ارتفاع أسعار الذهب في أدائه الشهري يصل إلى اعلى مستوى منذ يوليو ٢٠٢٠ والمزيد

شهدت أسعار الذهب ارتفاعا في الآونة الأخيرة بفضل الاضطرابات في النظام المصرفي. يتجه المعدن الثمين إلى أفضل أداء شهري له منذ يوليو 2020، مع تحقيق مكاسب ربع سنوية للمرة الثانية على التوالي بنسبة 8.6٪ حتى الآن. في الوقت نفسه، يتجه الدولار الأمريكي إلى خسارته الفصلية الثانية على التوالي، مما يجعل الذهب أرخص للمشترين في الخارج.
أدت الأزمة المصرفية الأخيرة إلى توقع توقف الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي الأمريكي) مؤقتًا عن رفع أسعار الفائدة. هذا يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين، حيث تميل أسعار الفائدة المرتفعة إلى إضعاف جاذبية المعدن الثمين، مما لا يولد عائدًا.

تجاوز الذهب 2000 دولار بعد الانهيار المفاجئ لمصرفين أمريكيين في وقت سابق من الشهر، مما رفع الرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي قد يتوقف عن رفع أسعار الفائدة لتجنب تداعيات أوسع لاضطراب النظام المصرفي العالمي. لكن الأسعار تراجعت بعد فترة وجيزة بسبب تدخل السلطات بإجراءات الإنقاذ.
على الرغم من ذلك، لا تزال هناك تكهنات بأن الأزمة المصرفية قد لا تنتهي بعد، وأن المشاكل قد لا تكون مرئية أو تؤثر على الأسواق في الوقت الحالي. لذلك، يحتفظ الذهب بما يتراوح بين 1930 دولارًا و2000 دولارًا، وفقًا لإيليا سبيفاك، رئيس قسم الاقتصاد الكلي في تيستي لايف.

ومع ذلك، يحذر سبيفاك أيضًا من أن الذهب يواجه مخاطر هبوط لأن السوق تتوقع من مجلس الاحتياطي الفيدرالي التوقف مؤقتًا عن رفع أسعار الفائدة، وهو ما يتعارض مع ما يقوله البنك المركزي الأمريكي وقد يتعارض مع البيانات القادمة. تنتظر الأسواق بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي، وتسعى للحصول على مزيد من الأدلة على الخطوة التالية للبنك المركزي الأمريكي.
الارتفاع الأخير في أسعار الذهب ليس فقط بسبب الأزمة المصرفية، ولكن أيضًا إلى عوامل أخرى. على سبيل المثال، أدت جائحة الكورونا إلى التقلب في الأسواق المالية، مما عزز الطلب على أصول الثابتة مثل الذهب.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التوترات المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، وكذلك الولايات المتحدة وروسيا، تؤدي أيضًا إلى ارتفاع أسعار الذهب. أدت العقوبات الأخيرة التي فرضتها الولايات المتحدة على الصين وروسيا إلى الانتقام، حيث زاد كلا البلدين احتياطياتهما من الذهب. وقد أدى هذا إلى زيادة الطلب على المعدن الثمين.
علاوة على ذلك، أدت مشكلات سلسلة التوريد المستمرة، لا سيما في صناعة الشحن، إلى ارتفاع التضخم وارتفاع التكاليف للشركات. وقد أدى ذلك إلى مخاوف بشأن سيناريو التضخم المصحوب بالركود، حيث يرتفع التضخم بينما يظل النمو الاقتصادي راكدًا. في مثل هذا السيناريو، سيكون الذهب وسيلة تحوط جذابة ضد التضخم.
كل هذه العوامل ساهمت في الارتفاع الأخير في أسعار الذهب، ويعتقد العديد من المحللين أن الاتجاه من المرجح أن يستمر. ومع ذلك، كما هو الحال دائمًا، هناك مخاطر وشكوك قد تؤثر على سعر الذهب في المستقبل. يجب على المستثمرين مراقبة التطورات في الاقتصاد العالمي والأسواق المالية والمشهد الجيوسياسي بعناية لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن استثماراتهم في الذهب.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد