قصة قصيرة| قصة الحاجة سامية وزوجة ابنها اللئيمة

قصة الحاجة سامية وزوجة ابنها اللئيمة هي قصة من القصص القصيرة والمثيرة، وهي تتحدث عن مرات الابن عندما تكيد لحماتها، وطبعاً القصة ليس لها علاقة بالواقع، وهيا بنا لنبدأ قصتنا.

قصة الحاجة سامية وزوجة ابنها الكيادة

قصة الحاجة سامية وزوجة ابنها الكيادة

بطلة قصتنا هي الحاجة سامية، والحاجة سامية هي امرأة طيبة القلب وحنونة جداً ويحبها الجميع، متزوجة من الحاج أحمد الذي يعمل تاجراً للأثاث، والحاج أحمد رجل ثري مثل أغلب التجار ويمتلك عقاراً (عمارة) يتكون من أربعة طوابق، ويعيش فيه مع زوجته وأبنائه.

أنجب الحاج أحمد والحاجة سامية ثلاثة من الأبناء، الأول وهو خالد، وهو متزوج ويعيش معهم في العقار، أما الثاني فهي بنت وأسمها مي، وهي متزوجة وتعيش في بيت زوجها، وأما الثالث فهو عماد، وهو متزوج ويعيش معهم في العقار.

وأما عن وصف العقار (العمارة)، فالدور الأرضي عبارة عن مضيفة يستقبل فيها الحاج أحمد الضيوف، ويقيم فيها المناسبات، وأما الدور الثاني فيعيش فيه الحاج أحمد مع الحاجة سامية، وأما الدور الثالث فيعيش فيه خالد (الابن الأكبر) مع زوجته، وأما الدور الرابع فيعيش فيه عماد (الابن الأصغر) مع زوجته.

كانت علاقة الحاجة سامية بزوجات أبنائها على خير ما يرام قبل الزواج (أي في مرحلة الخطوبة)، وكانوا يخبرونها أنهم يحبونها كأنها أمهم، كما كانوا ينادونها بأمي، وكانوا دائماً يخبرونها أنهم سيكونون مثل بناتها، وأنهم سيراعونها قدر استطاعتهم.

ولكن بعد الزواج اختلف الأمر كثيراً، زوجة خالد (الابن الأكبر) كانت تحب الحاجة سامية كثيراً، وكانت دائماً ترعاها كأنها أمها، كما كانت الحاجة سامية تحبها كثيراً وتعتبرها مثل بنتها.

أما زوجة عماد (الابن الأصغر) فقد تغير حالها كثيراً بعد الزواج من عماد، فكانت ترفض النزول إلى شقة الحاجة سامية وتفضل البقاء في شقتها، كما كانت ترفض أن تساعد الحاجة سامية في أي شيء وتبرر ذلك بقولها: “أنا مسئولة بيتي فقط!”.

عاتبت الحاجة سامية زوجة عماد على تجنب الحديث إليها أو الجلوس معها، ولكن زوجة عماد كانت تتهرب من الرد، وعندما وجدت الحاجة سامية أن الكلام لا يجدي نفعاً معها تحدثت إلى ابنها عماد في الأمر، لعله يستطيع إصلاح الأمور، وأخبرها عماد أنه سيحاول معرفة المشكلة وحلها.

سأل عماد زوجته عن سبب تجنبها لأمه (الحاجة سامية) فأخبرته أنها تفضل البقاء في شقتها وأنها مسئولة عن بيتها فقط، لم يدري عماد ماذا سيقول لأمه، وهذا الأمر جعله بدأ يتجنها حتى لا تسأله عن الأمر، وأحست الحاجة سامية أن ابنها بدأ هو أيضاً يتجنبها وشعرت بحزنٍ شديد.

وذات يوم، أشترت الحاجة سامية سلسلة ذهبية كهدية لزوجة ابنها خالد، فهي طيبة وحنونة وتساعد الحاجة سامية في كل شيء وفي أي وقت، وعندما علمت زوجة عماد بالأمر استشاطت غضباً، ثم ذهبت إلى زوجها عماد وأخبرته أن أمه أحضرت سلسلة ذهبية لزوجة أخيه ولم تحضر لزوجته مثلها، وذلك لأنها تحب أبنها الكبير خالد، ولا تحبه مثل أخيه، وأخبرها عماد أنه سيتحدث إلى أمه في الصباح.

وفي الصباح، ذهب عماد إلى الحاجة سامية وسألها عن السبب الذي جعلها تحضر هدية لزوجة خالد ولم تحضر لزوجته، فأجابته الحاجة سامية وقالت: “زوجة خالد تحبني وأجدها عندما أحتاجها في أي وقت وفي أي شيء، ومن حبي لها أحضرت لها هدية، أما زوجتك فهي فعلاً مسئولة عن بيتها فقط، ومن حقها أن تتجنبي، وأنا غير مطالبة أن أحضر لها هدايا”.

ذهب عماد لزوجته وأخبرها بكلام الحاجة سامية، هنا تظاهرت الزوجة بالبكاء وأخذت تندب حظها أن زوجها ضعيف الشخصية، وأنه لو كانت له شخصية لعاملتها الحاجة سامية كما تعامل زوجة ابنها خالد، وأن كلام الحاجة سامية مجرد عذر ضحكت به عليه، استفز عماد بكاء زوجته وكلامها جداً.

رجع عماد إلى أمه وأخبرها أنها لابد أن تحضر هدية لزوجته مثل الهدية التي أعطتها لزوجة أخيه خالد، ولكن الحاجة سامية رفضت إحضار هدية، هنا أحب عماد أن يثبت قوة شخصيته لزوجته فأغلظ القول لأمه وتشاجر معها، ثم تركها وانصرف.

وعندما عاد الحاج أحمد من العمل وجد زوجته (الحاجة سامية) تبكي فسألها عن السبب، فحكت له ما فعل عماد وزوجته وكانت لم تحكي له شيئاً من قبل، وعندما سمع الحاج أحمد كلامها استشاط غضباً وقرر طرد هذا الابن العاق وزوجته من بيته، ولكن الحاجة سامية طيبة القلب ترجت زوجها عدم طرد ابنهم عماد، فهو في كل الأحوال ابنهم.

سمع خالد وزوجته الصوت العالي فنزلوا بسرعة ليعرفوا السبب، وعرفوا بأفعال عماد وزوجته، قرر خالد توبيخ أخيه بسبب أفعاله لعله يفيق مما هو فيه، وبعد قليل ذهب خالد وزوجته إلى شقتهم للنوم، كما ذهب الحاج أحمد والحاجة سامية للنوم أيضاً.

وكانت هذه الليلة غير عادية، فقد نامت زوجة عماد وهي تنوي أن تظل توقع بين عماد وأمه حتى تُحضر لها هدية مثل زوجة خالد، ونام عماد وهو ينوي أن يتشاجر مع أمه مرة أخرى حتى تُحضر لزوجته هدية ويثبت لزوجته قوة شخصيته، ونام خالد وهو ينوي أن يوبخ أخيه عماد على أفعاله لعله يفيق مما هو فيه، ونام الحاج أحمد وهو ينوي أن يتشاجر مع هذا الابن العاق ويطرده من بيته.

أما الحاجة سامية فقد نامت وهي حزينة ومكسورة الخاطر بسبب أفعال ابنها عماد معها، ابنها الذي يتشاجر معها من أجل زوجته رغم أنها لم تخطئ في شيء، نامت وهي مكسورة القلب.

وفي الصباح، استيقظ الجميع ولكن الحاجة سامية لم تستيقظ، فقد ماتت بحزنها وحسرتها من أفعال ابنها، وخيم الحزن على الجميع بسبب موت الحاجة فاطمة الحنونة طيبة القلب، أما الحاج أحمد فلم يطرد ابنه عماد من البيت كما كان ينوي أن يفعل، فقد كان أخر طلب طلبته منه الحاجة سامية هو أنها ترجته ألا يطرد عماد من البيت.

كان عماد في حالة سيئة جداً لأن أمه ماتت بسببه، وبالرغم أن الحاج أحمد (والده) وأخيه خالد لم يتحدثان إليه بأي كلام سيء، ولكن نظراتهم إليه كانت تذبحه، كما كره عماد زوجته وكره رؤيتها لأنها كانت السبب في كل ما حدث.

ومن شدة حزن عماد وغضبه مما حدث انهال على زوجته بالضرب ثم طلقها، ثم ترك المنزل ليعيش في مكان آخر، فكل ركن في المنزل يذكره بالحاجة سامية، كما كانت نظرات الحاج أحمد وأخيه خالد كأنها رصاص يخترق جسده، وليس هناك أي حل ليتخلص من عذاب الضمير سوى ترك المنزل.

انتهت القصة، ولكني أحب أن أعلق عليها بكلمتين، عقوق الوالدين ذنبٌ يعاقب عليه الله في الدنيا، كما يعاقب عليه في الآخرة، وكما تدين تدان.



عن الكاتب:
اترك رد