الجزء الأزرق من الممحاة لم يكن لإزالة آثار القلم الجاف

هل إمتلكت قديما أيام الشباب والطفولة هذه الأستيكة الجميلة ذات اللونين الأزرق والأحمر وتساءلت مثلما تساءلنا جميعا لماذا هذه الأستيكة لها جزئين مختلفين عن بعضهما؟ وأظن أن الإجابة التي سمعتها من الناس وظللنا مقتنعين بها اثناء طفولتنا البريئة أن الجزء الأزرق من الأستيكة مصنوع خصيصا لإزالة آثار القلم الجاف أو القلم الحبر وهو ما أقنعنا به أصحاب المكتبات والكبار حتى يشجعونا لشرائها ولكن هل يوما ما نجحت الأستيكة بجزءها الأزرق في إزالة آثار القلم الحبر فعلا؟ في الغالب لا وأحب أن أطمنك فكل جيل التسعينات ومن قبلهم في كل العالم كانوا مؤمنين بهذه الفرضيات وليس انت فقط !

في الحقيقة فإن الجزء الأزرق من الممحاة ” الأستيكة” لم يكن مصنوعا لإزالة آثار القلم الجاف ابدا وإنما كان مصنوعا في الأساس لإزالة الأثار الغليظة للقلم الرصاص فقد صنع من خامة أكثر سمكا من الجزء الأحمر وذلك حتى يتمكن من إزالة الخطوط العريضة أو الثقيلة وخصوصا على أوراق الرسم القوية حيث قد يتسبب الجزء الأزرق في قطع الأوراق الخفيفة.

ولكن ما حدث أنه عند إنتشار هذه الشائعات وتصديق الناس لها وأن الجزء الأزرق يزيل أثار القلم الجاف قامت بعض الشركات المصنعة للاستيكة بإستغلال هذه الإشاعات وعملت على الترويج أن منتجاتها تزيل هذه الاثار ورسمت صورة القلم الجاف على الجزء الأزرق.

ويبدو أن السبب في ظهور هذه الإشاعات هو اللون الأزرق لهذا الجزء والذي يشبه لون الحبر فقام أحد الناس الفاضيين بتخيل الأمر وتصديقه ومن ثم إشاعته بين الناس والناس صدقته وشكرا على كدا.