الطفل ما بين الماضي والحاضر..

خصت الشريعة الإسلامية مرحلة الطفولة لدى الإنسان باهتمام  كبير، وذلك لما لهذه المرحلة من أهمية كبيرة في بناء شخصيته بجميع جوانبها السلبية والإيجابية، ويكون ذلك تبعا لما يلاقيه فيها من أسلوب في التربية والاهتمام  والإسلام ينظر للأطفال على أنهم زينة هذه الدنيا وزهرة أيامها، وهم بهجة النفوس وسعادتها.

في عصرنا هذا قد استبدلت أغلب الأمهات، رضاعة أطفالهم طبيعيا بالحليب الصناعي ،وأتى الإسلام بأحكام تضبط العلاقة بين الأم وطفلها ،بحيث لا يتضرر أي من الطرفين حيث أن حكم الأم التي تمتنع من إرضاع طفلها بغير عذر كانت آثمة، وذلك لأنها امتنعت عن أداء واجب شرعي عليها ،وفيه تحقق مصلحة الطفل والحفاظ على حياته.

ومن أهم أضرار الرضاعة الصناعية أنه محتاج لوقت أطول في هضمه مقارنة بالحليب الطبيعي، وبذلك يأخذ الطفل عدد أقل من الوجبات، الأمر الذي يقلل حركة الأمعاء ويتم امتصاصه، وهضمه بكفاءة أقل من الحليب الطبيعي، والحليب الصناعي لا يضاهي  حليب الأم إذ يحتوي الحليب الطبيعي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل والتي تعد أساسية لنموه، أيضا يترتب عليه اختيار الحليب الصناعي تكلفه مالية إضافية ناتج عن معدات الرضاعة كالزجاجة أو جهاز التعقيم إلى آخره.. لكن هناك حالات من الممكن أن يكون فيها الرضاعة الصناعية ناجحا عن الرضاعة الطبيعية ومنها ١. الإصابة ببعض الأمراض مثل فيروس المناعة المكتسبة أو خضوع الأم للعلاج الكيماوي. ٢. الخضوع لجراحة الصدر مما يؤدي لصعوبة في إفراز الحليب عبر قنوات الثدي.

أب مهمل لطفله

يعتبر الإهمال واحد من المحاور الأساسية التي نصت عليها اتفاقية حقوق الطفل في تحديدها لأنواع الأضرار التي يتعرض لها الطفل ،والتي تعتبر خطوط حمراء لا نقاش فيها لحماية الطفل، وتوفير بيئة آمنة ومستقرة له، لينمو بعيدا عن الأذى بكافة أشكاله.

والإهمال: عكس الاهتمام ويشمل عدم تأمين الوالدين المربيين حاجات الطفل النهائية، وعدم حمايته من الأذى، وعدم اتخاذ الاحتياطات، وإجراءات لمنع الأذى عن الطفل كلما كان ذلك ممكنا ،ما يؤدي إلى حدوث أذى للطفل على المستوى الجسدي أو النفسي أو العقلي.

وللإهمال مظاهر عدة ومنها:

1. الإهمال في الرعاية الطبية والصحية: هذا النوع من الإهمال له عواقب وخيمة وقد يؤدي إلى حدوث وفيات أو إعاقات ،كارتفاع درجة حرارة الطفل، وعدم اكتراث الوالدين كذلك. 2. إهمال في عدم توفير عوامل السلامة في المنزل: كعدم تأمين الأجهزة الكهربائية أو الغاز ،والذي ينتج عنه حدوث كوارث وإصابات. 3. الإهمال العاطفي: انشغال الوالدين ومعاناتهم خلال ظرف الحرب قد يشغلهم عن تقديم العاطفة لأبنائهم ،فحاجة الطفل للحب، والتقبل لن يستطيع أحد أن يعطيه إياها سوى والديه،وهي حاجة لا تقل قيمتها عن الحاجات الأخرى، وإن حُرم الطفل من العاطفة لن يستطيع أن يعطيها. 4. الإهمال التربوي: ويتمثل في عدم إرسال الطفل للمدرسة وحرمانه من التعليم وإلحاقه في مهنة يحصل بها على عائد مادي، وخاصة الفتيات أو إرساله إلى المدرسة وعدم الاهتمام بمتابعة دروسه، وعدم الاهتمام بتنمية مواهبه وتجاهلها أو دفنها لأنها لا تتناسب مع الوالدين.

عائلة سعيدة مع أطفالها

هناك وسائل مساعدة لإخراج الطفل الذي تعرض للإهمال ومنها: 1.إظهار العواطف له 2.ضمه واحتضانه والاستماع له والإنصات والحوار معه.3.وسرد القصص له قبل النوم، وعدم ذمه ومدحه.

يجب على الوالدين أن يكون لديهم حس مسؤولية تجاه تربية أطفالهم، ويجب عليهم أن يملكوا العلم الكافي والمنهجية المناسبة حتى يصلوا إلى هدفهم ،ألا وهو تربية طفل سليم ،وناجح وقادر على مجابهة مشاكل الحياة عند كبره، ومن أهم استراتيجيات تربية الأطفال: 1.تعزيز ثقة الطفل بنفسه واحترامه لذاته. 2. تعليم الطفل روح المشاركة والتعاون. 3.تربية الطفل على الاحترام والتقدير. 4. تعليم الطفل لغة الاعتذار. 5. تنمية الذكاء العاطفي لدى الطفل.

يجب على الآباء تخصيص والقضائية مع أطفالهم من خلال ممارسة بعض الأنشطة معهم، كتناول العشاء، أو حضور احتفال مدرسي، أو اللعب معهم كما يمكن للأبوين غرس القيم الأسرية عند الطفل ،وترسيخها من خلال العديد من الأنشطة العائلية الممتعة، كتنظيم نزهات، ولقاءات عائلية، والتفاعل معها. مما يجعله يدرك أن العائلة دائما معه وموجودة من أجله، وبالرغم من أن كالأنشطة تبدو بسيطة جداً إلى أنها تساهم في بناء الثقة بين الآباء ،والأطفال وتزيد من التفاهم بينهم.

  • تعتمد عملية تربية الطفل على عدة عوامل ،ومنها التأثيرات الثقافية المحيطة به ،وكيفية نشأة والديه في طفولتهم، والمعتقدات الدينية الخاصة بهم، واستعدادهم لتقبل طفلهم بكونه كائن صغير يحتاج للمحبة في جميع الأوقات ومعرفتهم وإدراكهم للطرق الصحيحة لدعمها، وإسعاده والمساعدة على نموه وتطوره بالشكل السليم في مراحل الطفولة، ومرحلة المراهقة. في النهاية موضوع تربية الأطفال شائك هناك العديد من العوامل التي تؤثر على الطفل مناحيه بيئته، وثقافته إلى آخره، لكن أنا أختلف في أن الأطفال جميعا ،في مختلف الثقافات ،والشعوب في حاجة إلى العطف، والحنان والاهتمام ،هذا وما وفقني فيه الله خير نراكم في مقال آخر.

قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد