تستورد السعودية كميات كبيرة من النفط الروسي! ما السبب؟

أفادت وكالة رويترز بأنّ المملكة العربية السعودية تشتري كميات قياسية من النفط الروسي وتبيعه في السّوق الأوروبية، وذلك لمساعدة روسيا على تجنب العقوبات الأمريكية.

فقد أظهرت بيانات تتبع السفن أن التُجار يخزّنون النّفط في الفُجيرة في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، حيث تم تخزين نصف مليون طن فقط من النفط في هذه المستودعات خلال شهر مارس! وأكدت نفس البيانات عدم رسو ناقلات نفط روسية هناك العام الماضي.

وحسب التّقرير، إستحوذ الشّرق الأوسط على 10٪ من صادرات النّفط الرّوسية! ونتيجةً لذلك، إرتفع إنتاج مصافي النّفط في الكويت والمملكة العربية السعودية، وبالتالي إرتفعت صادراتهما إلى أوروبا بشكل كبير. ما ترك مُصدّري النفط الآسيويين خارج المنافسة وقلّص هوامش أرباح مصافي النّفط.

إذا استمر الوضع على هذه الحال، من المُتوقّع أن يُصبح الشّرق الأوسط قريبًا المورد الرئيسي للمنتجات البترولية إلى أوروبا وأفريقيا.

تأتي هذه التّغيرات بعد أن حظر الإتحاد الأوروبي واردات النّفط الروسي في ديسمبر وفبراير على التوالي، مما اضطُر روسيا للبحث عن منافذ بديلة. وكانت بدائل السوق الأوروبية هي:

1) الصين (أكبر مستورد للنفط في العالم)

2) الهند (تجمعُها مع روسيا صداقة قوية)

3) وبشكلٍ مُفاجئ: دول الخليج العربي!

 

وجد النفط الروسي طريقه إلى أوروبا بالإلتفاف حول العقوبات

وصل استيرادُ الهند للنفط الروسي إلى ذروته الشهر الماضي ووهو في ازديادٍ كل شهر. أمّا المملكة العربية السعودية، أكبر مُصدّر للنّفط في العالم، فقد استوردت 261 ألف طن من الديزل الروسي في مارس وأوائل أبريل، وهي أكبر كمية تلقتها من روسيا على الإطلاق! حيث تشتري الديزيل بـ 60 دولارًا للبرميل، أي بحسم 20 دولارًا تقريبًا، ثم تُعيد بيعه إلى أوروبا بالسّعر الرّسمي، ويُغطّي الفارق تكاليف الشحن والتخزين الإضافية كما يترُك بعض الأرباح للمملكة. بهذه الطريقة تقوم روسيا بتصدير نفطها إلى أوروبا للاستمرار في تمويل مجهودها الحربي.

تدعم البيانات هذا الاستنتاج فقد ارتفعت صادرات الديزل الشهرية من الشّرق الأوسط إلى أوروبا لتتجاوز المليون طن في الربع الأول من هذا العام مقابل 785 ألف طن في الربع الأول من العام الماضي.

أما الصّادرات إلى أفريقيا فقد بلغت أعلى مستوى لها في أربعة أشهر عند 2.57 مليون طن، مقارنةً بمتوسط شهري بلغ 1.3 مليون طن في العام الماضي.

من المُتوقّع أن يستمرّ النفط الروسي في إيجاد طريقه إلى باقي دول العالم، قادمًا ليس من الأورال بل من مصافي جازان في المملكة العربيّة السّعودية، والزور في دولة الكويت، وقريبًا من ميناء الدّقم في سلطنة عُمان. وذلك وسط صمتٍ أمريكيّ غريب…


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد