حمود العطوي: قصة الرجل الذي جعل من الإفطار مجانًا عادة قديمة في تبوك

توفي رجل بدوي كان يعرف بكرمه وإحسانه للناس، خاصة العمالة الفقيرة التي تزور سوق الخميس في تبوك، اسمه حمود سلمان العطوي، وكان يقدم لهم وجبة الإفطار مجانًا منذ ثلاثة عقود، بمساعدة زوجاته اللواتي يطبخن الطعام ويعدن القهوة والخبز كل صباح، وكان يجلس في موقع معين في السوق، يستقبل ضيوفه بابتسامة وكلمة طيبة، ويشاركهم الطعام والشراب، دون أن ينتظر منهم شيء مقابل ذلك.

من هو حمود العطوي؟

وكان العطوي رجلًا بدويًا نشأ في البادية، وتربى على مبادئ الكرم والأصالة والفطرة، ولم يتغير عليه ذلك بعد أن انتقل إلى المدينة، وكان يحب الحياة البسيطة والمتواضعة، ولم يهتم بالمال أو الشهرة، وكان يعمل في حراج الغنم، ويبيع ويشتري الأغنام، ويعرفه الناس بالأمانة والصدق، وقد كُرم من قبل أمير منطقة تبوك، الأمير فهد بن سلطان، قبل عدة سنوات، تقديرًا لكرمه وعطائه.

ما هي عادته القديمة؟

وكانت عادته القديمة، التي لم يتركها مدى الحياة، هي تقديم فطور الصباح مجانًا للعمالة في سوق الخميس، إذ يضعه في ساحات السوق للقاصدين إليه بمساعدة زوجاته، وكان يقول إنه يفعل ذلك ابتغاء للأجر من الله، وتخفيفًا للكرب عن الفقراء والمحتاجين، وكان يرحب بكل ضيف يأتي إليه، سواء كان معروف أو غريب، ويعامله بالاحترام والتقدير.

كيف كانت حياته الأسرية؟

وكان العطوي متزوجًا من ثلاث نساء، وله أربعة عشر ولدًا وبنتًا، وكان يحرص على تربية أبنائه على الدين والأخلاق والعمل الصالح، وكان يعيش مع زوجاته في بيت واحد، ويشاركهن مسؤولية الأسرة والمطبخ، وكانت زوجاته هن اللواتي يقمن بطهي طعام الإفطار كل صباح، ويعددن القهوة والخبز كل يوم، دون مقابل، وكان يحبهن جميعًا، ويعاملهن بالعدل والرفق.

كيف توفي حمود العطوي؟

وتوفي العطوي وفاة طبيعية، بعد عودته من زيارة قريته المعظم شرق تبوك، حيث كان يزور أهله وأقاربه بين الحين والآخر، ودفن في مقبرة تبوك، وسط حشود من المعزين والمحبين، الذين حزنوا على فراقه، ونعوه بعبارات مكتظة بالحزن والأسى، وأشار أحد المقربين منه إلى أن أبناءه ورثوا الكرم منه، وما زالوا يقومون بما كان يقوم به في الموقع ذاته، ويواصلون إكرام ضيوفه، وتقديم الفطور مجانًا للعمالة، ابتغاء للأجر والثواب.

ماذا ترك حمود العطوي وراءه؟

ويعد حمود العطوي مثالًا للإنسانية والتضحية والعطف على الفقراء والمحتاجين، وقد ترك بصمة جميلة في قلوب الناس، وأثر طيب في المجتمع، وقد أصبح اسمه رمزًا للكرم والجود في تبوك، وقصته مصدر إلهام للأجيال القادمة، وقد قال عنه أحد المعزين: “إنه كان رجلًا عظيمًا، وكان يفعل خير كثير، وكان يسعد الناس بفعله، وكان يجعل الله أولًا وآخرًا في حياته، فليتغمده الله برحمته، وليسكنه فسيح جناته، وليجزيه عنا خير الجزاء”.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد