التحليل الفني لمباراة مصر وكينيا في تصفيات أمم أفريقيا 2021

الشوط الأول

تلعب على ارضك ومنافسك فريق ضعيف لم يكن لديه تكاليف السفر لمواجهتك ويشكل خطورة على مرماه أكثر منك هل تعرف من هو ومن أنت؟ انت المنتخب المصري العظيم صاحب الأرقام القياسية في بطولة أمم أفريقيا ومنافسك هو المنتخب الكيني منتخب على ما تفرج.
أذا كنت قد شاهدت أحداث اللقاء في الشوط الأول مثلي وتابعت كيف يحاول المنتخب المصري اختراق الدفاع الكيني بكرات من العمق وتألق الدفاع الكيني وحارس مرماهم في التصدي لهذه الهجمات فأنت شاهدت المباراة الصحيحة.
المنتخب المصري دخل اللقاء محاولا الضغط بقوة على المنتخب الكيني وأول هذه الفرص كانت في الدقيقة الخامسة وسط ضغط من كهربا الذي نجح في استخلاص الكرة وارسالها الي تريزيجيه الذي يصوبها ولكن تكون خارج الملعب.
منتخب كينيا الشواهد تقول انه منتخب منحوس المنتخب اضطر إلى إجراء تغييرات اضطرارية في الشوط الأول وكان التغيير الأول من نصيب حارس المرمى باتريك ماكينزي الذي خرج بعد أن تعرض للإصابة في قدمه في الدقيقة 10 ونزل بدلا منه الحارس أيان أوبري ثم خرج أيضاً أيوب تيمبي ودخل بدلا منه كليف نياكا في الدقيقة 31 لتعرض اللاعب للشد في قدمه.

محمود كهربا بعد الهدف الاول

المنتخب الكيني كان يلعب مدافعا وتبني أسلوب اللعب على الهجمات المرتدة واستطاع تنفيذها بدقة في ثلاثة هجمات على المنتخب المصري وكانت بداية امتلاك المنتخب الكيني الجرأة الهجومية في أول كرة على مرمى أحمد الشناوي في الدقيقة 14 لتصبح ركلة ركنية للفريق الكيني ولكن اعطتهم الثقة لمحاولة بدء الهجمات وشنها على الدفاع المصري.
و هو ما حدث حيث تكرر حصول المنتخب الكيني على ركلة ركنية مرة أخرى بعدها بدقيقتين فقط
حاول المنتخب المصري استغلال هجمات المنتخب الكيني وبدا يبادلها الهجمات واستطاع أحمد حجازي تسديد كرة بالرأس لعبت له من ضربة ركنية في الدقيقة 18 ولكن خرجت خارج القائم
و في الدقيقة 19 شن المنتخب المصري هجمة سريعة من العمق أرسل محمد مجدي قفشة الكرة تمريرة على الارض لكهربا الذي توغل داخل منطقة الجزاء ونجح فعلا في تسديد الكرة ولكن الكرة جاءت ضعيفة جداً ومسكها الحارس البديل بسلام.
في الدقيقة 21 أيوب تميمي مهاجم المنتخب الكيني يتلاعب بالدفاع المصري في اخطر هجمة نفذها المنتخب الكيني على مرمي مصر يأخذ الكرة ناحية اليمين ويراوغ أحمد حجازي مراوغة مهينة جداً ويراوغ أيضاً محمود علاء ثم يسدد الكرة قوية نجح حارس مرمانا محمد الشناوي في التصدي لها.
و بعدها في الدقيقة 24 يستطيع أيضاً المنتخب الكيني أن يصنع هجمة رائعة عن طريق مهاجم المنتخب الكيني ميشيل أولونج حيث استطاع اختراق منطقة الجزاء ثم سدد كرة ارضية تمكن محمد الشناوي من الإمساك بها بثبات.
تخيل أن المنتخب الكيني يلعب في استاد برج العرب في الإسكندرية في مصر وأمام المنتخب المصري وينفذ مثل هذه الهجمات تخيلت؟ الأمر مؤسف فعلا.
يبدو أن لاعبي المنتخب المصري قد شعروا بالإحراج فحاولوا تنفيذ كرة هجومية على مرمى المنتخب الكيني أهدرها كهربا في الدقيقة 25.
ثم عادت ريما لعادتها القديمة ونفذ المنتخب الكيني هجمة مرتدة أخرى في الدقيقة 26 ينقذها محمد الشناوي مرة اخرى وكان المنتخب المصري ينفذ الهجمات ببطء شديد جداً من خط الوسط ومن المفترض أن تلعب الكرة السريعة خصوصا وانت امام منتخب ضعيف نسبيا في تسريع اللعب يجعله يقع في أخطاء تستطيع انت أن تستغلها ولكن الذي يحدث هو العكس المنتخب المصري فخور فقط بنسبة الاستحواذ التي تصل إلى 75% مقابل 25% للمنتخب الكيني وترك المنتخب الكيني تصنع هو الخطورة على مرماه.
حاول المنتخب المصري في الدقيقة 33 صنع خطورة على مرمى المنتخب الكيني عن طريق ركلة حرة مباشرة احتسبها الحكم قريبة من منطقة الجزاء ناحية اليسار وحاول اللاعبين تنفيذ جملة فنية كانوا قد تدربوا عليها ولكن تنتهي بتسديدة لتريزيجيه تمر بجوار القائم.
يعود المنتخب الكيني مرة اخرى لصنع خطورة على مرمي محمد الشناوي عن طريق اللاعب إيريك أو ما الذي يسدد من على مشارف منطقة الجزاء كرة قوية تذهب أعلى من العارضة العلوية للمنتخب المصري.
واستمر اللعب على ذلك هجمات المنتخب المصري دون أي خطورة على مرمى المنتخب الكيني يقابلها هجمات مرتدة قوية للمنتخب الكيني بعضها صنع خطورة والبعض كان مجرد مناوشات ويحسب للمنتخب الكيني تقديم مباراة جيدة فعلا الي الان.

هدف ببركة دعاء الوالدين

ثم بدعاء الوالدين يحرز محمود كهربا الهدف الأول لمنتخب مصر عن طريق خطأ دفاعي للمنتخب الكيني وليس من جملة فنية أو مهارة فردية لأي لاعب من منتخبنا الوطني في الكرة كانت عائدة من المدافع صامويل أولواندي ولكن كانت ضعيفة فاضطر حارس المرمى أن يخرج تشتيتها ولسوء حظه ضغط عليه محمود عبد المنعم كهربا ونجح في استخلاص الكرة ويضعها في المرمى الخالي.
و انتهى الشوط الأول كالعادة بهجمة خطرة للمنتخب الكيني على مرمي المنتخب المصري في الدقيقة 44 عن طريق اللاعب إيريك جوهانا.

 

 الشوط الثاني

 

أجرى حسام البدري المدير الفني تغيران في بداية الشوط الثاني. 

الأول هو الدفع بمحمد النني بدلا من قفشة المنتخب متقدم بهدف لاشئ والمدير الفني يريد تأمين النتيجة فإذا أحرزنا هدف آخر فلله الحمد وإذا لم نتمكن من احراز أهداف فلا يدخل في مرمانا هدف ولا يكلف الله نفسا الا وسعها.

أما التغيير الآخر فربما رأى المدير الفني أن حسين الشحات قد أدى دوره وهو لاعب عائد من الاصابة في كدمة في الركبة فيفضل أن يسحبه ويشارك بدلا منه أحمد زيزو طالما أن المنتخب متقدم ولا شيءيجبرنا على الخوف من النتيجة فبالتالي لا نغامر بتجدد إصابة لاعب مهم كحسين الشحات.

و لكن الأمر الذي لم يكن في حسبان المدير الفني أن الاداء الكيني كان يتطور على مدار الشوط الأول بأكمله المنتخب الكيني استطاع الوصول الي المرمي المصري بهجمات خطرة وتمكن من مبادلة المنتخب المصري الهجمات مما يعني أن المنتخب الكيني يعرف كيف يلعب هذه المباراة جيدا بل وأوضح بالفعل انه قد درس المنتخب المصري جيدا ويعلم كيف يلعب على نقاط الضعف لدينا كما لم يدرك المدير الفني المصري حسام البدري أن في كرة القدم هناك عامل بشري يصنع أخطاء قاتلة خصوصا في كرة القدم فمثلما سجلت مصر من خطأ دفاعي تمكن المنتخب الكيني من احراز هدف من خطأ دفاعي أيضاً في الدقيقة 68 يعيد النني الكرة إلى الخلف لا يستطيع أحمد فتحي السيطرة على الكرة ويستفيد اللاعب ميشيل أولو نجا من الكرة ويحرز هدف التعادل لفريقه وهو بصراحة تعادل مستحق للمنتخب الكيني الذي اجتهد في محاولة الحصول عليه ويشهد له أنه كان صانع خطورة كبيرة على مرمي المنتخب المصري طوال الشوط الأول واستمر في الشوط الثاني في صنعها أيضا.

كان لابد من المنتخب المصري أن يعدل النتيجة ففكر اخيرا حسام البدري بمشاركة المهاجم الصريح الوحيد السليم في الفريق أحمد جمعة أملا في إحراز هدف التعادل ولكن التغيير جاء في الدقيقة 75 وقرر الدفع به بدلا من عمرو السولية ليلعب المنتخب بخطة 4-2-3-1 المعتادة لحسام البدري في كل مشواره التدريبي.

حاول تريزيجيه من مهارة فردية أن يحرز هدف التقدم مرة أخرى عندما سدد كرة قوية مرت من بين أقدام حارس المرمى ولكن تمكن الدفاع الكيني من ابعادها قبل أن تسكن الشباك لياخدها كهربا ويسدد مرة أخرى في شتتها الدفاع لتصل إلى النني الذي حاول معالجة خطاه بالتقدم إلى الأمام ومحاولة إحراز هدف فسدد الكرة لترتطم بالدفاع وتخرج إلى ضربة ركنية.

ضغط المنتخب المصري في نهاية اللقاء لم ينتهي إلى شيءفالنتيجة بقيت كما هي التعادل الإيجابي بهدف لكل فريق.

دعونا نتحدث ببعض المنطق بداية من التشكيل الذي لعب به حسام البدري المدير الفني للمنتخب تلعب أمام فريق غير مصنف تقريبا أفريقياً وبدون رأس حربة صريح كانت مغامرة نجحت في إحراز كهربا الهدف ولكن فشلت في صنع خطورة على مرمي الدفاع الكيني فكان من الأفضل من وجهة نظري الشخصية الدفع بأحمد جمعة كرأس حربة صريح من بداية اللقاء واللعب بزيزو وفشة وتريزيجيه تحت رأس الحربة مع الابقاء على حسين الشحات على دكة البدلاء كورقة رابحة استطيع أن اغير بها شكل الملعب في أي وقت أشركه فيها ونتيجة لهذا استمر في الضغط على المنتخب الكيني الذي كان يلعب في حالة امتلاك المنتخب المصري الكرة في نصف ملعبه بخمسة لاعبين في منطقة الجزاء وبالتالي كان لابد من الدفع بأوراق هجومية من بداية اللقاء حتى يتم حسمه من البداية وبفارق كبير من الأهداف ولكن قدر الله وماشاء فعل انتهت المباراة بالتعادل الايجابي علينا أن نغلق هذه الصفحة بكل ما فيها من مساوئ بعد أن نتعلم منها ونستفيد من ايجابياتها  ثم نركز على تحقيق الفوز في المباراة القادمة أمام منتخب جزر القمر.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد