ما هو أثر الاستغفار في دفع البلاء ؟

من أعظم العبادات في الإسلام، الاستغفار، وهو من الأمور التي أمر الله بها في كتابه وأثنى على فاعلها، فالمؤمن مأمور بالاستغفار في جميع الأوقات، حيث قال الله تعالى:(وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

ما هو أثر الاستغفار في دفع البلاء ؟

ويعرف الاستغفار بأنه طلب المغفرة والعفو من الله عن الذنوب والخطايا التي ارتكبها الإنسان، والتوبة عنها والعزم على عدم العودة إليها مرة أخرى، ويعتبر الاستغفار من الأعمال الصالحة التي يحث عليها الإسلام، وتعددت أسبابه، فمنها الاعتراف بالذنب والندم عليه، والتركيز على العلاقة بين الإنسان والله، والتأكيد على أن الله هو الغفور الرحيم وأنه يحب التوابين والمستغفرين.

ويمكن أن يكون الاستغفار بالأدعية والأذكار التي وردت في الكتاب والسنة، ويمكن أيضًا أن يكون بالقيام بالأعمال الصالحة والتوبة عن الذنوب والتعهد بعدم العودة لها مجددًا.

أما البلاء فيعرف بالمصائب والمِحَن والشّدائد، حيث يقال عن البلاء بأنّه الحزن والغم، وهو امتحان الله -تعالى- لعباده وقد يكون حسنًا أو سيّئًا كما قال تعالى: {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، والله تعالى يبلو عبده بالصنع الحسن ليمتحن شكره، ويبلوه بالبلوى التي يكرهها ليمتحن صبره.

كيف يدفع الاستغفار بالبلاء عن المسلم؟

من رحمة الله تعالى بعباده أن أوجد لهم الاستغفار، وجعله وسيلة لدفع البلاء وجلب الرحمات، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: (العبد آمن من عذاب الله، ما استغفر الله)، فيعتبر الاستغفار من الأعمال الصالحة التي تؤثر بشكل إيجابي في حياة الإنسان وتحميه من البلاء، كما أن الاستغفار يساعد على تطهير النفس والتخلص من الذنوب والخطايا، وتحسين العلاقة بين الإنسان وربه، وهذا يترتب عليه العديد من الفوائد التي منها التالي:

  • حماية وأمان للإنسان من البلاء والمصائب، وذلك لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أنزل الله علي أمانين لأمتي: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة”.
  •  أنه يزيد في الرزق والبركة في الأمور المادية ويجلب الخيرات حيث يقول تعالى في كتابه الكريم: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}
  • يزيد في الصحة النفسية والجسدي والمتاع الحسن، كما قال تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ}
  •  الاستغفار يعين الإنسان على تجاوز الأزمات والصعوبات في الحياة.
  • يمنح الإنسان السكينة والطمأنينة في نفسه.
  • عندما يستغفر الإنسان ربه، فإنه يتوب عن ذنوبه ويعود إلى الله بقلب نقي ومطمئن، وهذا يجعله أكثر قرباً إلى الله، وبالتالي يتمتع بالحماية والعناية الإلهية من البلاء.

صيغ وألفاظ الاستغفار

هناك العديد من صيغ الاستغفار التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ومن أفضل صيغ الإستغفار هي “سيد الاستغفار” التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ. قالَ: ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ).

كما توجد العديد من الصيغ والألفاظ المستخدمة للاستغفار ومن أبرزها:

  • أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ
  • اللهم اغفر لي ذنوبي وخطاياي وتقبل توبتي.
  • اللهم يا ربَّ السماواتِ السَّبعِ، يا ربَّ العرشِ العظيمِ، أنتَ ربِّي، وأنا عبدُك، يا إلهي، إنَّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظِيمِ، أنْ تَغْفِرَ لِي ذَنْبي، وتَعْفُوَ عَنّي، وتَرْحَمَنِي، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.
  • سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
  • اللهم ارحمني برحمتك واغفر لي ذنوبي وخطاياي.
  • يا حيُّ يا قيُّومُ، أستغفرُكَ وأتوبُ إليك.
  • اللهم إني أستغفركَ مما ظهر منه وما بطن.


عن الكاتب:
اترك رد