ما السورة التي كانت سبب إسلام سيدنا عمر بن الخطاب؟

في تاريخ الإسلام، يحتل سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) مكانة مرموقة كواحد من أعظم الصحابة والخلفاء الراشدين، ومن المعروف أنه كان من أشد أعداء الإسلام في بداية الدعوة النبوية، إلا أنه قد حدث تحدث تحول جذري في حياته عندما تلقى سيدنا عمر بن الخطاب نصًا من القرآن الكريم في سورة طه، وهي السورة رقم 20 في القرآن الكريم، وقد وقعت هذه الواقعة الهامة في السنة السادسة للدعوة النبوية، قبل الهجرة إلى المدينة، فرغم أن سيدنا عمر كان من الشخصيات القوية والمؤثرة في مكة، إلا أنه لم يتناول الإسلام بجدية قبل هذه اللحظة المصيرية.

ما السورة التي كانت سبب اسلام سيدنا عمر بن الخطاب

غضب عمر بن الخطاب من إسلام شقيقته

ذات يوم تلقى سيدنا عمر نبأً بأن شقيقته وزوجها قد أسلما، فغضب عمر من هذا الأمر وأقسم أنه سيعاقبهما على قبول الإسلام، ومن ثم قرر أن يذهب إليهما ليقوم بعقابهما وهنا يأتي دور سورة طه في تغيير الأمر، ففي طريقه إلى منزل شقيقته، سمع سيدنا عمر صوتًا يتلى من بيت آخر كان الصوت يتلو آيات من سورة الطه، وعندما استمع إلى تلاوة القرآن، استشعر عمر تأثيرها العميق والقوي، وبدأت تتغير مشاعره وفكره ببطء، عندما دخل البيت ليعاقب أخته، سألهما عن ما كانا يتلوانه، فأعطياه نص السورة التي كانت تتلى وعلى الفور، تأثر سيدنا عمر بمعاني السورة وقوتها الروحية.

وبعد ذلك، قرر سيدنا عمر أن يلتقي بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ليعلن إسلامه ومن هذه اللحظة أصبح سيدنا عمر من أبرز الداعمين والمدافعين عن الإسلام.

إسلام عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) كان له تأثير ضخمًا ومتعدد الجوانب على تطور الإسلام ومساره التاريخي، حيث ما يلي:

1. تعزيز القوة العسكرية والتوسع الإسلامي: فعمر بن الخطاب كان قائدًا عسكريًا استثنائيًا، ولقد استخدم هذه القدرات لتوسيع حدود الدولة الإسلامية خلال خلافته، تم فتح فلسطين وسوريا ومصر والعراق وفارس والعديد من الأراضي الأخرى؛ وبفضل توجيهاته وقيادته الحكيمة، تحولت الدولة الإسلامية إلى قوة عظمى في المنطقة.
2. العدل والإصلاح الاجتماعي: فلقد  كان يشتهر بعدالته وحكمته في القضاء والحكم، قام بتطبيق العدل بشكل صارم وعادل في شؤون الدولة والأمور الاجتماعية، قام أيضًا بتنفيذ إصلاحات اقتصادية واجتماعية لتحسين أوضاع الفقراء والمحتاجين.
3. توثيق القرآن الكريم: فلقد كان له دور رئيسي في توثيق القرآن الكريم، حيث قام بجمع النص القرآني في كتاب واحد وأنشأ النظام القرآني المعروف حاليًا، هذا العمل الهام ساهم في حفظ القرآن وإعلانه بشكل موحد في جميع أنحاء الدولة الإسلامية.

لذا فلقد كان تأثير إسلام عمر بن الخطاب كان عميقًا ومستدامًا على المجتمع الإسلامي، فلقد وضع قواعد ومبادئ للحكم والعدل والمساواة والإصلاح الاجتماعي، وهي القيم التي استمرت في تشكيل العالم الإسلامي على مر العصور.