هبة رجب تعيد قراءة الرواية المصرية من خلال رواية التجلي

تحت عنوان رواية التجلي في الأدب المصري في الألفية الثالثة قدمت الباحثة الأكاديمية هبة رجب دراستها لنيل درجة الماجستير في الآداب بجامعة قناة السويس، متناولة المتغيرات في بنية الرواية المصرية والتقنيات الجديدة بها.

وقد وجدت الباحثة ظهور بنية روائية جديدة تنطلق من ماهية الواقع المفكك، وقد وجدت في الحالة الصوفية التى تحدث حين التجلي معادلا موضوعيا للتشتت الحياتي؛ فوظف التجلى في الروايات بوصفه بنية فنية لنوع روائي يُعرف بكونه الشكلُ السرديُ المُنْجَبُ  من تمازجِ استنباطِ الذاتِ باستنباطِ الوجودِ، في قالبٍ معراجيٍ رأسي أو سفر أفقي، ينتقلُ فيه البطلُ من العَالَمِ المقيدِ إلى العَالَمِ المطلقِ،  بصحبةِ رفيقٍ من الأولياءِ المتخيلين أو المعروفين في العقل الجمعي، والهدفُ من الرحلةِ هو الوصولُ إلى الكشفِ عن معان مجردة؛ فتُبْنى الروايةُ على ثلاثيةٍ:المسافرُ، والرحلةُ، والمربي، وهي هيئةٌ دينيةٌ استقاها الروائيون من التراثِ الديني، وهذه البنية ارتفعت بالسرد عن المنطقية والتسلسل، إلى مناطق إشراقية.

وتشير الباحثة إلى الرسالة بكونها محاولة لدراسة العلاقات التفاعلية بين الرواية والتراث، من خلال التأصيل لنوع روائي جديد، والكشف عن مدى إمكانية استعمال معطيات التصوف بوصفها معطيات نقدية.

 

ومن أجل الضبط البحثي  جاء الاستقصاء  داخل نطاق زمكاني محدد، وهو الأدب المصري في الألفية الثالثة؛ لأنه الأدبُ الذي بلجت فيه لبنةٌ واضحة لهذا النوعِ الروائي؛ وهي تجلياتُ الغيطاني؛ التي استفاد منها الروائيون في عدة مواضع منها:

–      المزج بين الفنون السردية القديمة والحديثة في المساحة الروائية، من أجل تعتيق الخطاب.

 

–      الإحالة للآيات والقَصص القرآني بتقنياتٍ عدة، كالتناصِّ بأنواعه والتضمين.

ويأتي اختيار الألفية الثالثة بوصفها عينة بحثية لكونها فترة شهدت تجديد في الرواية العربية بشكل عام، وتمثل هذا في إقصاء العناصر البنائية والفنية للعمل الروائي عن القوالب النمطية، بالإضافة لاعتمدها على تفاوت النطاق الصوفي والثقافي، وكذلك النطاق المكاني، ولمعرفة هذا التباين انتقت الباحثة خمس روايات مصرية وهي رواية الغزالة للروائي قاسم مسعد عليوة، ورواية الرَّق للروائي محمد نصر ورواية الفصل والوصل للروائي سعيد سالم، ورواية بحري السكن للروائي حسين علام ورواية مولانا الشيخ جواب للروائي يسري أبو القاسم.

 

ويشير الأستاذ الدكتور محمود الضبع بأنه من الوهلة الأولى لقرأته للرسالة أثيرت الشكوك في نفسه حول أسلوب الباحثة ويتابع أن الشكوك أمر مشروع خلال مناقشة الأعمال البحثية، حتى أخبره الأستاذ الدكتور عبدالرحيم الكردي أن الباحثة لها أعمال أدبية وهو ما يظهر جليًا في أسلوب كتابتها للرسالة؛ مضيفًا بأن هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها رسالة معدل الاقتباس صفر وهوما يحسب للباحثة.

وقد تشكلت لجنة المناقشة برئاسة الأستاذ الدكتور عبدالرحيم الكردي وعضوية الأستاذ الدكتور عبدالحفيظ محمد حسن والأستاذ الدكتور محمد أبو الفضل بدران والأستاذ الدكتور محمود الضبع.

وقد انتهت اللجنة إلى منح الباحثة درجة الماجستير بدرجة ممتاز مع التوصية بالطبع والتداول على نفقة الجامعة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

تعليق 1
  1. ض يقول

    أين الرساله كامله ؟
    وأين نُشرت؟