كيف آخى رسول الله بين المهاجرين والأنصار ؟

يعد الإيثار أحد أهم الصفات الحميدة التي يتحلى بها الإنسان وتشير إلى سلوكه، والذي يتميز بالعطف والتضحية والاهتمام بالآخرين، والتفكير في مصلحتهم قبل مصلحته الشخصية، كما يعتبر الإيثار أيضًا من الرحمات، أودعها في قلوب عباده للمسارعة إلى فعل الخيرات وتقديم المساعدة والدعم للآخرين، واطعام الجائع وإغاثة الملهوف.

الإيثار بين المهاجرين والأنصار

الإيثار بين المهاجرين والأنصار

المهاجرون

هم المهاجرون من مكة إلى المدينة وهم الصحابة الذين هاجروا مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة في العام 622 ميلادية، بعد أن اشتد إيذاء المشركين لهم فتركوا أموالهم وذويهم نصرة للدين وابتغاء مرضاة الله، فكانت هجرتهم بمثابة نقطة تحول في تاريخ المسلمين، حيث أنها شكلت بداية الدولة الإسلامية الجديدة، وتمكن المسلمين من العيش بحرية وسلام في المدينة.

الأنصار

هم أهل “يثرب” الذين آووا ونصروا رسول الله والمهاجرين معه واستقبلوهم أحس استقبال، ورحبوا بهم أفضل ترحيب وقاسموهم أموالهم وزوجاتهم وكل ما يملكون سخية بها نفوسهم، حتى مدحهم الله تعالى في كتابه فقال تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}، وقال تعالى في شأن المهاجرين والأنصار أيضاً {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}.

المؤاخاة بينهم

منذ أن وطئت أقدام رسول الله صلى الله عليه وسلم أرض يثرب التي سميت بعد ذلك بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عمل على تأسيس الدولة الإسلامية الجديدة، ورأى أن هذه الدولة لابد أن تقوم على أسس إسلامية صحيحة كان من أهمها المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وتأسيس المودة والمحبة والتعاون والتآزر فيما بينهم، فجعل لكل رجل من المهاجرين أخا له من الأنصار يشاطره ماله، فكان الأنصاري يقول لأخيه المهاجر هذا مالي وكل ما أمتلك أقسمه بيني وبينك نصفين، وهؤلاء زوجاتي اختر إحداهن فأطلقها لكي تتزوجها أنت، وبذلك قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم عصبيات الجاهلية، وأسقط الفوارق بين النسب واللون والوطن، وأصبحت المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار من أقوى الدعائم في بناء الأمة الإسلامية، وتأسيس المجتمع المسلم الجديد في المدينة المنورة، حتى تآلف وأصبح صفا واحدا في مواجهة أعدائه.

درجات الإيثار

للإيثار درجات تقاس بها مدى التضحية والإحسان والعطاء الذي يقدمه الإنسان للآخرين دون أن ينتظر أي مقابل، وتشمل هذه الدرجات التالي:

  • الدرجة الأولى: وهو التضحية الكاملة بالنفس والمال والوقت لصالح الآخرين دون توقع أي مقابل في أمور أحلها الله تعالى وهذا هو أعلى درجات الإيثار.
  • الدرجة الثانية: وهي التضحية ببعض الوقت والمال والجهد ليؤثر رضا الله تعالى على رضا الأخرين دون النظر إلى العائد مهما واجه من ضغوط وعقبات.
  • الدرجة الثالثة: وهي أن ينسب الإنسان ما يقوم به من تضحيات وعطاءات إلى الله تعالى، لا إلى نفسه، حيث أن الفضل بيد الله تعالى وليس للعبد شيء فيه، وهذا ما يغفل عنه الكثير من الناس.

قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد