ابنة غير شرعية ومومياء مفقودة لمئات السنين.. 4 ألغاز ملكية ساعدنا العلم في حلها

يميل العقل البشري دائماً إلى البحث عن الحقائق والكشف عن الأسرار الغامضة وحل المسائل المعقدة وكذلك خوض بعضاً من المغامرات التي قد تكون خطرة في بعض الأحيان، حيث يستمر العقل البشري في التعلم أكثر وأكثر، وكل تلك الأشياء تساعد في تنمية الفكر والمعرفة في العقل وبالتالي نجد ان التاريخ أيضا مليء بالكثير من الأشياء الغامضة وقد تبدو بعض الأشياء مجهولة وكأنه لم يتمكن أي أحد من حلها، ولكن في الكثير من الأحيان نجد أن العلم دائماً ما ساعد في هذا الشأن، حيث ساعدنا العلم في كشف المزيد والمزيد من التاريخ طوال الوقت، وهناك بعض الألغاز الغامضة التي ساعدنا فيها العلم بشكل كبير وفيما يلي بعضاً منها.

عائلة رومانوف – الأسرة المالكة

على مر التاريخ حكت عائلة رومانوف مناطق روسيا الشاسعة لمدة ثلاثة قرون كاملة وكانوا كما لو أنهم ملوك استبداديين وتمتعوا بالكثير من القوة والرفاهية وقلة من العائلات الملكية في أوروبا في ذلك الوقت كانت تملك مثلما تملك عائلة رومانوف، وفي عام 1917 انهارت تلك العائلة من حيث القوة والسلطة وكان السبب وراء ذلك الأوقات العصيبة التي جاءت بعد الحرب العالمية الأولى، حيث كان هناك رغبة شديدة لتغيير البلاد ونظام الحكم فيها بشكل كلي مما أدى ذلك إلى إجبار القيصر نيكولاس الثاني على التنازل عن العرش، وتم القبض عليه عقب ذلك من قبل البلاشفة وعندما تم إطلاق سراحهم أخيراً انتقلوا إلى مكان آمن في يكاترينبورغ وهناك اختفوا عن الأنظار تماماً.

في عام 1918 أعلنت القيادة السوفيتية أن نيكولاس الثاني تم إعدامه ولكن لم يتضح ما حدث بعدها لبقية أفراد العائلة المالكة، لدرجة أن هناك العديد من الأشخاص الذين ادعوا أنهم من عائلة رومانوف المالكة، وفي عام 1991 تم الكف عن بعض الأشخاص الذين ينتمون إلى عائلة رومانوف ولكن احتاج الأمر إلى الكثير من الإجراءات لإثبات ذلك، وتم أخذ عينات من الحمض النووي من هؤلاء الأشخاص وتم أخذ عينات أيضا من العائلة المالكة بما فيهم الأمير البريطاني فيليب، وكان هناك تطابق كامل بين العينات التي تم أخذها، وتمكن العلم من حل المسألة بأكملها ولكن كانت النتيجة مدهشة للغاية.

ريتشارد الثالث

يبدو أن الملك ريتشارد الثالث كان معروف للغاية وما زال الأمر كذلك في التاريخ الحالي، ولكن كان ريتشارد معروف بالسمعة السيئة فقد اعتلى العرش في ذلك الوقت من خلال قتل أبناء أخيه الوُرثة الحقيقيين للعرش وكانوا معروفين وقتها بـ الأمراء في البرج، وفيما بعد عندما كان ريتشارد ملكاً على العرش هزم وقتل أيضا بعد فترة حكم قصيرة جداً كانت تعرف بالفترة المظلمة، وقتل على يد المنافس المطالب بالعرش هنري تيودور في معركة بوسورث فيلد، حيث قتل ريتشارد وتم التعامل مع جثته بشكل سيء نظراً لسمعته السيئة وحكمه الظالم، وتم دفن جثته تحت Bow-Bridge كما تقوم القصص، وبعدها بالفعل تم استخدام أدوات حديثة للتنقيب في موقع دفن الملك ريتشارد الثالث للعثور على ما تبقى من جثته من عظام مع تواجد الكثير من العلماء الأثريين لفحص الحمض النووي لتلك العظام، وبالفعل تم إيجاد القبر وتم اكتشاف بعض العظام الموجودة بداخله وتم فحص الحمض النووي الخاص بها وأثبتت العينات أن العظام ترجع للملك ريتشارد الثالث، وفي ذلك الوقت لولا استخدام الأدوات الحديثة في التنقيب وتوسيع نطاق التنقيب في الموقع مع تواجد الكثير من العلماء لما تم اكتشاف قبر ريتشارد الثالث.

دلفين بويل

ابتدأت قصة دلفين بويل في عام 1999 حيث قام مراهق بلجيكي بنشر سيرة ذاتية غير مصرح بها والتي أشار فيها إلى أن الملك ألبرت الثاني ملك بلجيكا قد أنجب ابنة غير شرعية قبل عدة عقود، وسرعان ما انتشر الخبر وقتها بين الصحافة وتم تحديد تلك الطفلة على أنها دلفين بويل باعتبارها الابنة المحتملة، وحينها انتشرت حالة من الجدل في بلجيكا وجميع دول العالم مما أدى هذا الأمر إلى تحويل تلك الشائعات إلى حقيقة، حيث طالبت دلفين وقتها بتأكيد الأمر واستغرق الأمر وقتاً حتى تحصل على أمراً من المحكمة لإقناع الملك ألبرت الثاني بتقديم عينة من الحمض النووي الخاص به، وفي حالة رفضه سيضطر لدفع غرامة مالية تقدر بحوالي 5000 يورو يومياً، وتم الحصول على العينة من الملك وأثبتت تلك العينة أن دلفين ابنته، وحصلت أخيراً على الحق لتسمية نفسها أميرة بلجيكا، وهي تعرف اليوم بصاحبة السمو الملكي الأميرة دلفين ميشيل آن ماري غيسلين دي ساكس كوبورغ.

حتشبسوت

كانت حتشبسوت ثاني امرأة تجلس على عرش مصر بعد وفاة زوجها في عام 1479 ما قبل الميلاد، وأصبحت الفرعون الحاكم وأصبحت صورتها على جميع التماثيل والنقوش وتظهر في كل الشعارات الفرعونية، واستمر حكمها لمدة 20 عاماً ولكنها ماتت وكان خليفها تحتمس الثالث ابن زوج حتشبسوت المتوفي، وكان تحتمس يدمر ما قامت حتشبسوت بفعله وبناءه طوال فترة حكمها، حيث تم إسقاط التماثيل التي تحمل صورتها وتم حفر النقوش التي تذكرها، وعندما كان يتم اكتشاف قبر حتشبسوت كانت جثتها مفقودة تماماً واعتقد الكثير من الناس أن هذه واحدة من محاولات تحتمس الثالث لشطب اسمها من التاريخ تماماً، ولكن في عام 1903 اكتشف العالم هوارد كارتر مقبرة صغيرة بها مومياوات امرأتان تعود إحداها إلى لسيتر إن، وهي المرأة التي كانت ممرضة حتشبسوت، والجثة الأخرى ليس لها علامات تعريف وحينها لم يتم التأكد من أنها جثة حتشبسوت، ومع ذلك يبقى سبب إزالة جسدها من التابوت لغزاً حتى الآن.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد