يضم عينات صادمة من الأجنة المشوهة.. تعرف على حكاية أغرب متحف مصري

الجميع يعرف الأديب المصري نجيب محفوظ، ولكن ما لا يعلمه الكثيرين أن ذلك الإسم حمله أكبر أطباء النساء والتوليد في مصر والشرق الأوسط بل في أفريقيا بأكملها، وذاع صيته حتى وصل للعالمية، مثله مثل الأديب أيضاً الذي حاز على جائزة نوبل في الأدب، فكلاهما تألق وأبدع في مجاله الخاص وتمكنوا من إثبات أنفسهم، وسوف نعرض لكم في تلك المقالة ما هو سر تطابق هذا الإسم بين الرجلين، وسوف نتطرق قليلاً لمتحف الاجنة المشوهة المصري وما هو دوره في البحث العلمي وكيف تم انشائه، فتابعونا.

ما هي قصة تسمية الأديب نجيب محفوظ بهذا الإسم؟

الذي لم يعرفه الكثيرون أيضاً هو أن تم تسمية نجيب محفوظ بهذا الإسم تيمناً بنجيب باشا محفوظ، وهو الطبيب الذي قام بتوليد والدة الأديب الجليل.

الطبيب المصري نجيب باشا محفوظ
الطبيب المصري نجيب باشا محفوظ

ففي عام 1911 حيث ولد الأديب الكبير نجيب محفوظ، كانت عملية الولادة متعثرة بشكل كبير، فلجأ الوالد إلى ذلك الطبيب الذي كان صيته ذائع في ذلك الوقت، فنجح الطبيب في إخراج للعالم العربي ذلك الأديب العظيم، وعلى الفور أطلق والده هذا الاسم عرفانا بجميل ذلك الطبيب الماهر.

من هو نجيب باشا محفوظ؟

ربما لا يعرفه الكثيرون وذلك بسبب تغافل الإعلام العربي عن دوره في قسم النساء والتوليد بمدرسة الطب بالقصر العيني، أنه نجيب ميخائيل محفوظ والذي اشتهر بأسم نجيب باشا محفوظ، وولد عام 1882 بمحافظة المنصورة المصرية، وكان رائدا في مجال الطب بمصر والعالم العربي أجمع.

وتخرج الطبيب الكبير من مدرسة القصر العيني عام 1902، ثم يتم تعيينه طبيب تخدير بمستشفى القصر العيني، ولكنه لم يكتفي بتلك الوظيفة بل قام بفتح عيادة خارجية لأمراض النساء والتوليد، فحققت عيادته نجاحاً رائعاً، وعرف بين الناس بأنه طبيب حالات الولادة المتعسرة.

وأنشأ نجيب باشا محفوظ متحف يحمل أسمه عام 1930، ليتم فيه حفظ عينات النساء والتوليد، ليضم المتحف اكثر من 3 آلاف عينة من عمليات خاضها هو بنفسه، ومكان هذا المتحف هو كلية طب القصر العيني.

وحاز ذلك الطبيب الجليل على العديد من الجوائز، ومن ضمنها وسام النيل عام 1919، كما تم اختياره ليكون عضواً مشرفاً بكلية النساء والتوليد الملكية بإنجلترا، ليعتبر من ضمن الخمسة الذين تم اختيارهم بتلك المكانة على مستوى العالم.

وبعد عامين وقع عليه الاختيار ليكون عضواً شرفياً في الكلية الملكية للأطباء بإنجلترا وفي الأكاديمية الطبية بنيويورك كما حصل على لقب (باشا) من مصر.

كما حظى على جائزة الملك فاروق للعلوم الطبية عام 1951، كما أهداه الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، بجانب جائزة الدولة التقديرية في العلوم عام 1960، وتم أيضًا تكريمه في عهد الرئيس الراحل أنور السادات.

ما هو متحف الأجنة المشوهة المصري؟

جمع كلا من الدكتور نجيب باشا محفوظ والدكتور روى دوبين مع أعضاء قسم أمراض النساء والولادة بمستشفى قصر العينى فى منتصف العشرينات، صور تاريخ تعود عمرها لمائة عام، كما هناك صور تجمعه مع أحفاده، كما أن يوجد في مدخل المتحف بكلية القصر العيني تمثال منحوت للطبيب الجليل.

ويوجد بالمتحف البيريه الخاصة بالدكتور نجيب محفوظ، كما يضم بعض من الروشتات التي دونها الطبيب نجيب باشا محفوظ بنفسه، بعض من مقتنياته الخاصة، وبعض من الكتب التي ألفها، والجوائز التي حصدها على مر تاريخه المهني.

وتمكن نجيب باشا محفوظ من إحضار أوعية زجاجية خاصة من فرنسا، وذلك لحفظ عينات أمراض النساء والتوليد وكذلك الأجنة المشوهة التي كان يجمعها أثناء عمله.

ومع تزايد عدد العينات تم تخصيص مكان محدد لعرضها بالكلية عام 1929 وبحلول عام 1932 كان دكتور محفوظ قد جمع مجموعة كبيرة من أندر العينات والتى قام بإهدائها كاملة إلى كلية طب القصر العيني، وذلك ليساعد طلاب الكلية في دراستهم لتكون تلك العينات مرجع لهم فيما بعد.

كما يمكنك أن تجد داخل المتحف العديد من الأدوات التي كان يستخدمها نجيب باشا محفوظ في عملياته، مثل منظار المثانة والسرنجات والإبر والخيوط الجراحية، كما تم استخدام مواد كيميائية لعملية الحفظ والتحنيط، مثل البلسيرين والفورمالديهبد واسينات الصوديوم.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد