أسعار البيض لم تتأثر بحملات المقاطعة.. “ازاي نخليها تؤثر على أي سلعة؟”

ارتفعت أسعار البيض في الفترة الأخيرة ارتفاعا كبيرا بنسبة تقترب من الضعف تقريبا، وهو ما يراه المستهلك أنها زيادة غير مبررة، فانطلقت مبادرات كثيرة على مواقع السوشيال ميديا، تنادي بمقاطعة بيض المائدة بهدف التأثير على المنتجين، وتخفيض الأسعار إلى ما كانت عليه في السابق، لكن وحسب المسؤولين في الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، لم تؤثر حملات المقاطعة على تراجع أسعار البيض في الأسواق.

ارتفاع أسعار البيض بصورة كبيرة وراء حملات المقاطعة

نائب رئيس شعبة بيض المائدة بالاتحاد العام لمنتجي الدواجن، أكد أن انخفاض أسعار البيض اليوم السبت أربعة جنيهات، لا يعود بأي صورة لحملات المقاطعة على السوشيال ميديا، ولكنه أمر طبيعي بعد إجازة عيد الأضحى المبارك، وانخفاض السعر 4 جنيهات، جاء بسبب تراكم الإنتاج أثناء إجازة العيد، وزيادة المخزون لديها، فكان التخفيض لتصريف ما لديها من كميات، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها السلبي على الإنتاج.

أسعار البيض الآن تتراوح ما بين 75 إلى 80 جنيها للكرتونة للمستهلك، ولن يشعر المستهلك بانخفاض 4 جنيهات في السعر، لان تجار التجزئة لديهم مخزون قديم بالأسعار القديمة، وسوف يحرصون على تصريفه أولا قبل شراء كميات جديدة بأسعار مخفضة، ويحتاج الأمر إلى فترة لكي يشعر المستهلك بانخفاض الأسعار، وهنا يأتي دور الأجهزة الرقابية على محلات التجزئة والموزع النهائي لعدم المبالغة في هامش الربح.

منتجو بيض المائدة يتحججون بارتفاع أسعار الأعلاف

يتحجج المنتجون أن ارتفاع أسعار البيض، نتيجة تضاعف أسعار الأعلاف والأدوية زيادة الأجور، وكذلك ارتفاع أسعار المعدات المستخدمة للتدفئة أو التهوية في العنابر، مما أدى إلى زيادة تكلفة الكرتونة الواحدة إلى 63 جنيها تقريبا، لكن الأكيد أن أسعار أدوات الإنتاج التي يدعون ارتفاعها. لم ترتفع بهذه النسبة الكبيرة، التي تزيد عن 40% وهو ما دفع المستهلك للثورة ضد منتجي البيض، والدعوة إلى مقاطعتهم.

تأكيد المسؤول في اتحاد منتجي الدواجن أن المقاطعة لم يكن لها تأثير على أسعار البيض، لا بد من الوقوف عنده، سواء كان يقول ذلك بهدف إظهار حقيقة تأثير حملات المقاطعة على حقيقتها، أو بهدف إحباط القائمين عليها، وإنهاء تأثيرها الفعلي على الأسواق، في الحالتين، لابد من تقنين أي حملات مقاطعة تخص السلع والخدمات عموما، والمواد الغذائية خصوصا، ليكون لها التأثير لدى جميع المنتجين في كل المجالات.

لماذا لم تنجح مقاطعة البيض في تخفيض الأسعار؟

في البداية لا بد من وجود لجنة أو جهة أو هيئة تدير الحملة، حتى وإن كانت لجنة اعتبارية أو إلكترونية، تقوم على مبادئ مدروسة لتفعيل المقاطعة ومتابعتها، والتأكد من وصول الدعوة إلى كل الجمهور المستهدف، ومعرفة سلبياتها ومحاولة علاجها، ودراسة نتائجها أولا بأول، والتغلب على عناصر الصعوبة في التنفيذ، حتى نصل إلى النتائج النهائية المستهدفة من الحملة وبما يساهم في استمرارها في ظروف مشابهة.

حملة مقاطعة شراء بيض المائدة كمثال، لابد من إيصال الفكرة إلى كل الناس المعنية بالأمر، بمختلف وسائل الإعلام التي تستخدمها كل الشرائح، والتأكد أن الدعوة أصبحت عامة ومعظم الناس تعلم بها، مع تبرير أسباب تنظيمها بسبب ارتفاع أسعار البيض خصوصا، مع أن معظم السلع ارتفعت، وبالتأكيد سيكون هناك من المتخصصين المتحمسين للحملة في إطار خدمة المجتمع لتقديم المساعدة في طرق التنفيذ طبقا لاحتياجات الناس الضرورية.

كيف ننظم مقاطعة ناجحة ومؤثرة في أسعار السلع والخدمات؟

الناس تحتاج إلى أن يتأكدوا من الهدف ثم يفهموا ما هو المطلوب منهم، بخطوات واضحة، وبما يناسب ظروفهم الخاصة أو الصحية، وكيفية توفير البدائل إذا كانت سلعة ضرورية، وهكذا، لذا لا بد أن تكون حملات المقاطعة عبارة عن مؤسسة حقيقية تعلم كل شيء عن إدارة الأزمة، لأن المقاطعة هي عمل مطلوب منه نتائج سريعة، إذا لم يتم بالشكل السليم لن يأتي بالنتيجة، رغم أن المواطن ربما يكون موافقا تماما مع أهداف الحملة، لكن إما أنه لم يسمع عنها، أو لأنه لم يعلم بالمعلومة الصحيحة في وقتها.

 أسعار البيض والدواجن خلال تعاملات اليوم الأحد 20 مارس 2022

لا أحاول تعقيد قيام حملات مقاطعة، ولكن الأمر أسهل من ذلك، خاصة إذا تم تشكيل فريق حملات مقاطعة مثلا يكون مختص بكل ما يتعلق بالمواد الغذائية، وآخر بنوع معين من السلع الاستهلاكية، وغيره في مواد البناء والتعمير، وهكذا يكون لدينا فرق متخصصة في حملات المتقاطعة في معظم المجالات التي تحتاج أحيانا إلى ذلك، وقد تكونت لديها الخبرة اللازمة كي تأتي الحملات بنتائج إيجابية ضد ارتفاع الأسعار غير المبررة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد