كيف يمكن التخلص من قلق الإمتحان؟

دائمًا ما تكون الإمتحانات مرهقة للغاية، ويرجع ذلك لحجم أهميتها بالنسبة للأفراد، حتى أنها يمكن أن تترك ندوب بروح الإنسان حال الفشل فيها والعياذ بالله، إلى جانب أنها قد تكون حافزًا مهمًا للتقدم في الحياة، وكضريبة لهذا الحافز والنجاح يجب أن نتجرع بعض المرارة، ونستشهد بقول الكاتب إبراهيم الكوني «ليس من إنسان عظيم دون امتحان عظيم، وليس من إنسان عظيم دون ألم عظيم» لذلك وإن كنت في وقت حرج فسنضطر كذلك لإتخاذ قرارات حرجة لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، في هذا المقال سوف أضع بعض التفاصيل القليلة التي يمكنها مساعدتك على الإستعداد الجيد للإمتحانات والإبتعاد عن القلق والتوتر.

كيف يمكنني التخلص من قلق الإمتحانات

1- أولًا يجب أن يتوفر لديك كل من:

  • التركيز
  • الوقت

لا يمكن توفير الوقت دون التركيز، لأنك إذا وفرت حتى ضعفا الوقت المخصص للمذاكرة دون تركيز كاف يعد ذلك شئ لا فائدة منه، إذ أنك لن تستطيع إدخال المعلومات الى عقلك في هذه الحالة، ولكي تستطيع تنظيم الوقت والتركيز يتطلب الأمر منك عدة أشياء وهي كالتالي:

لا تقلل ساعات النوم ولا جودته، ظاهريًا يعد الأمر جيدًا للغاية إن قللت ساعات النوم لأنك بذلك إستطعت إضافة بضع ساعات الى الوقت المخصص للمذاكرة؛ لكن ذلك يؤثر بشكل كبير على العامل الثاني وهو التركيز، مثال على ذلك أنك إذا نمت نصف المدة المحددة للنوم الطبيعي واستيقظت للمذاكرة فإنك تشعر بالخمول الشديد وعدم الإدراك الكافي، بذلك قد تعيد قراءة فقرة صغيرة عدة مرات لفهمها وهو نقيض تمامًا لقدرتك على الفهم بعد الإستيقاظ من فترة نوم معتدلة وذات جودة، إذن فهي معادلة خاسرة.

إختصارًا لما سبق:

  • الراحة الكافية.
  • المذاكرة حيث لا إنشغال ولا إزعاج.
  • المذاكرة مبكرًا تعود الدماغ على التركيز في هذا الوقت تحديدًا وهو المطلوب لأنه وقت الإمتحان أيضًا.

أعتقد أن لديك مشكلة وهي أنك قد تكون إعتدت على السهر الطويل والإستيقاظ المتأخر، بالتالي لن تستطيع تطبيق ما ذكرناه.

إليك حل مشكلة السهر قبل الإمتحانات والإستيقاظ المتأخر:

  • تثبيت وقت الإستيقاظ يوميًا وليس النوم، بالطبع سيكون مبكرًا.
  • يمكنك أخذ راحة (قيلولة) بعد الظهيرة لا تزيد عن نصف ساعة لأنك غالبًا ما ستكون قد شعرت بالنعاس.
  • يمكنك إستشارة الطبيب بأخذ مكمل الماغنيسيوم فهو يساعد بشكل فعال في جودة النوم

2- تنظيم الطعام:

قد تتعجب من ذلك، لأنه عادة ما يكون تنظيم الأكل غايته إنقاص الوزن، أو زيادته، أو بناء كتلة عضلية، لكن لا تأتي غالبًا فكرة أن الأكل له علاقة وطيدة بالمذاكرة، تشكل النشويات نسبة كبيرة في حدوث الخمول والكسل، وكي تنظم الطعام لمساعدتك في المذاكرة يمكنك فعل الآتي:

  • تجنب النشويات مثل المكرونات، البشاميل، الحلويات، الخبز.
  • حاول تجنب الكربوهيدرات مثل الأرز وغيره.
  • تناول قدر كبير من البروتينات والدهون مثل الخضروات، المكسرات، وغيره.

كل تلك الأطعمة تساعدك في أدائك وحركتك وتركيزك دون أن تؤدي لخمولك لذلك يرجى تجنب الضار، والإكثار من المفيد.

 

ملاحظة: يجب أن تكون هناك فترة بين تناول الطعام والمذاكرة، يمكنك استبدال وجبات “سناكس” والشوكولاتة التي تؤدي لارتفاع مفاجئ في الإنتباه بفواكه وخضروات، تستطيع تناول القليل من المنبهات ولكن قبل النوم بست ساعات على أقل تقدير.

 

3- لا تكن إجتماعيًا في هذه الفترة:

قد تلاحظ أن فترة امتحاناتك تملؤها المناسبات الإجتماعية والأفراح على غير العادة، يمكنك إلغاء كل ذلك وتقديم الإعتذار لاحقًا، أو يمكنك إرسال أفراد عائلتك ليحلوا محلك، على الجانب الآخر لا تمنع الإجتماعيات الواقعية فقط بل لا تكن إجتماعيًا إفتراضيًا أيضًا لأنك تحتاج للإبتعاد عن “السوشيال ميديا” بقدر كبير هذه الفترة، ولتطبيق هذه القاعدة، وطريقة البعد عن وسائل التواصل الإجتماعي يجب عليك إتباع الآتي:

  • ترك الهاتف، قد تختلق الأعذار بكونك تذاكر من الهاتف لكي تبقيه بيديك، لكن ليس ذلك إلا نوع من الإلهاء، تستطيع وضع المحاضرات على “فلاشة” أو طبع المراجعات ومذاكرتهم من ورق خارجي.
  • إعط الهاتف لأحد أفراد عائلتك، وتعاهد معه على ألا يعطه لك إلا بعد وقت محدد بحيث لا تستطيع إستخدامه.
  • حاول أن تكافئ نفسك في فترة الراحة بمشاهدة برنامج تلفزيوني أو الجلوس مع العائلة بحيث تستطيع العودة للمذاكرة بسهولة خلاف الهاتف.
  • يمكنك مسح التطبيقات الملهية، وإعطاء العلاقات “خاصة العاطفية” مساحة في هذه الفترة، بحيث يكون الهاتف فارغ تمامًا من الملهيات كي لا يجذبك إليه ويشتت تركيزك.

مهم: إن أتقنت كل هذا مدة 6 أيام على سبيل المثال يمكنك في اليوم السابع الذهاب لمناسبة، أو الخروج مع الأصدقاء وهكذا.

4- يقول باريتو أن «٨٠٪ من النتائج تتوقف فقط على ٢٠٪ من الأسباب أو من المدخلات»

بمعنى أن أي مادة يوجد بها ٢٠٪ مسؤول عن ٨٠٪ من نتائج هذه المادة في الإمتحان، أي ان هناك اسئلة في الامتحان ستكون مسؤولة عن جزئيات متكررة، ولا تمثل سوى ٢٠٪ فقط من أية مادة، إذن يجب عليك التركيز على نسبة (ال ٢٠٪) بحيث يكون لهم الأولوية في الحل والمراجعة والمذاكرة.

لعلك تساءلت؛ كيف أن بإمكانك معرفة نسبة العشرون بالمئة؟ طالع التالي:

  • يجب جمع إمتحانات السنوات الماضية والبحث عن المشترك بينهم والأسئلة التي لا يخلوا منها اي إمتحان.
  • قم بسؤال أصدقائك وأقاربك الذين خاضوا هذه الامتحانات عن الجزئية التي لا يكاد يخلوا منها أي امتحان.
  • قم بسؤال المعلمين عن اساسيات الامتحان وعدد فقراته واسئلته وتحرى عن ذلك، إذا كنت طالب جامعة يمكنك سؤال المعيدين والخريجين.
  • حل الكثير من الأسئلة والتركيز على المتشابه منها.

5- التفكير الإيجابي:

يلعب التفكير الإيجابي دورًا مهمًا للغاية، كونه يسعى لتحقيق الأمر بطريقة إيجابية دون نظرة يأس، مما يساعد على إزالة القلق والتوتر، وبناء فترة تحضيرية جيدة قبل الإمتحانات، كذلك لتأثيره الكبير على الصحة النفسية والجسدية، وبإختصار فإن أهمية التفكير الإيجابي تتلخص في:

  • الثقة بالنفس
  • تحسين التركيز وتقليل الجهد
  • تحسين المناعة الذهنية
  • زيادة الإبداع والإنتاجية والتفاؤل

6- حسن التوكل على الله

يجب أن تدرك تمامًا أن التوكل من أهم الأسباب، ففكرة وجود رب قادر هي الطمأنينة بحد ذاتها، فهو القادر على أن يغير كل محيطك، وفعل ما قد تراه مستحيلًا وبعيدًا، كيف يمكن أن تقلق وكل ما أنت مقبل عليه قد كتب وإنتهى في علم الله، عليك أن تفكر بهذه الطريقة، أقبل عليه بدعواتك، توسله وترجاه، حتى إن كنت لم تبذل أي مجهود بغير تعمد وكتجربة شخصية فأنت لا تعلم علام قد تُعطى؛ على قلق قد أصاب منك شيئًا، أم على ليلة لم تنمها خوفًا، أم على ضمير يؤنبك، وإن كان الأمر شاقًا عليك فهي محنة، خذها فرصة واغتنم القرب منه.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد