زيدان.. الوزير العبقري للساحرة المستديرة

كتب: خالد صلاح عبد الرحيم
زيدان “الوزير في لعبة الشطرنج” الذي يفكر بخطوتين أو ثلاثة بشكل مسبق، له حصانه خاصة في التحرك في أي مكان في الملعب لهزيمة المنافس وحماية فريقه، وكل زملائه يمررون له الكرة لأنه قادر على تخفيف الضغط عنهم ويعرف كيف يتصرف بالكرة، هو سيد اللعبة ودائماً الكرة تمر من خلاله فهو من يتحكم برتم المباراة، كل زملائه ينتظرون منه تغيير مجري المباراة وانقاذهم فهو القائد العبقري الذي يقود كل من حوله ويحشد الجميع ويجد أفضل الحلول عند منطقة الجزاء، هو مزيج بين صانع الالعاب الكلاسيكي والحديث لأن زيدان يملك التمرير الأيجابي بكل أنواعة القصير والطويل مع الأبداعات في المراوغة والتصويب والأختراق والضربات الرأسية واللعب بكلتا القدمين بنفس الجودة وهو ماركة مسجلة في تسجيل الأهداف من الضربات الثابتة.
زيدان يتميز “بالتمرير البيور” الخالي من أي أخطاء، تمرير في التوقيت المناسب بالمساحة الخالية أمام الزميل، زيدان ضد قانون الجاذبية فهو يستلم الكرة ويسيطر عليها في مواقف صعبة في الهواء، لا يقدر أحد أن يفعل مثله وذلك لمهاراته وقدراته الخاصة، حتى لومير مدرب فرنسا كان يستغل زيدان بلعب ضربة المرمي من حارس فرنسا بارتيز مباشرة إلى زيدان الذي كان يسيطر على الكرة من الهواء ويجعله تحت قدمة ويقوم بالدوران ومن ثم صناعة اللعب، يعرف كيف يستخدم جسده والكرة بين قدمية وعندما يتحرك الملعب كله يتحرك معه، قادر على المراوغة بكل سهولة ممتاز في الركض بالكرة وكانه سهم ينطلق بسرعة يميناً ويساراً يملك التصويب القوي على المرمي، ورؤية جيده يشاهد كل ما في الملعب ويصنع القرار المناسب، زيدان هادئ جداً ويملك ثبات انفعالي يجعله يلعب وكأنه يعزف مقطوعة موسيقية ويؤلف الحان من تراث الشام ممزوجة بالتراث الغربي.
هو من أفضل من لعبوا في مركز صانع الألعاب رقم 10 بطريقة متطورة، فأحياناً يتبادل الأدوار مع المهاجم في التحرك على المرمي ويظهر وكأنه مهاجم ثاني، فيما يعرف تكتيكيا بالصانع الوهمي أو False 10، وأحياناً يتحول لمركز الجناح يراوغ ويقطع للداخل ثم يصوب على المرمي أو عمل العرضيات من على الأطراف، وكثيراً يستلم الكرة من العمق أمام ثنائي الارتكاز حتى يلعب الكرات البينية أو يخترق على المرمي بالتمريرات الثنائية المعروفة بـــ wall passفهو الصديق الوفي لأي مهاجم يلعب بجانبه.
زيدان جزء من تاريخ فرنسا في كرة القدم، هاجر من الجزائر ليحصل على كأس العالم مع فرنسا ثم أمم أوروبا، وبعد اعتزاله عانت فرنسا طيلة 11 عام لتحصل على كأس العالم 2018، وبعد اعتزاله كتب تاريخ جديد كمدرب بحصوله على 3 بطولات متتالية لدوري الأبطال، فكثيراً من ينتقدوا زيدان كمدرب بقول انه لايوجد عنوان تكتيكي لأسلوب زيدان في التدريب، ولكن في الحقيقة انه مدرب زكي جداً ويعرف يأخذ ما يريدة من المباراة وكيف يلعب الخصم ويهزمه بنفس سلاحة، فهو يدرب وكأنه يري الملعب من المدرجات يشاهد كل التفاصيل وفي الأخر هو من يفوز.
وتحدث السير ” أليكس فيرجسون ” عنه قائلاً إنه لو أعطيته لاعبًا يسمى زيدان و10 قطع من الخشب، فسيتمكن بسهولة من تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا، فلماذا نتعجب هو حكاية مثيرة عشناها في كرة القدم عنوانها القائد العربي الذي غير خريطة كرة القدم وصنع تاريخً جديد لفرنسا.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد