السفير الصيني في مصر.. العالم الجديد تطوير للعلاقات الصينية العربية

كتب/ محمد عبد الصبور
اكد السفير الصيني لياو ليتشيانغ سفير الصين بمصر ان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها الأمين العام شي جين بينغ توحد وتقود الحزب الشيوعي الصيني وأبناء الشعب الصيني من كافة القوميات في حسن التنسيق بين الوقاية من كورونا والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ودفع قضايا الحزب والدولة لتحقيق إنجازات جديدة، خاصة أن المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني عقد بنجاح في أكتوبر الماضي، بما يرسم خططا مستقبلية طموحة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل ودفع تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل، ويقدم الحلول الصينية للمشاكل المشتركة التي تواجه البشرية، ويضخ عوامل اليقين والاستقرار الثمينة على العالم الذي تسوده التغيرات والاضطرابات.

جاء ذلك في الندوة المشتركة التي عقدتها السفارة الصينية بالقاهرة والمركز الإقليمي لوكالة أنباء الصين “شينخوا”، اليوم 28/12/2022 تحت عنوان “الصين والعرب؛ التكاتف معأ لبناء مجتمع صينى _ عربى ذى مصير مشترك، وخلق مستقبل جديد للعلاقات الودية بينهما “.

العلاقات الصينية العربية
العلاقات الصينية العربية

وقال السفير إن عام 2022 هو عام استنثائي للغاية بالنسبة إلى الدبلوماسية الصينية، تحت التخطيط الشخصي من الرئيس شي جين بينغ وقيادة الدبلوماسية الرئاسية، موضحا اهمية بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وتعاملنا مع التغيرات وتغلبنا على المعضلات لإحراز إنجازات جديدة، وعملنا على تطبيق دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية على نحو شامل لتقديم مساهمات جديدة من أجل الحفاظ على سلام العالم وتعزيز التنمية المشتركة،استشرافا للمستقبل.

يوضح تقرير المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني اتجاه تطور دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية، ويحدد استراتيجياتها الأساسية والترتيبات الاستراتيجية.

واشار الي انه في مسيرة جديدة، سنلتزم بالغاية الأصلية للسعي واء تقدم البشرية والمصالح العليا للعالم برمته، وسنلتزم بالتحديث الصيني النمط لخلق شكل جديد من حضارة البشرية وتوفير خيار جديد للدول النامية، وسنلتزم بالتنمية السلمية لتقديم مساهمات صينية في سد العجز في التنمية والسلام، وسنلتزم بوضع مصلحة العالم بعين الاعتبار، ونعمل على بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وسنلتزم بالانفتاح العالي المستوى على الخارج، ونوفر للعالم فرصا جديدة من خلال تنمية جديدة في الصين، وسنلتزم بالاستقلالية وتوسيع الشراكة العالمية على أساس المساواة والانفتاح والتعاون، سنلتزم بالحوار بين الحضارات، ونكرس بنشاط القيم المشتركة للبشرية جمعاء، ونحول الديمقراطية والحرية من الأداة السياسية التي يتلاعب بها العدد القليل من الأشخاص إلى القيم التي تتمتع بها البشرية جمعاء، وسنلتزم بروح النضال بغية للتمسك بالمبادئ وتكريس العدالة، إن المصالح الجوهرية للدولة لن يسمح إلحاق الأضرار بها، والسيادة وسلامة الأراضي لن يسمح الاعتداء عليها، وإعادة توحيد الوطن ونهضة الأمة لن يسمح تخريبها.

العلاقات الصينية العربية

وقال ان عام 2022 مهم للعلاقات الصينية العربية في الفترة ما بين يومي 7 و10ديسمبر الماضي، مشيرا الي سفر الرئيس شي جين بينغ إلى الرياض لحضور القمة الصينية العربية الأولى والقمة الصينية الخليجية، وقام بزيارة الدوله إلى السعودية، ويمكننا استعراض واستخلاص هذه الزيارة على نحو شامل بأرقام 1 2 3 4 8.

رقم 1 يعني أن الجانين الصيني والعربي أصدرا إعلان الرياض الصادر عن القمة الصينية العربية الأولى، واتفقا على العمل بكل الجهود على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد.

رقم 2 يعني أكبر وأعلى، إن هذه الزيارة هي أكبر نشاط دبلوماسي على أعلى مستوى تنظمها الصين تجاه العالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية.

رقم 3 يعني روح الصداقة الصينية العربية ذات النقاط الثلاث التي استخلصها الرئيس شي جينبينغ، وتتمثل في التضامن والتآزر، والمساواة والمنفعة المتبادلة، والشمول والاستفادة المتبادلة.

رقم 4 يعني السبل الأربعة التي طرحها الرئيس شي جين بينغ لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، ألا وهي التمسك بالاستقلالية وصيانة المصالح المشتركة، والتركيز على التنمية الاقتصادية وتعزيز التعاون القائم على الكسب المشترك، والحفاظ على سلام المنطقة وتحقيق الأمن المشترك، وتعزيز التبادل الحضاري وزيادة التفاهم والثقة المتبادلة.

رقم 8 يعني الأعمال الثمانية المشتركة للتعاون العملي بين الصين والدول العربية التي طرحها الرئيس شي جينبينغ وتغطي مجالات تدعيم التنمية والأمن الغذائي والصحة والتنمية الخضراء والابتكار وأمن الطاقة والحوار بين الحضارات وتأهيل الشباب والأمن والاستقرار.

وقال ان السنة القادمة السنة الأولى لتنفيذ نتائج القمة الصينية العربية الأولى، يجب علينا التضامن بقلب واحد والعمل يدا بيد على تطوير التعاون الصيني العربي الرائد، وتدعيم قوة السلام والتقدم، بما يضخ طاقة إيجابية هائلة على قضية البشرية من أجل السلام والتنمية والعدالة والتقدم.

العلاقات الصينية العربية
العلاقات الصينية العربية

إذا استعرضنا هذه السنة، سنجد أن العلاقات الصينية المصرية تبقى متينة كصخر رغم التغيرات المعمقة والمعقدة على الصعيدين الدولي والإقليمي، وأصبحت طابعها الاستراتيجي والشامل أكثر بروزا.

ما يشجعنا أكثر هو التواصل المكثف بين رئيسي البلدين.

عقد الرئيس شي جينبينغ والرئيس عبد الفتاح السيسي لقاءين في هذه السنة رغم تداعيات كورونا وتقلبات الأوضاع الدولية، بما يضخ طاقة قوية على تطوير الشراكة الاستراتيجية الشاملة الصينية المصرية لتحقيق تنمية أكبر.

ما يؤثرنا أكثر هو الدعم المتبادل الثابت والقوي بين الصين ومصر. مصر تقف بثبات إلى جانب الصين في القضايا المتعلقة بتايوان وشينجيانغ وهونغ كونغ وغيرها.

أكد الرئيس السيسي علنا على التزام مصر بمبدأ الصين الواحدة. كما استغلت الصين تأثيراتها الدولية والسياسية لدعم مصر في استضافة COP27 بنجاح والحفاظ على المصالح المشتركة للدول النامية بقوة.

ما تزداد الأخبار السارة للتعاون العملي بين الصين ومصر خلال السنة الجارية، أنجزت الشركة الصينية بناء كوبري العرفان باعتباره أطول جسر السكك الحديدة ذي الهيكل الفولاذي الدوار في العالم.

وبفضل التعاون الصيني المصري، بدأ تشغيل القطار الكهربائي الخفيف الخاص بمدينة العاشر من رمضان بصفته أول قطار كهربائي خفيف في إفريقيا، وافتتح مجمع التبريد اللوجستي الخاص بحفظ اللقاحات الذي يحتل المركز الأول في إفريقيا من حيث القدرة الاستيعابية ودرجة الأتمتة، ووقعت العقود لأكبر مشروع طاقة الرياح وأكبر مشروع الطاقة الكهروضوئية في مصر.
وبدأ مؤخرا تصدير الرمان المصري الطازج إلى الصين، وسندفع تصدير المزيد من المنتجات الزراعية المصرية إلى الصين.

واكد ان التواصل الثفافي والإنساني المتنوع بين الصين ومصر. في هذه السنة، دخلت اللغة الصينية إلى 12 مدرسة مصرية مختارة كلغة أجنبية إختيارية ثانية، وعرض المسلسل الصيني المتعلق بمكافحة الفقر بعنوان الهجرة إلى السعادة على الشاشات المصرية.

ونظمنا مسابقة الفيديوهات القصيرة تحت عنوان الصين في عيني ومعرض رسوم الأطفال تحت عنوان أحب الباندا العملاقة وغيرها من الفعاليات، ويسرنا أن نجد كثيرا من الشباب المصريين يبادرون إلى توارث الصداقة الصينية المصرية.

العلاقات الصينية العربية
العلاقات الصينية العربية

وقال عقد الرئيس شي جين بينغ لقاءا ثنائيا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا على هامش القمة الصينية العربية الأولى، بما يضع خططا استراتيجية لتطوير العلاقات الصينية المصرية في المرحلة القادمة.

أولا، ترسيخ الثقة السياسية المتبادلة، سيواصل الجانبان الصيني والمصري مواصلة تبادل الدعم في سلك طريق التنمية الذي يتناسب مع الظروف الوطنية، ودعم بثبات الجانب الآخر في الحفاظ على سيادة الدولة وأمنها ومصالحها التنموية، ودفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة لتحقيق تقدم أكبر بهدف بناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك في العصر الجديد.

ثانيا، تعميق التعاون القائم على المنفعة المتبادلة. ستواصل الصين ومصر تعميق التعاون في إطار بناء مبادرة الحزام والطريق، ودفع إنجاز بناء القطار الكهربائي الخفيف الخاص بمدينة العاشر من رمضان وCBD للعاصمة الإدارية الجديدة في الموعد المقرر وبجودة عالية، وحسن تنفيذ مشروعات التعاون الكبرى بما فيها منطقة «تايدا»السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر، ستستورد الصين المزيد من المنتجات الزراعية من مصر، وتوسع التعاون معها في مجالات التمويل والاستثمار والإنتاج المشترك للقاحات والفضاء، وسيعمل الجانبان معا على تطوير ورشة لوبان وتعليم اللغة الصينية وتأهيل المزيد من سفراء الصداقة الصينية المصرية.

ثالثا، تعزيز التنسيق على الساحة الدولية، سينتهز الجانبان القمة الصينية العربية الأولى كفرصة سانحة للعمل يدا بيد على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، وتعزيز التنسيق حول تنفيذ الأعمال الثمانية المشتركة الصادرة عن القمة الصينية العربية والبرامج التسعة في إطار منتدى التعاون الصيني الإفريقي.

السفير الصيني لياو ليتشيانغ والكاتب الصحفى محمد عبد الصبور
السفير الصيني لياو ليتشيانغ والكاتب الصحفى محمد عبد الصبور

كما سيعزز الجانبان التعاون في الأمم المتحدة وغيرها من المنصات المتعددة الأطراف لتدعيم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد