ما الحل مع المناهج الدراسية الصعبة؟

لا يخفى على أحدٍ منَّا ما تطوَّرت إليه المناهج الجديدة، مقرَّرات تجمع بين صعوبة استيعاب المعلومات، وشتات فصولٍ يصعب الإلمام بجذورها، فتُرى ما الحل مع المناهج الدراسية الصعبة؟ وإن كان بعضها لا يعتريه من الصعوبة بمكانٍ، بقدر اتساع أجزائه، عن الحدِّ الَّذي يمكِّن من استيعابه على النحو المرجوّ.

ما الحل مع المناهج الدراسية الصعبة؟

ما الحل مع المناهج الدراسية الصعبة؟

يشتكي الكثيرون من صعوبة المناهج المستحدثة، علاوة على كونها أطول من اللازم، ناهيك عن صعوبات التعلم التي يقاسيها العديد من الطلاب، فما الحل إذًا؟

حقيقةً، فإن التعليم أظنه ابتعد كليًّا وجزئيًّا عن هدفه المنوط به، ويعتريه من الخلل ما يعتريه، ليس فقط بشأن المناهج والمقررات الجديدة، بل ونتاجًا لما يقترفه الآباء من أخطاء فادحة إزاء مسيرة أولادهم التعليمية.

فالهدف الأسمى أن ينشأ الطالب نشأةً دينية قويمة، على منهاج علميّ بنَّاء، وأسس تربوية واعية، ليس مجرد تكرار أعمى، ولا حفظ دونما فهم، ولا مجرد اجتياز اختبارات فحسب، المهمُّ ما يترسخ في الذِّهن من معلومات، ينتفع بها، وينفع بها الآخرين، وتكون دافعًا إليه نحو شخصية واعية، وفكر منير، وتكوين خلفية ثقافية، مع الوضع في الاعتبار ضرورة تذييل كل هذا وأكثر في الحياة اليومية، بشتى مجالاتها، ومعاملاتها.

كيف أضمن مستقبل أفضل لأبنائي في ظل المناهج الجديدة؟

الأمر ليس باليسير صراحةً، ولا بالعسير قولًا واحدًا، فهو بين بين، الأهم من وجهة نظر شخصية متواضعة أن التأسيس هو الأهم، بمعنى أن تهيئة الطالب على منهاج راسخ من الأساسيات في كل مادة من المواد هو الأهم، بالطبع لا أقصد أن يقتصر على التأسيس الباتة، لكن قل لي برأيك:

ما الفائدة من الجري وراء دروس خصوصية لا تنتهي على مدار اليوم؟ إن كان ليس ثمة أية فائدة مرجوة؟

بمعنى آخر، وللأسف الشديد، أرى الكثير من الطلاب يتوافدون من كل حدبٍ وصوب، كي يتلقوا دروس خصوصية بلا منفعة، وهم في الأصل لا يتقنون القراءة ولا الكتابة، إذًا ما وجه الفائدة؟ كيف يستفيد؟ إن فهم، أو حتَّى حفظ، فلن يتمكن من التعبير كتابيّّا لما فهم، لن يتمكن من المذاكرة وحده، وسيعتاد أسلوب التلقين دونما أية فائدة تذكر.

كيف لك في الأساس وأنت حريص على أن ترى أبناءك الأفضل أن تتركهم يتدرجون من صف إلى آخر دون أن يفقهوا حرفًا؟

بل كيف لمعلم أن يقبل على تقاضي الأموال نظير تعليم طالب لم يستفد شيئًا من الأساس؟ وسينهي مسيرته التعليمية دون أن يستفيد شيئًا، كيف سيعلِّم أطفاله؟ وكيف سيكون مسئولًا عن أسرة؟

الهدف من التعليم

بالطبع لا يكمن الهدف من التعليم مجرد التلقين فقط، ولا مناهج طائلة لا آخر لها أيضًا، المهمة الأسمى الجمع بين التربية السليمة، والعلم الذي ينتفع به.

مهمتنا أن نخرج بناة مستقبل، نشأوا نشأة إيجابية، تعود بالنفع عليهم في الحاضر والمستقبل، ليس مجرد جيل لا يتقن إلا السفه، التطاول، إلى آخر ما يورثه من جهل مشوب بالافتقار إلى التحضر، وصعوبة مجاراة التقدم التكنولوجي..

الهدف أن تورَّث الفضيلة، أن نكون نبراس نور وأمل، يشعُّ على مدى أجيال ممتدة، ونخبة كفاءات منتظرة، ألا نكون مجرَّد إمعة، ننساق وراء تريندات لا منفعة من ورائها، نسيء استخدام التكنولوجيا، والسوشيال ميديا.

فعليًّا، نفتقر إلى التوجيه الملهم، ويد عون تخلص السعي، ومناهج تقترب من البناء والوعي والثقافة منها إلى العقم، المسألة ليست مجرد كمّ بل كيف، نحتاج إلى منهجية متوازنة.

ليس الهدف كم الموضوعات المقرر والذي لا يتمكن طالب من الإلمام به، وإن حالفه الحظ فعقب الامتحان كانَّ شيئًا لم يكن، بل المغزى ما ترسخ فعليًّا في نفس الطالب، وما ترك فيه أثرًا ملموسًا، من دون إفراط ولا تفريط.

ختامًا، علموا أبناءكم المبادئ التأسيسية في كل مادة، وإن كلفكم الأمر أيامًا طوال، المهم الاتقان، بعدها يسهل توسعة مداركه، واستقبال المزيد من المعلومات، علموهم أن يعتمدوا ذاتيًّا على اكتشاف المادة العلمية، تحديد صعوباتها، محاولة فهمها قبل الشرح، الموازنة بين المناقشة، التوجيه، الصبر، المثابرة، الجد، والترفيه، تُرى ما الحل مع المناهج الدراسية الصعبة؟


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

تعليق 1
  1. مريم محمود احمد غازي يقول

    شهاده الصف الثالث الاعدادي