تم انتخاب القاضي اللبناني نواف سلام رئيسًا لمحكمة العدل الدولية لفترة ثلاث سنوات، وبذلك أصبح القاضي اللبناني الدكتور نواف سلام المولود في 1953 ببيروت، ثاني عربي يرأس المحكمة منذ تأسست قبل 78 عاماً، بعد وزير خارجية الجزائر الأسبق ورئيس المحكمة الدستورية فيها محمد بجاوي، البالغ 94 حالياً.
وقد جاء هذا الإعلان في بيان نشره الحساب الرسمي للمحكمة على منصة إكس، حيث أكد البيان أن زملاء نواف سلام في المحكمة قد انتخبوه ليتولى هذا المنصب الرفيع.
القاضي اللبناني نواف سلام رئيسًا لمحكمة العدل الدولية لثلاث سنوات
وفي تغريدة نشرها نواف سلام على حسابه الشخصي في موقع إكس فقد أعرب عن مسؤوليته الكبيرة في تحقيق العدالة الدولية وتعزيز القانون الدولي.
وأضاف بأن أول أفكاره في هذه اللحظة تتعلق بمدينته بيروت التي يرغب في أن تعود إلى مكانتها السابقة كأمٍ للحوكمة القانونية، وأعرب عن أمله في أن يتمكن اللبنانيون من إقامة دولة قانونية في بلادهم وتحقيق العدالة بين أبنائهم.
انتخابي رئيسا لمحكمة العدل الدولية مسؤولية كبرى في تحقيق العدالة الدولية واعلاء القانون الدولي. وأول ما يحضر إلى ذهني ايضاً في هذه اللحظة هو همي الدائم ان تعود مدينتي بيروت، أماََ للشرائع كما هو لقبها، وان ننجح كلبنانيين في إقامة دولة القانون في بلادنا وان يسود العدل بين أبنائه. https://t.co/vIs487b3yN
— Nawaf Salam نواف سلام (@nawafasalam) February 6, 2024
وفور معرفة خبر انتخابه فقد أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي اتصالاً لتهنئة سلام المعروف بأنه بيروتي النشأة، وابن شقيق رئيس وزراء لبنان الراحل صائب سلام، وبأنه انضم في 2018 إلى المحكمة المؤلفة من 15 قاضياً، ينتخبهم مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، كجهاز قضائي رئيسي للمنظمة الدولية، مختص بالفصل في النزاعات بين الدول، بوصفه أعلى سلطة قضائية في العالم.
ويذكر أن محكمة العدل الدولية قد أصدرت قرارًا الشهر الماضي استجابة لدعوى قدمتها جنوب أفريقيا، حيث طلبت من إسرائيل اتخاذ إجراءات لمنع وقوع جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، ومع ذلك لم يتضمن القرار نصًا يدين وقف إطلاق النار.
وقد عُقدت جلستان استماع علنيتان في محكمة العدل الدولية في لاهاي في يناير الماضي كجزء من بدء النظر في الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة.
ويذكر أنه بالإضافة إلى نواف سلام يوجد قاضيان عربيان آخران في محكمة العدل الدولية، وهما القاضي المغربي محمد بنونة والقاضي الصومالي عبد القوي أحمد يوسف.
وقد ولد نواف سلام في عام 1953، ويتمتع بخلفية تعليمية قوية حيث حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية في باريس عام 1992.
كما أنه حاصل على شهادة الماجستير في القانون من كلية الحقوق في جامعة هارفرد، وشهادة الدكتوراه في التاريخ من جامعة السوربون.
وقبل توليه منصب رئيس محكمة العدل الدولية فقد عمل نواف سلام كمحاضر في جامعة السوربون وباحث زائر في مركز (ويذرهيد) للعلاقات الدولية في جامعة هارفرد.
كما مارس أيضاً مهنة المحاماة، وقد شغل منصب سفير ومندوب دائم للبنان في الأمم المتحدة في نيويورك في الفترة من عام 2007 إلى 2017.
وقد انضم نواف سلام إلى محكمة العدل الدولية في فبراير عام 2018 وقد أثبت نفسه كقاضٍ موثوق به وملتزم بتحقيق العدالة الدولية.
وبعد سنوات من العمل الجاد والتفاني فقد تم انتخابه رئيسًا للمحكمة لفترة ثلاث سنوات.
ويعد نواف سلام من الشخصيات المرموقة في المجال القانوني والدبلوماسي، ويحظى بتقدير واحترام دوليين واسعين.
