فضيحة الشركة عملاقة التقنية “تسلا”.. الكذب بمدى المسافة التي يمكن لسياراتها أن تقطعه وإهمال اعتراضات الزبائن لخفض التكاليف

أجرت وكالة “رويترز” تحقيقاً تم الكشف فيه عن ممارسات الشركة العملاقة في التقنية “تسلا”، حيث ظهر في التقرير أنها قدمت معلومات مضللة لعملائها على مر السنوات، مبالغة باستمرار في مدى المسافة التي يمكن لسياراتها الكهربائية الوصول إليه، هذه الممارسات أثرت على اعتقاد السائقين بأن سياراتهم تعاني من مشكلات عندما يلاحظون تخلفها عن الوصول إلى المدى المعلن عنه.

تسلا ايلون ماسك

تسلا ايلون ماسك

وكشف التقرير أنه في منتصف عام 2022 عينت الشركة فريقاً لمعالجة شكاوى السائقين بخصوص مدى القيادة، والذي كان يلغي مواعيد فحص السيارات المشكو عليها، حيث تبين أنه لا توجد طريقة فعلية لتوسيع مدى القيادة لسيارات تسلا، وقام هذا الفريق بمعالجة حوالي 2000 شكوى أسبوعياً، بينما يتم غلق حوالي 750 شكوى أسبوعياً لتوفير التكاليف، وإليكم التفاصيل.

كشف التلاعب عن طريق البرمجيات

أفادت وكالة “رويترز” بأن شركة تسلا قامت بتضخيم مدى القيادة لسياراتها من خلال تلاعب ببرمجيات تقدير المدى المتبقي للقيادة في الوقت الحالي، وذلك استناداً إلى مصدر مطلع على التصميم الأولي لتلك البرمجيات، وكانت أنظمة سيارات تسلا تعطي تقديراً توقعياً “مفرط التفاؤل” للمدى المتبقي عندما تكون البطارية مشحونة بالكامل، ولكن بمجرد أن تقل نسبة شحن البطارية إلى أقل من 50%، تقدم الأنظمة تقديرات أكثر واقعية للمدى المتبقي.

الطراز 3 من تسلا (من الداخل) - المصدر: WSJ
الطراز 3 من تسلا (من الداخل) – المصدر: WSJ.

 

يشير المصدر أن هذه الفكرة جاءت من قيادات عليا داخل الشركة، وتحديداً من الرئيس التنفيذي “إيلون ماسك” حيث صرح المصدر قائلاً: “كانت هذه الخطوة هي رغبة الرئيس التنفيذي في عرض أرقام تنافسية لمدى القيادة عندما يكون شحن البطارية مكتملاً، وأيضاً هذه الكذبة لها سبب ترويجي حيث يمكن للمشترين أن يشعروا باطمئنان عندما يقتنون سيارة تم الترويج لها أنها تصل لمدى قيادة يقارب الـ( 560 كيلومتراً حتى 640 كيلومتراً)”.

لم تتمكن وكالة “رويترز” من التحقق إذا ما كانت تسلا لا تزال تستخدم البرمجيات التي تبالغ في تقدير مدى القيادة في سياراتها، إلا أنها أشارت إلى أن محللي السيارات والجهات التنظيمية يستمرون في التحذير من مبالغة الشركة في عرض المسافة التي يمكن لسياراتها قطعها قبل نفاد البطارية.

إغلاق الشكاوى دون فحص السيارات عن بعد

بحسب التقرير نفسه، كانت إدارة الشركة تقوم تنبه الموظفين بأن إغلاق كل شكوى يمثل توفيراً للشركة قيمته 1000 دولار، وفي وقت لاحق من عام 2022 طلب من الموظفين التوقف عن إجراء تشخيصات عن بعد للسيارات التي تعاني من مشاكل في مدى القيادة، مما أسرع عملية إغلاق الشكاوى، ونتيجة لذلك تم إخطار الآلاف من السائقين بأن سياراتهم لا تعاني من أي مشاكل دون إجراء أي تشخيص فعلي لتلك السيارات، وكان يقدم (فريق التعامل مع الزبائن) نصائح للسائقين بشأن تغيير عاداتهم أثناء القيادة بدلاً من إجراء تشخيص دقيق للمشكلات.

 

الطراز S من تسلا – المصدر: Motor Trend.

اختبارات سابقة تظهر حقائق مؤكدة لتقرير رويترز

خلال شهر أبريل، نشرت مجلة “Car and Driver” المختصة بعالم السيارات تقريراً أفادت فيه أن اختباراتها أظهرت أن تسلا تروج لمدى قيادة خيالي لسياراتها، وتبين أن المدى الفعلي للسيارات يقل عادة بنسبة كبيرة عن المدى المعلن عنه، وهذا يتجلى بشكل أكبر مقارنة مع سيارات كهربائية أخرى، وبذلك قد يتمتع نموذج سيارة تسلا بمدى قيادة معلن عنه يصل إلى 640 كيلومتراً، في حين يبلغ مدى قيادة سيارة بورش 480 كيلومتراً، ولكن في التجربة الفعلية يكون المدى الفعلي للاثنتين متقارباً.

ماسك يقدم سيارة تسلا الجديدة عام 2022 - المصدر: رويترز
ماسك يقدم سيارة تسلا الجديدة عام 2022 – المصدر: رويترز.

 

وفي يناير الماضي فرضت هيئة مكافحة الاحتكار في كوريا الجنوبية غرامة بقيمة 2،2 مليون دولار على شركة تسلا، وجرمت الشركة بالمبالغة في عدة أمور مثل مدى القيادة لسياراتها بشحنة واحدة، وفاعلية توفيرها للتكاليف مقارنة بالسيارات التي تعمل بالوقود البنزيني، وكذلك بالنسبة أداء شواحنها السريعة، وأشارت الهيئة إلى أن في ظروف الطقس البارد، قد ينخفض المدى الفعلي للقيادة بنسبة تصل إلى 50،5% مقارنة بالقيم المعلنة.

ومن الجدير بالذكر أن عمليات التدقيق التي أجرتها وكالة حماية البيئة الأمريكية على شركة تسلا جعلتها ملزمة بتخفيض مدى القيادة المعلن عنه لكافة سياراتها بنسبة تصل إلى 3%.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد