عمر المختار أسد الصحراء وشيخ المجاهدين

ولد عمر بن مختار بن عمر المنفى الهلالي بزاوية جنزور، ناحية طبرق ببنغازي فى ليبيا يوم 20 أغسطس من عام 1858 ميلادية الموافق 10 محرم 1275 هجريا.
ولُقب المختار بالعديد والعديد من الألقاب منها شيخ المجاهدين، شيخ الشهداء، وأسد الصحراء.

أسد الصحراء عمر المختار

 

كيف قتل الأسد وسلخه

واللقب الأخير كان قولاً وفعلاً فهو بالفعل أسد الصحراء في قيادة المقاومة ضد المحتل الإيطالى أنذاك، ولكن إطلاق أسد الصحراء كان لسبب أخر وقصة عجيبة.

يحكى أنه ذات مرة كان فى طريقه إلى السودان ضمن قافلة تسير بالجمال عبر الصحراء داخل حدود الجنوب الليبي، وبينما كانت قافلته تسير بالصحراء صرخ أحد المرافقين أنه شاهد أسداً مفترساً بالجوار يترقب القافلة، واقترح بأن يقوموا بتقديم إحدى الإبل الموجودة معهم لإطعامه إتقاءً لشره، فما كان من عمر المختار وهو شاب يافع حينها إلا أن رفض ذلك المقترح وقال  “إن الإتاوات التي كان يفرضها القوي منا على الضعيف قد أبطلت، فكيف يصح أن نعيدها لحيوان؟ والله إنها علامة ذُل وهوان، والله إن خرج علينا لندفعه بسلاحنا”
وحين خرج الأسد وحاول أن يُهاجم القافلة تصدى له عمر المختار، وقتله وقام بسلخ جلده وعلقه أمام القافلة حتى تراه كل الوحوش الضارية فتهاب القافلة.

وبعد ذلك كان كلما تم ذكر هذه القصة أمامه، كان يرد قائلاً “وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى”

شيخ المجاهدين عمر المختار- مصدر الصورة جوجل

 

نُحن قوم لا نستسلم ننتصر أو نموت

وكان أسد المجاهدين وشيخهم، شجاعا مناضلاً لايهاب أحدًا إلا الله عز وجل، وحصد شعبية كبيرة وجارفة، وحب واحترام كل شعب ليبيا، بل نال احترام أعدائه لشرفه وشجعاته، وعندما طلب منه قادة الاحتلال الاستسلام والكف عن مقاومتهم رد عليهم بمقولته الشهيرة والخالدة “نُحن قوم لا نستسلم، ننتصر أو نموت” وكان أيضا من آخر كلماته “نحن لا نبخل بالموجود ولا نأسف للمفقود”

محاكمة صورية وإعدام البطل

محاكمة صورية للبطل - المصدر جوحل
محاكمة صورية لإعدام عمر المختار – مصدر الصورة جوجل

 

وبعد سقوطه فى الأسر عقب سنوات طويلة، من النضال والجهاد، وتجاوزه سن 73 عام، أقام له الاحتلال الإيطالي أنذاك محاكمة صورية، ليتم الحكم عليه بالإعدام شنقًا أمام الجميع من أبناء وطنه، وذلك فى 16 سبتمبر من عام 1931ميلادية.

وكان الهدف من تنفيذ حكم الإعدام في مكان عام وأمام أهله وعشيرته، هو محاولة بث روح الهزيمة واليأس وإضعاف الروح المعنوية لدى المناضلين والمقاومة الليبية، والقضاء على الحركات المناهضة للاحتلال الإيطالي لكن جاءت الرياحُ بما لا تشتهي السفن فكان كيدهم فى نحرهم، وكان ذلك هو الشرارة التي أججت الثورة وانعكست بقوة على المحتل؛ لتنتهي ثورة الأبطال التي بدأها عمر المختار بطرد القوات الإيطالية من الأراضى الليبية نهائياً.
رحمة الله على شيخ الشهداء والمجاهدين أسد الصحراء عمر المختار.



عن الكاتب:
اترك رد