“إيميرس فاييه Emerse Faé” السر وراء تألق منتخب كوت ديفوار… حكاية الجندي المجهول في بطولة أمم إفريقيا

وراء كل إنجاز هناك دائمًا جنود مجهولون، ربما لم يحظ أغلبهم بالتكريم المناسب والتقدير، بل وربما أيضا لم يعرف بهم أحد ولم يسمع عنهم أحد وعمّا قدموه من أجل نجاح الفكرة التي حاربوا من أجلها ودائمًا ما يتردد على ألسنتهم “أن الوصول للغاية هو كل ما يفكرون به وهو أعظم تكريمًا يمكن أن يحظى به إنسان”.

"إيميرس فاييه Emerse Faé"

"إيميرس فاييه Emerse Faé" المصدر: CAF Online

بطل قصتنا اليوم هو الإيفواري “إيميرس فاييه Emerse Faé” المدرب المؤقت الحالي لمنتخب كوت ديفوار (ساحل العاج) المنتخب الملقب بالأفيال، الذي صار نموذجًا رياضيًا وطنيًا يحتذى به والذي بدأ بطولة كأس أمم أفريقيا الحالية المقامة على الأراضي الإيفوارية كمدرب مساعد للمدير الفني للأفيال الفرنسي “جان لويس جاسية Jean Louis Gasset”.
تبدأ القصة مع تمثيل منتخب فرنسا الملقب بالديوك للناشئين في المراحل المختلفة حتى مرحلة الشباب ويفوز معهم بالبطولات المختلفة وكان آخرها بطولة العالم تحت 17 عاما المقامة في ترينداد وتوباجو عام 2001، ورغم عن ذلك اختار أن يمثل بلده الأم ساحل العاج (كوت ديفوار) في الفريق الأول ومرحلة الاحتراف وهو القرار الذي لا يستطيع التراجع عنه بعد خوض أولى اللقاءات مع المنتخب العاجي وذلك وفقا لقوانين الاحتراف في رياضة كرة القدم.
وقد أكد على ذلك دون تراجع ولو للحظات وفقا للمقربين منه على الرغم من علمه بمنتخب بلادة ذات المستوى المتواضع في المحافل الدولية الذي غالبا ما يغيب اسمه عن كبريات البطولات العالمية، ولكن تأتي الرياح دائمًا بما لا تشتهي السفن كما قال الشاعر فتأتي بطولة كأس أمم أفريقيا نسخة 2008 ويصاب “إيميرس فاييه Emerse Faé” بالملاريا المنتشرة بشكل كبير في دول القارة السمراء وعلى رأسها ساحل العاج الذي ينتمي لها فاييه بطل قصتنا.
لكن هذه الإصابة تحرمه من اللعب في البطولة ولكن أيضا تمنعه من التواجد في الخسارة الكبيرة التي مني بها المنتخب الإيفواري من المنتخب المصري حامل لقب البطولة وقتها في مباراة الدور نصف نهائي للبطولة القارية ولقد حملت الجماهير الإيفوارية اللاعبين السبب في الخسارة المخزية وخروج الفريق الذي كان مرشح وقتها للفوز باللقب وكأن القدر يقف معه فايية ليمنعه من أن يكون بين المعاقبين في هذا التوقيت.
ولكن مع مضاعفات الملاريا انتهكت قُوَى فايية حتى أصيب بمرض التهاب بالوريد مزمن دفعه لاعتزال كرة القدم مبكرًا في سن مبكر وهو في الثامنة والعشرين 28 من عمره، وهو ما دفعه للاتجاه للتدريب في سن مبكر ليثقل مهاراته بشكل كبير وينضج في مجال التدريب وهو صغير السن نسبيًا مقارنة بالمدربين المتواجدين على الساحة الدولية.
ثم يصبح فاييه مدرب مساعد للمدرب الفرنسي “جان لويس جاسية Jean Louis Gasset” على رأس الجهاز الفني للمنتخب الإيفواري في البطولة الأفريقية الحالية، الذي قدم المنتخب الإيفواري في بدايتها مستوي متدنيًا لا يليق بأحد المنتخبات المرشحة للفوز بالبطولة وأيضا المنتخب صاحب الأرض والجمهور.
حتى يقدم القدر فرصة تاريخية لفايية ويتم إقالة لويس جاسية وَسَط البطولة أملا في إنقاذ ما يمكن إنقاذه في المتبقي من المباريات ليقدم القدر هديته مرة أخرى لفايية ويصعد كأحسن ثوالث في ترتيب مجموعات بطولة أمم أفريقيا الحالية وفي نفس الوقت يرفض الاتحاد الفرنسي لكرة القدم أن يعير المدرب الفرنسي “هيرفي رونار Hervé Renard” لتدريب منتخب الأفيال فيمَا تبقي من مباريات البطولة الأفريقية.
ليكون بذلك “إيميرس فاييه Emerse Faé” هو المسئول الأول عن القيادة الفنية لمنتخب الأفيال ويبدأ في إدراك ما فات ومحاولة قيادة الدفة للوجهة الصحيحة ووضع المنتخب الإيفواري على الطريق الصحيح وضبط بوصله منتخب ساحل العاج ليخوض بعدها مباريات مهمة أولها أمام حامل اللقب واحد ممثلي القارة السمراء في كأس العالم هو منتخب السنغال ليقدم المنتخب الإيفواري مستوي مشرف للغاية يليق بتاريخ المنتخب الكبير ليفوز في النهاية بركلات الترجيح بعد التعادل بهدف لكل منهم في أحداث اللقاء وَسَط مستوى كبير من الفريقين.
ثم يستمر المستوي حينما يلتقي بمنتخب مالي الحصان الأسود في هذه البطولة ويقدم أداءً باهرًا ايضًا ويفوز في النهاية في الوقت الإضافي بنتيجة هدفين لهدف ليعيد الآمال للجماهير الإيفوارية في استعادة اللقب الغائب منذ أعوام ويصل للدور نصف النهائي وَسَط معنويات مرتفعة من اللاعبين والجماهير والشعب الإيفواري.
ليكون “إيميرس فاييه Emerse Faé” كلمة السر واحد الأبطال الرياضيين الذي لم توقفت لصابته ولم يتخل دائمًا عن رفع علم بلادة مهما كان دورة سواء في الملعب أو على المقاعد الفنية سواء كان قائد كتيبة الأفيال أو مساعد القائد أو حتى جندي في الصفوف.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد