حال التعليم المصري في الماضى والحاضر يلخصه خطاب نادر من معلم إلى مدير المدرسة

في زمن كانت تُحترم فيه الأخلاق والمثل العليا، عصر عمالقة الفكر والفن والأدب والعلم، كان التعليم فيه يمثل قيمة كبيرة سواء للمعلم أو الطالب أو المدير أو حتى الوزير، كانت تلك هى رسالة معلم بالمدرسة في عام 1931، عندما أراد اعطاء بعض الطلبة درساً خصوصياً كان لزاماً عليه أن يستأذن من مدير المدرسة ويطلب منه التصريح بإعطاء دروس تقوية في مادة الرياضة، وموافقة أولياء أمور الطلاب على ذلك.

كان في ذلك الوقت الدرس الخصوصى هو وسيلة لتقوية الطالب ربما في مادة أو اثنتين ولم يكن هدفاً للمعلم لجنى الأموال، في فوضى ليس لها حساب أو رقيب.

لنرجع بالخلف قليلاً ونقرأ رسالة ذلك المعلم المحترم:

“حضرة صاحب العزة ناظر المدرسة. بعد الاحترام. أرجو التصريح لي بإعطاء ثلاثة دروس خاصة في مادة الرياضة إلى انور طاهر الطالب بالسنة الثانية فصل خامس، وهو ليس من تلامذتي. ومحل اعطاء الدروس بالمدرسة. ومرفق مع هذا طلب من ولي امر الطالب بذلك واستمارة رقم 4 خاصة بطلب ترخيص بمباشرة أعمال خارجة عن حدود الوظيفة ولكم الشكر.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام. مواعيد إعطاء الدروس أيام السبت والإثنين عقب الحصة السادسة من الساعة الرابعة الي الخامسة ويوم الخميس عقب الحصة الخامسة من الساعة 1.30 الي 2.30.

امضاء يوسف ادوار: المدرس بالمدرسة “


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

تعليق 1
  1. عبدالعزيز يحي يقول

    الرسالة يتجسد منها اكثر من معنى رائع وعظيم .. اولا : الخط الجميل للاستاذ والاسلوب السليم لكتابة الرسائل .. ثانيا : لغة الاحترام التي خاطب بها المدرس مدير المدرسة .. ثالثا : احترام المدرس لانظمة العمل .. رابعا : حرص اولياء الامور على مستويات اولادهم وسعيهم لتطويرها .. خامسا : الاهمية التي تكتسبها الرياضة.. هذا اذا لم يكن المقصود ( الرياضيات )