العمرة ليست فرضًا كالحج، ولكنها من الأعمال التي حث عليها الشرع لما ورد عن فضلها في الأحاديث النبوية، فقد قال عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما”، ولذلك يجب على المعتمر أن يعرف الخطوات، والأركان الصحيحة لأداء هذه الشعيرة، حتى ينال الثواب الكامل لها، ولذلك سنتعرف عزيزي القارئ في هذا المقال على كيفية أداء العمرة والأدعية المستحبة بالتفصيل، مع كيفية الإحرام والتعريف بالميقات.
كيفية أداء العمرة والأدعية المستحبة
الإحرام كما ورد في السنة النبوية
لمعرفة كيفية أداء العمرة والأدعية المستحبة، يجب أن تعرف عزيزي القارئ أن هناك أركانًا رئيسية للعمرة، أولها الإحرام من “الميقات” وهو أماكن محددة حول الحرم المكي يتم تحديدها بناء على المنطقة التي يأتي منها المعتمر، ولا ينبغي تجاوزها دون الإحرام، ومن السنة الاغتسال عند الإحرام للرجال والنساء الحائض، أو النفساء، ولكن من شروط الإحرام النية والإسلام، ويستحب أن يتطيب الرجل في بدنه دون أن يلمس الطيب الثوب، علاوة على قص الشارب، والأظافر، والأخذ من شعر الإبط، ثم تجرد الرجل من جميع الملابس المخيطة، وارتداء الإزار، والرداء، ويستحب أن يكونا باللون الأبيض، أما عن النساء فترتدي الملابس العادية دون زينة، ويُسن لبس النعلين.
وينبغي للمعتمر الرجل التلبية بصوت واضح “لبيك عمرة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك” أما عن المرأة، فيفضل أن تلبي بصوت منخفض يسمع من بجوارها فقط.
الطواف حول الكعبة
أول مناسك العمرة أن يأتي المعتمر إلى الحجر الأسود، ثم يبدأ بالطواف، ويجب أن تعلم عزيزي القارئ أن الطواف مستحب إذا كنت محرمًا، أم غير محرم، إلا في حالة الخوف من أن تفوتك صلاة الفرض، أو سنة مؤكدة، أو صلاة الجماعة، ويشترط لصحة الطواف اتباع الشروط الآتية:
- الطهارة من الحدث، والنجس في الثوب، والبدن.
- عدم مزاحمة الرجال للنساء قدر الإمكان.
- ستر العورة.
- الطواف داخل صحن المسجد نفسه مثل: الطواف في الدور الأول، أو الثاني، أو فوق السطوح، أما الطواف خارج المسجد فلا يجوز.
- استكمال سبعة أشواط مع الترتيب، فيبدأ الطواف بالحجر الأسود، وينتهي عنده.
ويبدأ الطواف من عند الحجر الأسود، والبيت على يسار المعتمر، وعند بلوغ الركن اليماني، يتسلمه دون تقبيل، وإذا تعذر ذلك، فلا يزاحم عليه، ولا يشير إليه، ويقول “ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار”، وأثناء الطواف يذكر المعتمر ما يحب من الأدعية.
السنن المستحبة أثناء الطواف
تحدثنا في الفقرة السابقة عن كيفية أداء العمرة والأدعية المستحبة أثناء الطواف، وإليك عزيزي المعتمر بعض السنن التي ترفع من الأجر والثواب أثناء أداء هذا الركن وهي:
- المشي، والاضطباع، والمقصود به كشف الكتف الأيمن للمعتمر.
- استلام الحجر الأسود، ووضعه على الجبهة، وتقبيله، واستلام الركن اليماني دون تقبيل.
- الإكثار من هذا الدعاء في الطواف “ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار”.
- أن تكن أشواط الطواف متتالية، ولا يفضل أن يجلس المعتمر ليرتاح بعد كل شوط.
- الصلاة ركعتان خلف مقام إبراهيم بعد الطواف.
- شرب ماء زمزم بعد الطواف بنية الشفاء، حتى يرتوي المعتمر.
السعي بين الصفا والمروة
بعد انتهاء المعتمر من صلاة ركعتي الطواف، يتجه مرة أخرى إلى الحجر الأسود، ثم يذهب إلى باب الصفا ويخرج منه، قارئًا قول الله تعالى من سورة البقرة “إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ”، ويصعد المعتمر قليلًا على الصفا حتى يرى البيت، فيرفع يديه، ويردد هذا الدعاء “الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده”.
ثم ينزل المعتمر من الصفا ماشيًا، ويسرع قليلًا عند بلوغ العلم الأخضر، ويمشي كعادته عند بلوغ العلم الأخضر الثاني حتى يصل إلى المروة، ويرتقي عليها ويتوجه إلى القبلة، ويرفع يديه مرددًا نفس الدعاء، ويرجع المعتمر مرة أخرى إلى الصفا، ويكرر سبعة أشواط، مع ملاحظة أن الاتجاه من الصفا للمروة شوط، والذهاب من المروة للصفا شوط.
وبعد إتمام الطواف 7 أشواط يحلق الرجل رأسه، والحلق أفضل من التقصير، أما المرأة تقصر من أطراف شعرها قدر أنملة.
وإلى هنا تنتهي رحلتنا أيها المعتمر حول كيفية أداء العمرة والأدعية المستحبة في هذا النسك العظيم، ويحل لك بعدها ما يحل للناس من الطيب، والنكاح، واللباس، وغير ذلك.
