نظرة عامة مع نبذة تاريخية عن سوق الفوركس

سأذكر في هذا المقال نبذة تاريخية عن سوق الفوركس، كما سيكون هناك نظرة عامة عنه. كما سنذكر الفرق بين السوق الفوري والسوق الآجل للفوركس. لذا تابع المقال حتى النهاية، حتى تستفيد.

تاريخ الفوركس

تاريخ الفوركس

ما هو سوق الفوركس؟

الفوركس هو سوق الصرف الأجنبي أو المكان الذي يتم فيه تبادل العملات المختلفة (الدولية)، وهو يمكننا من شراء السلع والخدمات محلياً أو دولياً. وذلك لأنه يجب علينا تبادل العملات الدولية من أجل التجارة الخارجية (بين الدول)، ودعني أذكر لك بعض الأمثلة حتى تفهم الأمر بصورة أكبر.

إذا كنت تعيش في الولايات المتحدة وتريد شراء الجبن من فرنسا، سيتعين على الشركة التي ستشتري الجبن أن تدفع للفرنسيين ثمن الجبن باليورو (EUR) وهذا يعني أنه يجب على المستورد الأمريكي استبدال ما يملك من الدولار الأمريكي باليورو حتى يستطيع دفع ثمن الجبن للشركة.

ونفس الأمر ينطبق على السفر (للسياحة أو العلاج أو لأي سبب)، فمثلاً لا يستطيع سائح مصري أن يزور فرنسا ويتعامل فيها بالجنية المصري ويجب عليه تغيير نقوده المصرية باليورو.

ولعل أبرز جوانب هذا السوق الدولي هو عدم وجود سوق مركزي للعملات الأجنبية، وبدلاً من هذا يتم تداول هذه العملات إلكترونياً عبر عداد الـ (OTC) وهذا العداد عبارة عن عقود مالية يتم تداولها عبر التبادل أو من خلال اتفاقية موحدة ويتم تداولها بشكل ثنائي بين المشاركين وبشروط يتم التفاوض عليها بشكل متبادل.

وهذا يعني أن جميع المعاملات تتم عبر شبكات الكمبيوتر بين المتداولين حول العالم، وليس في بورصة مركزية واحدة.

كما يكون السوق مفتوح 24 ساعة في اليوم، ويعمل لمدة خمسة أيام ونصف في الأسبوع، ويتم تداول العملات في جميع أنحاء العالم في المراكز المالية الرئيسية في فرانكفورت، وهونغ كونغ، ولندن، ونيويورك، وباريس، وسنغافورة، وسيدني، وطوكيو، وزيورخ وذلك من خلال المنطقة الزمنية لكلٌ منها. فمثلاً عندما ينتهي يوم التداول في الولايات المتحدة، يبدأ سوق الفوركس من جديد في طوكيو وهونغ كونغ وهكذا.

وجدير بالذكر أنه يمكن أن يكون سوق الفوركس نشطاً للغاية في أي وقت، كما تتغير أسعار الصرف باستمرار.

نبذة عن تاريخ الفوركس

سوق الفوركس بمعناه الأصلي موجود منذ قرون، فقد أعتاد الناس على تبادل السلع والعملات أو مقايضتها للحصول على سلع أو خدمات يحتاجونها. ولكن جدير بالذكر أن مفهوم سوق الفوركس المعروف اليوم، يختلف بعض الشيء عن المفهوم القديم.

فقد سُمح للكثير من العملات بالتعويم بحرية مقابل بعضها البعض، وذلك بعد أن بدأت اتفاقية بريتون وودز في الانهيار في عام 1971. وتختلف قيم العملات الفردية بناءً على الطلب والتداول، كما يتم مراقبتها بواسطة خدمات تداول العملات الأجنبية.

وجدير بالذكر أن البنوك التجارية والاستثمارية تجري معظم عمليات التداول في أسواق الفوركس نيابة عن عملائها، ولكن هناك أيضاً فرص مضاربة لتداول عملة مقابل أخرى للمستثمرين المحترفين والأفراد.

ويمكن للمستثمر أن يربح من الفرق بين سعري فائدة في اقتصادين مختلفين عن طريق شراء العملة ذات معدل الفائدة الأعلى والبيع على المكشوف للعملة ذات معدل الفائدة المنخفض. كما حدث قبل الأزمة المالية عام 2008، فقد كان من الشائع جداً بيع الين الياباني (JPY) وشراء الجنية الإسترليني (GBP) لأن فرق سعر الفائدة كان كبير جداً حينها.

وجدير بالذكر أن تداول العملات كان صعباً للغاية على المستثمرين الأفراد قبل الإنترنت. وكان معظم تجار العملات عبارة عن شركات كبيرة متعددة الجنسيات، أو صناديق مالية، أو أفراد من أصحاب الثروات المالية العالية. وذلك لأن تداول الفوركس يتطلب الكثير من رأس المال.

ولكن بعد ظهور الإنترنت ظهر سوق تجزئة يستهدف المتداولين الأفراد، مما يوفر وصولاً سهلاً إلى أسواق الصرف الأجنبي وذلك من خلال البنوك نفسها أو من خلال الوسطاء الذين يصنعون سوقاً ثانوية. كما يقدم معظم الوسطاء أو التجار رافعة مالية عالية جداً للمتداولين الأفراد عبر الإنترنت، الأمر الذي يمكنهم من التحكم في صفقة كبيرة برصيد حساب صغير.

نظرة عامة على أسواق الفوركس

لعل سوق العملات الأجنبية هو السوق التجاري الوحيد الذي لا يتوقف في العالم. وقديماً كانت الشركات المؤسسية والبنوك الكبرى التي تعمل نيابة عن العملاء تهيمن على سوق الفوركس. ولكنها أصبحت تميل أكثر نحو التجزئة في السنوات الأخيرة، كما بدأ التجار والمستثمرون بالمشاركة فيها بأحجام مالية مختلفة.

ومن أبرز الجوانب المثيرة للاهتمام في أسواق الفوركس العالمية أنه رغم حجها الهائل، إلا أنه لا توجد مبانٍ مادية تعمل كأماكن تداول للأسواق. وبدلاً من ذلك، هناك سلسلة من الاتصالات التي تتم من خلال محطات التداول وشبكات الكمبيوتر. والمشاركون في هذا السوق هم المؤسسات والبنوك الاستثمارية والبنوك التجارية ومستثمرو التجزئة.

ويعتبر سوق الفوركس هو الأكثر غموضاً بين الأسواق المالية الأخرى. ويتم التداول في الأسواق عقود الـ (OTC) ولا يكون الإفصاح إلزامياً. كما تعتبر تجمعات السيولة الكبيرة من الشركات المؤسسية سمة سائدة في سوق الفوركس.

عندما يشير الناس إلى سوق الفوركس، فإنهم في الغالب يشيرون إلى السوق الفوري. وتميل أسواق العقود الآجلة إلى أن تكون أكثر شيوعاً لدي الشركات التي تحتاج إلى التحوط من مخاطر الصرف الأجنبي حتى تاريخ محدد في المستقبل.

ولطالما كان سوق الفوركس الفوري هو الأكبر لأنه يتداول في أكبر الأصول الحقيقية الأساسية للأسواق الآجلة. في السابق تجاوزت الأحجام في الأسواق الآجلة تلك الموجودة في الأسواق الفورية. ولكن مع ظهور التجارة الإلكترونية وانتشار وسطاء الفوركس تلقت أحجام التداول في أسواق الفوركس الفورية دفعة كبيرة. ولكن هنا يوجد سؤال مهم:

ما هو الفرق بين السوق الفوري للفوركس وبين سوق العقود الآجلة؟

السوق الفوري للفوركس هو السوق الذي يتم فيه بيع وشراء العملات بناءاً على سعر تداولها، ويتم تحديد هذا السعر من خلال العرض والطلب، كما تتحكم فيه عدة عوامل مثل أسعار الفائدة الحالية، والأداء الاقتصادي، والمشاعر تجاه المواقف السياسية المستمرة (محلياً ودولياً)، وتصور الأداء المستقبلي لعملة واحدة مقابل الأخرى.

ويُعرف الإجراء فيه بصفقة فورية وهي عبارة عن معاملة ثنائية يقوم فيها أحد الأطراف بتسليم مبلغ متفق عليه مع الطرف الثاني من عملة، ويتلقى مبلغاً متفق عليه من العملة الأخرى وذلك حسب سعر الصرف المتفق عليه وتكون التسوية نقداً.

مثال لتقريب المعنى أعطيك مبلغ من الدولار مقابل أن تعطيني مبلغ من اليورو، وذلك وفقاً لسعر صرف الإثنين.

وعلى الرغم من أن السوق الفوري يُعرف عموماً بأنه السوق الذي يتعامل في الوقت الحاضر (وليس المستقبل)، إلا أن تسوية هذه التداولات تستغرق حوالي يومين للتسوية.

أما سوق العقود الآجلة للفوركس فهو اتفاق خاص بين طرفين لشراء عملة في تاريخ مستقبلي وبسعر محدد مسبقاً في أسواق (OTC) من خلال عقد آجل بين طرفين.

مثال لتقريب المعني عقد بيننا يتم تنفيذه في التاريخ كذا (مستقبل) أن أعطيك مبلغ محدد من الدولار وتعطيني مبلغ محدد من اليورو، ويتم تحديد سعر الصرف الآن وعدم الالتفات لسعر الصرف حينها.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد