 2008 و2012 و2014، أسفرت عن مقتل وإصابة آلاف المدنيين، وتدمير البنية التحتية والمنشآت المدنية، حياة الملايين من المدنيين في غزة تكون مهددة بالخطر والفقر والمعاناة، خاصة الأطفال والنساء والمصابين، الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة.