الفنان عبد الفتاح القصري هو أحد الموهوبين الذين تركوا علامة بارزة في عالم الكوميديا، واستطاع أن يتغلب على كل نقاط ضعفه ويحولها إلى نقاط قوة تميزه عن غيره من الفنانين، وتحلق به بعيدا في رحلة فنية طويلة أزال فيها الهم عن قلوب الملايين، ولعل أبرز نقاط الضعف كانت ذلك الحول الذي عانت منه عينه اليمنى. لكن هناك نقطة ضعف كانت سببا في قهره.
الحب هو نقطة ضعف عبد الفتاح القصري
الفنان الراحل عبد الفتاح القصري لم يكن فقيرا، ولم يكن جاهل كما كان يظن البعض، بل على العكس تماما، فقد درس في أرقى المدارس، ولكن موهبته الكبيرة جعلته يجسد دور المعلم والرجل البسيط ببراعة وحرفية كبيرة.
وبعد أن تزوج ثلاث مرات لم يدق فيهم قلبه ولم يعلن الحب، سقط في حب فتاة صغيرة جميلة، فتح لها قلبه وأسكنها فيه، كان مسحورا بها لدرجة أنه تنازل لها عن كل شيء.
جرح الخيانة في حياة عبد الفتاح القصري
يظن البعض أن مشهد عبد الفتاح القصري الذي أصيب فيه بالعمى على المسرح مباشرة، كان السبب الرئيسي في وفاته.
ولكن الحقيقة إنه كان سبب في كشف حقيقة الفتاة التي منحها كل شيء، حيث لم تقبل زوجته الصغيرة بأن تعيش معه، أخذت كل شيء وأقامت ضده دعوى طلاق.
وما جعل عبد الفتاح القصري يشعر بالقهر ويتذوق مرارة الغدر، هو أن طليقته قامت بالزواج من فتى صغير كان يعمل في السوبر ماركت الذي كان يشتري منه “القصري” متطلباته.
طعنة غدر مزدوجة، لأن عبد الفتاح القصري كان يعطف على هذا الفتى ويعامله مثل ابنه. كل ذلك جعل القصري يفقد الثقة في كل من حوله، ليس ذلك فحسب وإنما فقد الرغبة في الحياة كلها.
وفاة عبد الفتاح القصري
بعدما تعرض له من قهر وخيانة، عانى عبد الفتاح القصري من عدة أمراض بجانب فقدانه الرؤية، أبرزها مرض السكر، ولكن الذي قربه للموت أكثر، كان تصلب الشرايين الذي أصابه عقب فقدانه الذاكرة.
وبعد فقر وجوع ووحدة، انتقل للعيش في بيت شقيقته بحي الشرابية، وفي 8 مارس 1964 توفي عبد الفتاح القصري في غيبوبة سكر لم ينجح في تجاوزها وربما كانت رغبته هي الاستسلام لها.
