كيف تهدد أسعار النفط الهشة الاقتصاد العالمي والاستقرار السياسي

تواجه أسعار النفط ضغوطًا مستمرة بسبب تخمة المعروض العالمي وضعف الطلب الصيني، وهو ما يهدد بإنهاء سلسلة من الارتفاعات التي شهدتها في الأشهر الماضية، وتتجه الأسعار نحو تسجيل انخفاض للأسبوع السابع على التوالي، وهو أطول انخفاض أسبوعي منذ عام 2014.

ما هي أسباب انخفاض أسعار النفط؟

أسباب انخفاض أسعار النفط تتعلق بالعرض والطلب، من ناحية العرض، يوجد فائض في المعروض العالمي بسبب زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة وعدم الالتزام الكامل باتفاق خفض الإنتاج من قبل بعض دول أوبك+، ومن ناحية الطلب، يوجد ضعف في الطلب الصيني والهندي بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع حالات الإصابة بكورونا، كما تؤثر البيانات الاقتصادية السلبية في الولايات المتحدة والمخاوف من أن زيادات في أسعار الفائدة قد تقلل من النمو العالمي والطلب على الطاقة.

ما هي التوقعات لأسعار النفط في المستقبل؟

التوقعات لأسعار النفط في المستقبل تعتمد على عدة عوامل، منها مدى التزام أعضاء أوبك+ باتفاق خفض الإنتاج، ومدى تحسن الطلب العالمي مع تقدم حملات التطعيم ضد كورونا، ومدى تأثير العقوبات على إيران وفنزويلا وغيرها من الدول المنتجة على الإمدادات، بعض المحللين يتوقعون أن تظل أسعار النفط تحت الضغط في الأشهر المقبلة، إلا إذا حدث تغيير جذري في العرض أو الطلب أو السياسة، بعض المحللين يتوقعون أن يتراوح خام برنت بين 70 و80 دولارًا للبرميل في الربع الأول من العام المقبل، وأن يتراوح خام غرب تكساس الوسيط بين 65 و75 دولارًا للبرميل في نفس الفترة.

ما هي الآثار الاقتصادية والاجتماعية لانخفاض أسعار النفط؟

انخفاض أسعار النفط له آثار اقتصادية واجتماعية متباينة على الدول المنتجة والمستهلكة، وبشكل عام، يستفيد المستهلكون من انخفاض أسعار النفط، حيث يوفر ذلك تكاليف أقل للطاقة والنقل والسلع، ويزيد من القوة الشرائية والإنفاق الاستهلاكي، ومن المحتمل أن يدعم ذلك النمو الاقتصادي والتضخم المنخفض في الدول المستوردة للنفط، مثل الصين والهند والاتحاد الأوروبي واليابان.

ومن ناحية أخرى، يتضرر المنتجون من انخفاض أسعار النفط، حيث يؤدي ذلك إلى تقليل الإيرادات والميزانية والاستثمارات والوظائف في قطاع النفط والغاز والصناعات المرتبطة به، وقد يؤدي ذلك إلى تفاقم العجز المالي والدين العام والضغوط على العملة والاحتياطيات النقدية في الدول المصدرة للنفط، مثل السعودية وروسيا ونيجيريا وفنزويلا، وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى تنامي الاضطرابات الاجتماعية والسياسية في بعض الدول التي تعتمد بشكل كبير على النفط لتمويل الإنفاق العام.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد