في العرض العسكري السنوي لإحياء “عيد النصر” في موسكو، فقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن قوات بلاده النووية الاستراتيجية تظل في حالة تأهب دائمة.
ويأتي هذا التأكيد في سياق تصاعد التوترات العالمية ومحاولات الغرب لإثارة الصراعات والعداء بين الدول.
وفي تصريحاته فقد أشار الرئيس الروسي بوتين إلى أن الغرب يسعى لاحتواء مراكز التنمية السيادية والتدخل في شؤون الدول الأخرى.
كما أعرب بوتين عن تقديره وإشادته لجنوده والمحاربين القدامى في الجيش الروسي، وقدم استعراضًا للمعدات العسكرية الروسية بما يعكس قوة البلاد.
ويأتي هذا العرض العسكري في سياق الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا حاليًا، والتي وصفها بوتين بأنها معركة وجودية في مواجهة “النازية”.
وقد صرح الرئيس الروسي بوتين قائلاً: “يريد الغرب نسيان دروس الحرب العالمية الثانية”، مضيفا أن “روسيا تكرم جميع الحلفاء الذين شاركوا في هزيمة ألمانيا النازية”.
ولتعزيز الأمان فقد اتخذت السلطات الروسية إجراءات أمنية مشددة في العاصمة قبيل العرض، بسبب سلسلة هجمات أوكرانية بواسطة الطائرات بدون طيار استهدفت الأراضي الروسية.
وقد تمت بروفات ليلية قبل العرض بأسابيع، وتم إغلاق أجزاء من وسط موسكو لتمرير المركبات العسكرية.
وقد تم رفع لافتات ضخمة على طول جدران الكرملين في الساحة الحمراء تعكس الاحتفالية وتعزز أهمية العرض.
وفي العرض العسكري فقد أشار إلى حالة التعبئة المصاحبة للحرب، حيث عرضت روسيا دبابة واحدة فقط من طراز (تي 34)، وحلقت مقاتلات فوقها ورسمت بالدخان الألوان الثلاثة للعلم الروسي.
وقد تضمن العرض أيضاً الصاروخ الاستراتيجي الروسي العابر للقارات (يارس)، والذي قال مذيع تلفزيوني بأن “قدرته مضمونة على ضرب أي هدف في أي نقطة من العالم”.
وقد حضر ذلك العرض زعماء من دول بيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان وكوبا ولاوس وغينيا بيساو.
وتجتمع هذه الاحتفالات مع تنصيب بوتين لولاية رئاسية خامسة قياسية، حيث تعهد بتحقيق “النصر” للشعب الروسي.
كما كثّف الرئيس الروسي بوتين أيضا تهديداته النووية مصدرا أوامر في وقت سابق هذا الأسبوع للجيش الروسي، لإقامة تدريبات على الأسلحة النووية تشارك فيها قوات سلاح البحرية والجنود المتمركزين قرب أوكرانيا.
وفي العام الماضي فقد تخلت روسيا عن مصادقتها على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية وانسحبت من اتفاق رئيسي مع الولايات المتحدة يهدف لمنع انتشار الأسلحة.
وهذا التنصيب يأتي في ظل التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها روسيا، وسيكون له تأثير كبير على المشهد السياسي العالمي في الفترة المقبلة.