في سياق الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم، نجد أن أحد أبرز عناصره هو فصاحته وبلاغته التي تحدى الله بها العرب حينئذ على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، حيث إن هذا الكتاب الكريم يتميز بأنه استخدم أروع الألفاظ وأجمل التراكيب في تقديم معانيه الدقيقة، وقد اختار الله تعالى كلماته بعناية فائقة واتقان لتصل المفاهيم المقصودة إلى القلوب والعقول بأسلوب يعبق بالفصاحة والإتقان حتى يفقه العاقلون الذين يبغتون السير في الطريق الصحيح للوصول إلى المولى عزوجل والفوز بالجنة.
لغز عن معنى كلمة ريحا صرصرا في القرآن المصدر: موقع كانفا
بلاغة معاني القرآن
إن القرآن الكريم يُظهر لنا كيف يمكن استخدام اللغة بأعلى درجاتها من الجمال والسهولة في تعبير عن الحقائق الروحية والمعنوية، حيث إن هذا الإعجاز اللغوي يعكس عظمة الله تعالى وحكمته في اختيار الكلمات وصياغة الجمل، ويجعل القرآن كتابًا لا يُضاهى في الأدب واللغة، ومثالًا على ذلك كلمة صرصرًا التي سنوضح معناها في قول الله تعالى “فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا”.
ما معنى قوله تعالى ريحا صرصرا؟
يقول الضحاك في تفسير قول الله تعالى: “رِيحًا صَرْصَرًا” إنها تشير إلى نسمات رياح باردة بشكل شديد، ويعتبر القول الذي أورده مجاهد أكثر دقة، حيث يُفسر “صَرْصَرًا” على أنه صوت الريح عندما تهب بقوة، حيث يعتبر الريح جندي من جنود الله التي لا يعلمها إلا هو، وقد أهلك الله بهذه الرياح الشديد الكافرين من قوم عاد، وأيضًا أرسلها الله على الأحزاب يوم غزوة الخندق وهذا الأقرب لتفسير قوله سبحانه “فأرْسَلْنا عليهم رِيحًا وَجُنُودًا لم تَرَوْهَا”.
