“جوجل” تحتفل بتغيير شعارها إلى شعار تماثيل “عين غزال” المكتشفة في الأردن.. فما هي؟

تحتفل جوجل اليوم بتماثيل “عين غزال”، وهي تماثيل تاريخية تلقي الضوء على الحضارات القديمة في هذه المنطقة، حيث تم تغيير شعار محرك البحث إلى تصميم مبتكر يحمل في طياته احتفالية بهذه التماثيل القديمة.

وتم عرض الشعار الجديد والمؤقت بمناسبة هذا الاحتفال للمستخدمين في الدول العربية مثل مصر والسعودية والمغرب والجزائر وليبيا وعمان، بالإضافة إلى إيرلندا، وترجع هذه التماثيل إلى عصور ما قبل التاريخ وتمثل رموزاً بشرية بسيطة تم نحتها من الطين الصلصالي.

تعتبر هذه التماثيل إضافة قيمة للتاريخ القديم وتعكس تطور الحضارة البشرية عبر الزمن، يرى الكثيرون فيها البداية الفعلية لنهضة الفن التشكيلي، حيث استمد الفنانون إلهامهم من خيالهم ورؤيتهم الفنية والروحية للعالم من حولهم لإبداع هذه الأعمال الفنية الرائعة.

اكتشاف يعكس تقدم المجتمع البشري بهذه المنطقة في تلك الفترة

تم اكتشاف مجموعة من التماثيل المصنوعة من الجص في موقع عين غزال بالأردن، وتعود هذه التماثيل إلى العصور الحجرية الحديثة قبل ظهور الفخار “Pre-Pottery Neolithic”، وتعود تقريباً لحوال أكثر من 8 آلاف عام قبل الميلاد.

تحمل تماثيل عين غزال أهمية كبيرة، فتلك التماثيل تعكس تقدم المجتمع البشري في تلك الفترة وقدرته على التحكم في استخدام النار، أظهرت الاكتشافات أن سكان هذه المنطقة كانوا يمتلكون القدرة على الوصول إلى درجات حرارة تقارب 1200 درجة مئوية من أجل إكمال صنع هذه التماثيل، وهو أمراً هاماً ساهم في تطور تقنيات صهر المعادن في تلك الحقبة.

صورة للتماثيل المكتشفة في عين غزال – مصدر الصورة: الجمعية الجغرافية الأردنية.
صورة للتماثيل المكتشفة في عين غزال – مصدر الصورة: الجمعية الجغرافية الأردنية.

 

وتتميز هذه التماثيل بشقوقها الناعمة والتي ظهرت على سطوحها نتيجة تأثيرات الضغط والتغيّرات الجيولوجية، من الجدير بالذكر أيضاً وجود أقنعة جصية تمثل وجوهاً بشرية في هذا الموقع، على الرغم من أن وظيفتها لم تتضح بشكل نهائي، إلا أنه يمكن أن تمثل هذه الأقنعة وجوه أشخاص حقيقيين.

صورة من موقع "عين غزال" الأثري في الأردن – مصدر الصورة: موقع (Open Edition Books).
صورة من موقع “عين غزال” الأثري في الأردن – مصدر الصورة: موقع (Open Edition Books).

 

ويحمل موقع عين غزال في عمان أهمية خاصة نظراً للتوسع السريع الذي شهدته المنطقة، ففي الماضي كانت مساكن الموقع تقتصر على طابق واحد، ولكن توسعت المنطقة لتشمل بيوتاً ذات طابقين، وشهدت منطقة عين غزال قبل عشرة آلاف سنة تدفقاً كبيراً من المهاجرين ونجحت في استيعابهم، مما يعكس أهمية هذا الموقع.

صورة لطوابع بريدية تحمل صوراً لتماثيل "عين غزال" – مصدر الصورة: الجمعية الجغرافية الأردنية.
صورة لطوابع بريدية تحمل صوراً لتماثيل “عين غزال” – مصدر الصورة: الجمعية الجغرافية الأردنية.

 

هل هناك علاقة بينها وبين المعتقدات القديمة والأساطير في تلك المنطقة؟

بعض الباحثين يشير إلى أن تماثيل عين غزال ربما كانت ذات صلة بمعتقدات السكان الروحانية في تلك الحقبة الزمنية، فيمكن أن تكون هذه التماثيل لها دور رمزي أو ديني في حياة الناس، البعض يعتقد أنها تمثل رموزاً للأجداد أو تعبر عن القوى الروحية المتعلقة بالحياة والخصوبة، وهناك شكوك تشير إلى أن طريقة دفن هذه التماثيل تشبه طرق دفن الموتى، مما يمكن أن يشير إلى وجود روابط معينة بينها وبين المعتقدات الروحانية والأساطير، وهناك أيضاً شكوك أن الأقنعة البشرية قد تعود لملوك أو شخصيات مهمة في المجتمع آن ذاك، ومع ذلك، هذه الافتراضات تحتاج إلى مزيد من الدراسة والتحقق، حيث لم يتم فعلياً إجراء بحوث ودراسات عميقة لكشف الأدلة القوية حول هذا الارتباط المحتمل بين تماثيل عين غزال ومعتقدات السكان في هذه الفترة التاريخية.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد