قصة جاك سبارو الحقيقي واعتناقه الإسلام

في عام 2003 بعد طرح سلسلة أفلام قراصنة الكاريبي والتي تناولت قصة حياة القراصنة ومحاربتهم للمملكة البريطانية، وقدر ركز الفيلم بجميع أجزاءه على شخصية “جاك سبارو”، كشخصية استطاعت أن تهز العرش الملكي البريطاني، وذلك كان من خلال حنكته وذكائه، ولكن في حقيقة الأمر أن الفيلم أظهره كرجل سكير ومنحرف يسعى وراء الخمر والمال فقط، ووفقًا للكاتب جايلز ميلتون فإن شخصية “جاك سبارو“، هذه الشخصية التي اشتهرت في سلسلة أفلام قراصنة الكاريبي، هي في حقيقتها شخصية مستوحاه من القرصان الإنجليزي “جاك وارد” والذي عاش في القرن السابع عشر، وكان مشهور ومعروف باسم “جاك بيردي”.

المصدر: pexels.com

فترة شباب “جاك وارد”:

وقد ولد “جاك وارد” سنة 1553م وعلى الأرجح في فافيرشام، كينت في جنوب إنجلترا، وهناك القليل من المعرفة عن حياته المبكرة، والتي تم الاطلاع عليها من كتيب يزعم كاتبه أنه أبحر معه خلال فترة القرصنة، ولعشقه الشديد للطيور أطلق عليه اسم “جاك العصفور” وهي تعني “جاك سبارو”، وعاش ضمن عائلته الفقيرة في المناطق الساحلية، وقد أمضى شبابه في صيد الأسماك، ثم بعد الغزو الفاشل لإنجلترا من خلال الأرمادا الإسبانية، قام بقيادة نهب السفن الإسبانية بترخيص من الملكة “إليزابيث الأولى” ملكة بريطانيا، وعندما أنتهى “جيمس الأول” ملك بريطانيا من حربه مع إسبانيا عندما تولى العرش البريطاني عام 1603م، رفض القراصنة التخلي عن نهب السفن، حيث اعتبروه مصدر رزقهم، لذلك تم اعتبار هؤلاء الرافضين قراصنة وليس لديهم تراخيص كما بالسابق، وكانت تلك التراخيص تسمى خطابات العلامة التجارية، وفي حوالي عام 1604م، قيل أنه تم الضغط عليه للخدمة على متن سفينة “ليون ويلب” تحت سلطة الملك البريطاني.

فترة تحوله لحياة القرصنة:

فطن جاك أن المملكة البريطانية سوف تغدر به في نهاية المطاف، فخطط لمكيدة ذكية، حيث أنه بعد التحاقه بأسبوعين بالبحرية البريطانية، قام هو وثلاثين من زملائه بسرقة سفينة صغيرة كانت راسية في ميناء “بورتسموث” وكانت يبلغ وزنها 25 طن، وبذلك أعلن عدائه لبريطانيا.

وقد انتخبه زملائه زعيمًا لهم، وكانت بمثابة أول سابقة لانتخاب قراصنة لزعيمهم، ثم أبحر بهم إلى جزيرة “وايت” واستولوا على سفين “دا فيولت”، ثم استعملها للاستيلاء على سفينة فرنسية كبيرة، ومن خلالها استطاع الاستيلاء على سفينة حربية، والتي بدأ بها مهاجمة السفن التجارية الأوروبية، واستمر في ممارسة القرصنة على تلك السفن التجارية لمدة سنتين ثم أبحر هو وزملائه إلى بلاد العرب المسلمين.

اعتناق جاك وزملائه الإسلام:

حين وصل جاك وزملائه بلاد العرب كانت معظم هذه البلاد تحت حكم الخلافة العثمانية، فتوافق مع الحاكم التونسي العثماني والمعروق باسم “عثمان باي” على استخدام تونس كقاعدة انطلاق للعمليات في مقابل أن ينضم جالك وزملائه للأسطول العثماني الحرب في مواجهته مع الممالك الأوروبية، وبذلك أصبحت قوة جاك كبيرة، حتى أصبح قائدًا لهذا وتهابه دول أوروبا.

وقد اعتنق جاك الإسلام وكذلك طاقمه، وتوقف عن شرب الخمر بالرغم من أنه كان سكيرًا، وأصبح اسمه “يوسف رايس”، وقد تزوج من فتاة مسيحية اسمها “يسمينة الصقلية” أشهرت إسلامها بعد أن هربت من الكنيسة، ولعب جاك دورًا حيويًا في عمليات إنقاذ آلاف من المسلمين الذين فروا من إسبانيا بعد أن سقطت الأندلس، حيث أقاموا محاكم التفتيش في إسبانيا والتي تسببت لهم في الحرق والتنكيل والتعذيب والقتل من أجل إرغامهم على ترك الإسلام ودخولهم المسيحية، فقد حمل البطل جاك هذه المسؤولية على عاتقه فكان له دور بارز جدًا في جيوش البحرية العسكرية العثمانية، بل دخل في حرب عصابات مع الإسبان الصليبيين الذين قتلوا المسلمين حتى أصبح مجرد ذكر اسمه يشعرهم بالرعب.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد