أشار تقرير لشبكة سي إن إن إلى أن بعض العلماء تمكنوا من ابتكار العطر الذي يرجح أن استخدمته الملكة الشهيرة كليوباترا، وذلك بناءً على الوصفات المسجلة في النصوص المصرية والنقوش على جدران المعابد والمباخر الموجودة في الموقع الأثري في تيماء، أقدم مستوطنة في “المملكة العربية السعودية” والتي يعود تاريخها إلى 5000 عام قبل الميلاد.
Perfume used by Cleopatra in Saudi Arabia
الدراسة التي أجريت من قبل الباحثة باربرا هوبر، العاملة في علم الآثار في معهد ماكس بلانك لعلم الأرض في جينا، ألمانيا، اعتمدت على تقنيات علوم الجزيئات الحيوية لتحليل المخلفات الجزيئية المتبقية على المواقد وزجاجات العطور وأواني الطهي وأواني تخزين الطعام، وذلك باستخدام تقنيات لفصل المكونات في خليط، وقياس الطيف الكتلي، والذي يمكنه اكتشاف المركبات المختلفة عن طريق حساب وزن الجزيئات المختلفة.
وتشتمل الجزيئات الحيوية الأكثر إفادة، وفقًا لهوبر، المواد الصمغية والأخشاب المعطرة والأعشاب والفواكه والتوابل مثل البخور والمر واللبان لتكوين فكرة عن مكونات العطور في تلك العصور.
وفي عملها، درست هوبر من أجل محاولة إعادة بناء المواد المعطرة في تلك الواحة القديمة.
واكتشفت مستقلبات ثانوية كشفت عن استخدام راتنجات معطرة تحتوي على اللبان والمر والفستق الأخضر في المباني الخاصة والقبور والمعابد على التوالي.
ثم عملت هوبر مع أحد خبراء العطور لمحاولة إعادة تصنيع العطور، وكشفت الرائحة العطرة التي كانت في هذه الأماكن منذ آلاف السنين والتي يرجح أن تكون كيلوباترا قد استخدمتها.
وتعتبر مستوطنة تيماء في تبوك، أقدم مستوطنةٍ بشرية تم اكتشافها في المملكة العربية السعودية.
وقد أُنشئت خلال العصر البرونزي (3300 – 1200 قبل الميلاد).
وتعد هذه الواحة موطن لشتى القطع الأثرية من النقوش المصرية القديمة لرمسيس الثالث (1186 – 1155 قبل الميلاد) والأقراص المسمارية ذات النقوش الآرامية القديمة (600 سنة قبل الميلاد).
ويُذكر أن الإمبراطور البابلي الأخير نابونيدوس قد أمضى عشر سنوات من فترة تقاعده في تيماء ويمكن أن تستشعر هذا التاريخ الحافل بمجرد تجولك في المدينة.
حيث تتميز دراسة العطور القديمة في تيماء بأنها تستخدم تقنيات وأساليب علمية حديثة لفهم الماضي ومعرفة كيفية استخدام الناس العطور في ذلك الوقت، حيث يمكن للباحثين تحليل العينات الحجرية والحفريات المختلفة للكشف عن مختلف الروائح والمواد العطرية التي كانت تستخدم في تلك الحقبة الزمنية.
مراجعة وتنسيق: أحمد كشك
