حتى ولو وصلت لمرحلة الإدمان هناك علاج رائع لسماع الأغاني باستمرار

خلق الله تعإلى الإنسان وبه قلب يحتوى على الكثير من المشاعر المختلطة، التي تحتاج دائما للتنفيس ولمن يعبر عنها ولذلك روح الإنسان هي أكثر ما يعذبه إذا كانت مضطربة أو مريضة، وسماع الموسيقى التي تغنى عليها أحلى عبارات الحب والغرام والحنين وأيضا الفراق والخصام والكره، غالبا ما يجد المرء فيها الطريق لتحريك مشاعره والتعبير عما يجول بصدره من أحاسيس، ولكن الرأي الشرعي حاسم في هذه المسألة، وسنتناوله في هذه السطور

حتى ولو وصلت لمرحلة الإدمان هناك علاج رائع لسماع الأغاني باستمرار

حكم سماع الأغاني في الإسلام

أصبحنا نعيش في عصر الغناء والمطربين، وأصبح المسلمون يتساءلون عن حكم سماع الأغاني في نهار رمضان، وعن حكم سماع الأغاني وقت الأذان، أو عن حكم سماع الأغاني في رمضان بعد الإفطار أو حكم سماع الأغاني في يوم عيد الأضحى أو عيد الفطر، وهو ما يعد قنبلة موقوتة سوف تنفجر في عقول المسلمين إذا ما تركوا قرآنهم لأجل التلذذ بسماع الأغاني.

الغناء في نظر الشرع هو أمر مستقبح بالكلية، وذلك إذا كانت الكلمات تحس على تحريك الشهوات وإثارة الغرائز الحيوانية وبها وصف مبتذل لجسد المرأة، وهي أيضاً تملأ القلب بوساوس تعيقه من التقرب إلى الله وتضيع الكثير من وقت المسلم، الذي هو أثمن ما يملك

فقد أخرج الحاكم في المستدرك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل وهو يعظه: “اغتنم خمساً قبل خمسٍ: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك” وفي صحيح البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ”.

فلا ينبغي أبدا أن يضيع المسلم وقته ويملأ عقله بسماع الكلام الصارف عن ذكر الله تعالى، والذي لن يترك في القلب والعقب إلا كل شرور.

علاج سماع الأغاني

جعل الله القرآن الكريم شفاءا لما في الصدور من أوجاع ولما في العقل من شبهات، ولذلك احرص أخي المسلم على ألا تقطع صلتك بربك أبدا، وكن دائم الاستغفار واحرص على قيام الليل وأذكار الصباح والمساء، وإذا وجدت صعوبة بالغة في بادئ الأمر فكن على يقين بأن الله لن يضيعك أبدا

 وقد ذكر الله تعإلى في كتابه الكريم فضل القرآن كعلاج روحاني في ثلاث مواضع، فالموضع الأول قوله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس:57]. والموضع الثاني قوله سبحانه: {وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء:82]، وفي هذه الآية قال قتادة والحسن عليهما رحمة الله تعالى: “مَا جَالَسَ الْقُرْآنَ أحَدٌ إِلَّا قَامَ مِنْ عِنْدِهِ بِزِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ”. والموضع الثالث قوله عز وجل: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} [فصِّلت:44].

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد