آخر الأخبار بعد الهزيمة المذلة لريال مدريد… وهل ختم غوارديولا كرة القدم؟

عاش الفريق الإنجليزي مانشستر سيتي ليلة تاريخية مساء الأربعاء الماضي عندما هزم ريال مدريد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، والإنجاز غير العادي هو أن ريال مدريد هو أعظم نادي في البطولة الأوروبية، ومع ذلك قامت كتيبة غوارديولا بسحقه تماماً ومنعه من فعل أي شيء بالكرة، ودك شباكه بأربع أهداف لينتقل بعدها للمباراة النهائية التي ستجمع بين السيتي وانتر ميلان الإيطالي.

هل يجب علينا الاعتراف بأسطورية غوارديولا كمدرب؟

في الحقيقة لو استطاع نادي السيتي السنة الحالية من كسب لقب الأبطال، سيقترب من تحقيق الثلاثية التاريخية بعد حسمه للقب الدوري الإنجليزي على الورق. وذلك للمرة الثالثة على التوالي، ويبقى الكأس الثالث الذي ينافس عليه غوارديولا مع فريقه الذي مازالت منافسته قائمة وهو كأس الاتحاد الإنجليزي، ووصل السيتي لنصف النهائي في مباراة ستجمعه مع غريمه مانشستر يونايتد.

وربما سيصبح التتويج بالثلاثية التاريخية في عام 2023 بمثابة اعتراف عالمي بأسطورية غوارديولا والنسخة الحالية التي صنعها بنفسه من مانشستر سيتي على مدى السنوات الخمس الماضية. والتي باتت تصف بأنها الكمال الكروي بحد عينه، فأصبح غوارديولا يمتع متابعي الفريق الخصم بطريقة لعب السيتي، حتى ولو أغرق السيتي شباك فريقهم الخصم بالأهداف، فالكل سوف يصفق احتراماً للفن الذي يرونه على أرض الملعب.

تغييرات جوهرية ستحصل لمدريد جراء الخسارة

بعد خروج مدريد من بطولة أبطال أوروبا، لم يتبقى له أي بطولة ينافس عليها، فحقق دوري كأس الملك الإسباني، وخسر سباق الدوري الذي أصبح محسوماً للنادي الكتالوني برشلونة، وعليه لا شيء ليفعله مدريد حتى نهاية الموسم.

وعلى الرغم من أن الموسم الذي قضى لم يكن سيئاً على ريال مدريد، فهو حقق بطولة، ويقبع في المركز الثاني في الدوري، وخرج في المركز الثالث أو الرابع من بطولة دوري أبطال أوروبا، ولكن كما نعلم، أن جماهير ريال مدريد متعطشة للبطولات، ولن ترضى بأقل من بطولة دوري أو كأس الأبطال في كل موسم.

ولهذا السبب خرج العديد من المشجعين ليطالبوا برحيل كارلو انشيلوتي بعد الأداء المخزي والضعيف الذي ظهر فيه الفريق أما كتيبة غوارديولا. ولكن لا يبدو أن رئيس النادي فلورينتينو بيريز في صدد جلب مدرب جديد وحتى الآن هو سيجدد ثقته في المدرب الايطالي كارلو انشيلوتي.

أما كارلو، فطلب من بيريز تدعيم الفريق بصفقات جديدة، حيث طلب بشكل مباشر من النادي البدء في البحث عن ظهير أيسر، وبيع الظهير الحالي الفرنسي ميندي، كما طالب بحل أزمة هازارد وبيعه واستثمار الأموال تلك بجلب بديل جيد لبينزما خصوصاً بعد تذبذب مستواه وخروجه ذهنياً عن الملعب بعدما حقق كل ما يمكن للاعب كرة قدم أن يحققه مع ريال مدريد.

وليس هذا وحسب، بل أبدى انشيلوتي موافقته المبدئية للتخلي عن كريم بينزما أيضاً كلاعب أساسي، لاستبداله بلاعب مهاجم جاهز من خارج الفريق ليحل من خلاله مشكلة غياب الأهداف الحاسمة والتي غالباً ما تأتي عن طريق الأجنحة ولاعبي الوسط المدريديين.

وبالنسبة لبيريز، فبحسب ما تبينه صحيفة ماركا الإسبانية أنه يميل أكثر لخيار شراء بديل شاب لكريم بينزما بدلاً من الاستغناء عنه. فهو مازال يؤمن فيه.  ليتابع بيريز في استراتيجيته التي أثبتت نجاحها على مدى السنوات الماضية وهي جلب الشباب للفريق بدلاً من شراء النجوم الجاهزين، خصوصاً بعد الخسارة الكبيرة التي تكبدتها الميزانية في شراء لاعبين مثل غاريس بايل وايدين هازارد الذين لم يقدمان الأداء المرجو منهما. فمن هو اللاعب الذي سيحل محل كريم بينزما؟ هذا ما ستكشفه لنا الانتقالات الصيفية القادمة.

كواليس الخسارة المذلة لريال مدريد بأربع أهداف مقابل لا شيء.

لنتحدث عن غوارديولا وما فعله في تلك الليلة وعن الحوارات التي دارت بين الفريقين، وتعليقاتهم الصحفية بعد المباراة. بعيداً عن تفاصيل المباراة، التي أظهر بها لاعبو غوارديولا أنهم كجسد واحد متجانس لا يمكن الوقوف أمامه أبداً.

بنتيجة أربعة أهداف دون رد.. مانشستر سيتي يسحق ريال مدريد ويصعد لنهائي أبطال أوروبا

فبعد أن قام فينيسوس في مباراة الذهاب أن يرهق الظهير الموكل بمراقبته (كايل ووكر) ونجح في ذلك في العديد من المرات، جاءت مباراة الإياب ليعطي غوارديولا تعليمات جديدة تعطل ريال مدريد نهائياً، فبدى فينيسيوس جونيور كساحر دون عصاه السحرية، وكان كايل ووكر قادراً على تجميد جونيور في هجماته، مما جعل جماهير مدريد تحيي والكر على أدائه المذهل.

بينما بينزما لاعب ريال مدريد وصاحب الكرة الذهبية، لم يستطع أن يفعل شيء مع الجدار الحديدي الذي بناه غوارديولا من جون ستونز وروبن دياز.

أما كارلو أنشيلوتي فقال (لقد لعبوا أفضل منا، واستحوذوا الكرة أفضل منا، وسجلوا هدفين مبكرين للغاية في الشوط الأول مما أخرج اللاعبين عن سيطرتهم في مجريات المباراة)

وأقر حارس النادي الاسباني (كورتوا) أفضل حارس بالعالم لعام 2022، أن لن يستطيع منع الكرات تلك من الدخول في مرماه حتى لو عاد بالزمن ليحاول ألف مرة، حسب ما صرح في لقاء له مع سكاي سبورت بعد إنتهاء المباراة.

وبالعودة لفينسيوس، فظهر في فيديو وهو يشتكي لمدربه كارلو أنشيلوتي أن الفريق معطل تماماً، وهذا حقيقي بالفعل، فوصلت نسبة الاستحواذ للنادي الإنجليزي إلى 80%. واستطاع لاعبي السيتي مثل أكانجي ورودري كبح كل من رودريغو غوس وحامل الكرة الذهبية لوكا مودريتش وتغييبهم عن مجريات المباراة وكأنهم غير موجودين.

تفاصيل الحوار الضاحك بين غوارديولا وفينيسيوس خلال مباراة مانشستر سيتي وريال مدريد (فيديو)

وظهر غوارديولا في فيديو آخر يقول فيه لفينيسوس أحد أخطر أسلحة ريال مدريد، (متى ستقومون باللعب يا فيني؟) ليرد الأخير أننا ما زلنا نحاول.

أما فيني فقال في لقاء لاحق بعد المباراة، أن المشكلة كانت بأن اللاعبين لم يستمعوا لأوامر أنشيلوتي وخرجوا عن تأدية أدوارهم التكتيكية بسبب ضغط المباراة. مما تسبب في خسارتنا في النهاية.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد