دراسة (معهد ماكينزي McKinsey) حول حالة الذكاء الاصطناعي في نمو شركات دول مجلس التعاون الخليجي

هذا المقال يلقي الضوء على دراسة (معهد ماكينزي) حول حالة الذكاء الاصطناعي في شركات دول الخليج مما يجعله ذو أهمية لذوي القرار في تلك الشركات لأهمية الموضوع ولأهمية دراسة ماكينزي على حد سواء، وفي هذا المقال سنتطرق لمجموعة من السياقات حول جدوى وفاعلية الذكاء الاصطناعي في دول مجلس التعاون الخليجي.

المصدر من موقع أكس تويتر سابقا بتصرف من الكاتب أيمن إسماعيل موقع نجوم مصرية

أثر الذكاء الاصطناعي على أداء الشركات في المنطقة

يتمتع الذكاء الاصطناعي (AI) بالقدرة على تقديم قيمة حقيقية في دول مجلس التعاون الخليجي في الشرق الأوسط – بما يصل إلى 150 مليار دولار، وفقًا لبحث (ماكينزي)، وهذا يعادل 9% أو أكثر من الناتج المحلي الإجمالي لدول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة، على الرغم من أن السرعة التي تتطور بها تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي، تشير إلى إمكانية تجاوز هذا الرقم بسرعة.

فهناك العديد من الأمثلة على كيفية تحرك المؤسسات في المنطقة بالفعل للاستفادة من قيمة الذكاء الاصطناعي بشكل جيد كالتالي:

  • تقول شركة كريم، وهي شركة مقرها دبي ولها عمليات في جميع أنحاء المنطقة، إنها استخدمت الذكاء الاصطناعي لحظر 35000 مستخدم محتال على منصة توصيل الطعام والمدفوعات والنقل الخاصة بها.3
  • أكدت هيئة كهرباء ومياه دبي على فاعلية المساعد الافتراضي المدعوم بالذكاء الاصطناعي حيث استجاب لنحو 6.8 مليون استفسار منذ إطلاقه في عام 2017.
  • كما أشار مركز الثورة الصناعية الرابعة في شركة أرامكو السُّعُودية إنه باستخدام البيانات والذكاء الاصطناعي لرصد الظروف واتخاذ الإجراءات الوقائية تم خفض انبعاثات الاحتراق بنسبة 50 في المائة منذ عام 2010.

ولكن هل تشير مثل هذه الأمثلة إلى التبني السريع والواسع النطاق للذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء المنطقة، أم أنها تظهر على وجه التحديد أن تبنيها بطيء؟ ولقياس الوضع بشكل أفضل، تم عقد شراكة مع معهد مدراء مجالس الإدارات في دول مجلس التعاون الخليجي لإجراء استطلاع عبر الإنترنت لـ (119) من كبار المديرين التنفيذيين وأعضاء مجلس الإدارة وإجراء 21 مقابلة مع المشاركين وخبراء الصناعة في (خمسة) قطاعات رئيسية في جميع دول مجلس التعاون الخليجي الستة.

نتائج الدراسة الاستطلاعية لماكينزي في دول مجلس التعاون الخليجي

  • للوهلة الأولى، يبدو الوضع مشجعًا نسبيًا حيث يقول 62% من المشاركين أن الذكاء الاصطناعي يُستخدم في وظيفة عمل واحدة على الأقل في مؤسساتهم وهذا بالتأكيد يعنى أن قيمة كبيرة غير مستغلة.

& الشكل يشير إلى دراسة أجرتها شركة McKinsey & Company، وقد أظهرت أن نسبة الشركات في دول مجلس التعاون الخليجي التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في أكثر من وظيفية تجارية واحدة هي الأعلى، حيث بلغت 62 %.
أما النسبة في الدول الأخرى فهي كالتالي:
الولايات المتحدة: 50 %
آسيا والمحيط الهادئ: 40 %
أوروبا: 30 %

  • تتبنى القطاعات المختلفة الذكاء الاصطناعي بسرعات مختلفة في دول مجلس التعاون الخليجي.
  • حققت شركات البيع بالتجزئة أكبر قدر من التقدم، حيث قال 75 % من المشاركين في هذا القطاع إن شركاتهم اعتمدت الذكاء الاصطناعي في وظيفة عمل واحدة على الأقل.

& يشير هذا الشكل أن أعلى نسبة اعتماد لتقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) في دول مجلس التعاون الخليجي هي في قطاع تجارة التجزئة ومنتجات المستهلك.

  • يقول المشاركون في قطاعات الخِدْمَات المالية والمشاريع الرأسمالية والبنية التحتية (CP&I) إن شركاتهم حققت تقدمًا أقل على نفس المقياس.
  •  العديد من شركات الطاقة والمواد تتبنى الذكاء الاصطناعي بسرعة من أجل المنافسة واغتنام الفرص على المسرح العالمي.
  • هناك العديد من العوامل المختلفة التي تؤدي إلى زيادة سرعة التبني في القطاعات المختلفة منها (المنافسة الدولية واقتناص الفرص).
  • شركات البيع بالتجزئة هي أسرع الشركات التي تتبنى الذكاء الاصطناعي بين المشاركين في الاستطلاع في تمتلك كميات وفيرة من البيانات التي استخرجتها منذ فترة طويلة للحصول على رؤى للمستهلك ولتحديد الأسعار والعروض الترويجية.
  • الشركات في صناعة البناء والتشييد في الشرق الأوسط إما أنها لا تستطع بعد جمع البيانات المطلوبة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، أو أنها لا تملك القدرات اللازمة لدمج ما لديها معًا.
  • الحجم هو أيضا مشكلة في شركات صناعة البناء والتشييد إلى حد بعيد فلديها مقاولين من الباطن وشركات أصغر، والعديد منها لا يستخدم تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) لجمع البيانات التي يتطلبها الذكاء الاصطناعي مما يزيد من التكاليف الأولية للذكاء الاصطناعي غير قابلة للتحمل وفقًا لخبراء الصناعة.
  • تواجه الشركات الصغيرة في مجال الخِدْمَات المالية مشكلة مماثلة حيث يقول العديد من المشاركين في الاستطلاع إنهم يعتبرون الذكاء الاصطناعي استثمارًا باهظ التكلفة، وأن شركاتهم ليست على استعداد للقيام به بعد.
  • في مجال الخِدْمَات المالية أكد العديد من المشاركين في الاستطلاع وجود مشكلات تنظيمية تتعلق بتخزين بيانات معينة بالإضافة الى صعوبة الحصول على موافقة الجهات التنظيمية لنشر الذكاء الاصطناعي لإشكالية تتعلق بالمخاطر.
  • إن أعلى مجال للتطبيق في استطلاعنا هو التسويق والمبيعات، على الرغم من أن ثلث المشاركين فقط أفادوا أنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي في هذه الوظيفة، وينخفض ​​هذا الرقم بسرعة في والوظائف الأخرى.

توصيات الدراسة الاستطلاعية لماكينزي

  • الاستثمار في تطوير القدرات البشرية والبنية التحتية للبيانات.
  • التعاون بين الشركات والحكومات لإزالة الحواجز التنظيمية.
  • تطوير معايير وأخلاقيات لاستخدام الذكاء الاصطناعي.

ما هي تحديات تبني الذكاء الاصطناعي في دول مجلس التعاون الخليجي؟

بعد استعراض نتائج تلك الدراسة يمكننا القول بأنه ما زال هناك العديد من التحديات في عملية تبني الذكاء الاصطناعي بشكل كبير لدى دول مجلس التعاون الخليجي ويرجع ذلك للمحددات الأتية.

  1. نقص البنية التحتية للبيانات: تتطلب تطبيقات الذكاء الاصطناعي الكثير من البيانات لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وهذه إشكالية كبيرة في بعض دول مجلس التعاون الخليجي.
  2. نقص المهارات: تطبيقات الذكاء الاصطناعي تحتاج مهارات تقنية متخصصة، بالإضافة مهارات بشرية واعية.
  3. التنظيم:حكومات بعض الدول متخوفة بشكل كبير ولهذا تفرض القيود التنظيمية على استخدام الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال، الحكومات تطلب إجراء تقييمات للمخاطر قبل استخدام الذكاء الاصطناعي في بعض التطبيقات.
  4. المحددات المتعلقة بجودة البيانات، والخصوصية، والأمن.

فرص الذكاء الاصطناعي في دول مجلس التعاون الخليجي

  • الذكاء الاصطناعي يعزز النمو الاقتصادي عن طريق تحسين الكفاءة وابتكار منتجات وخدمات جديدة.
  • يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة الشركات في عمليات أتمتة المهام واتخاذ القرارات بشكل أفضل.
  • يخلق الذكاء الاصطناعي فرص عمل جديدة في مجالات مثل تطوير الذكاء الاصطناعي والتحليلات والهندسة.
  • يحقق الذكاء الاصطناعي الفرص المتعلقة بالنمو الاقتصادي المستدام، والتحول الرقمي، وتحسين جودة الحياة.

وختامًا: قدمنا في هذا المقال دراسة (معهد ماكينزي McKinsey) حول حالة الذكاء الاصطناعي في (نمو) شركات دول مجلس التعاون الخليجي أتمني أن يسهم هذا المقال في عملية تبني الذكاء الاصطناعي لكل الدول العربية كحل عصري وكسبيل لتحقيق النهضة المنشودة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد