إيطاليا تقول لا للحوم المختبرية: هل تدافع عن هويتها الغذائية أم رفض للابتكار؟

في خطوة غير مسبوقة في الاتحاد الأوروبي، أقرت الحكومة اليمينية في إيطاليا مشروع قانون يحظر إنتاج وبيع واستيراد اللحوم الاصطناعية أو المستنبتة أو “المختبرية”.

ما هي اللحوم المصنوعة مخبريًا؟

اللحوم المصنوعة مخبريًا أو المستنبتة أو “المختبرية”، هي لحوم تنتج من خلايا جذعية مأخوذة من حيوانات حية وتزرع في ظروف محكمة، وتهدف هذه التقنية إلى توفير بديل للحوم الحيوانية التي تستهلك موارد طبيعية كبيرة وتسبب تلوثًا ومعاناة للحيوانات.

ما هو القانون الإيطالي الجديد؟

في خطوة غير مسبوقة في الاتحاد الأوروبي، أقرت الحكومة اليمينية في إيطاليا مشروع قانون يحظر إنتاج وبيع واستيراد اللحوم الاصطناعية، ويهدف إلى حماية التراث الغذائي الإيطالي والصحة العامة، ويفرض غرامات تصل إلى 60 ألف يورو على المخالفين، وقال وزير الزراعة والسيادة الغذائية فرانشسكو لولوبريجيدا إن اللحوم المصنوعة مخبريًا لا تضمن الجودة والصحة وحماية الطعام الإيطالي وثقافة النبيذ والتقاليد، وأضاف أن القانون يعبر عن رفض إيطاليا للمنتجات الصناعية التي تهدد النظام الغذائي المتوسطي، وحظي القانون بتأييد من جمعيات المزارعين ومنتجي الألبان، الذين جمعوا نصف مليون توقيع للمطالبة بحماية “الغذاء الطبيعي مقابل الغذاء الصناعي”.

ما هي ردود الفعل على القانون؟

لكن القانون واجه انتقادات من بعض مجموعات حماية الحيوانات والبيئة، التي ترى في اللحوم المصنوعة مخبريًا بديلاً أخلاقيًا ومستدامًا للحد من استهلاك اللحوم الحيوانية وانبعاثات الغازات الدفيئة ومخاطر الأمراض. وأشارت هذه المجموعات إلى أن اللحوم المصنوعة مخبريًا تحظى بموافقة من هيئات رقابية في دول مثل الولايات المتحدة وسنغافورة، وأنها تعتبر حلاً واعدًا ومبتكرًا لأنظمة غذائية صحية وصديقة للبيئة.

وأثار القانون أيضًا تساؤلات حول مدى قدرة إيطاليا على منع دخول اللحوم المصنوعة مخبريًا إلى أسواقها في حال حصولها على موافقة من الاتحاد الأوروبي، وذلك بناءً على مبدأ حرية نقل البضائع والخدمات في السوق المشتركة،  وقال بعض المحللين إن القانون قد يتعارض مع قواعد التجارة الدولية ويثير نزاعات قانونية.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد