مدينة الملك عبدالله الاقتصادية تشهد نقلة نوعية في عالم صناعة السيارات بإنشاء أول منشأة تصنيعية للسيارات الكهربائية

تستعد مدينة الملك عبدالله الاقتصادية لاستقبال ميلاد جديد لصناعة السيارات، ولكن هذه المرة ستكون الأضواء مسلطة على السيارات الكهربائية؛ حيث سيتم إقامة أول منشأة تصنيعية للسيارات الكهربائية التي تم تأسيسها في المدينة، وتتبع مجموعة لوسِد جروب الأمريكية المعروفة في عالم السيارات الكهربائية.

مدينة الملك عبدالله الاقتصادية

مدينة الملك عبدالله الاقتصادية - مصدر الصورة: موقع سبق

تعزيز الابتكار وتوفير التدريب اللازم

هذا المشروع الطموح يأتي بالتعاون مع صندوق الاستثمارات العامة، ويمتد على مساحة تفوق 1.35 مليون متر مربع، حيث تشكل 31% من المساحة المخصصة لصناعة السيارات في منطقة الملك عبدالله الاقتصادية.

حصلت وحدة التصنيع هذه على تصريح تشغيل مؤخرًا من هيئة المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة، ويُتوقع أن تلعب منشأتها الدور الرئيسي في تعزيز الابتكار وتوفير وظائف جديدة للكفاءات الوطنية ودعم سلسلة التوريد للسيارات في المملكة.

هذا بالإضافة إلى توفير التدريب اللازم لتطوير المهارات المتخصصة، ومن المتوقع أن تصل إنتاجية المنشأة إلى 155 ألف مركبة سنويًا بمجرد الانتهاء من مراحل الإنشاء.

تأتي هذه الخطوة الكبيرة في إطار تحقيق مبادرة السعودية الخضراء، التي تهدف إلى جعل 30% على الأقل من السيارات في المملكة سيارات كهربائية بحلول عام 2030.

اقتصاد أكثر استدامة وتنوعًا

مشروع لوسيد في السعودية
صورة لسيارة لوسيد وعلم المملكة العربية السعودية – مصدر الصورة: موقع arabauto

إن مشروع “لوسِد” سيسهم بشكل كبير في تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي وسيدعم تنويع اقتصاد المملكة وجهود بناء اقتصاد أكثر استدامة وتنوعًا، وتلقت منشأة (AMP-2) دعمًا كبيرًا من وزارة الاستثمار وصندوق التنمية الصناعية ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وستلعب دورًا مهمًا في تقديم سيارات “لوسِد” الكهربائية الفريدة إلى السوق المحلية والعالمية.

من جهته، أوضح أمين عام هيئة المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة، نبيل بن محمد أمين خوجه، أن الإنجاز التاريخي الذي تمثله وجود أول منشأة لتصنيع السيارات الكهربائية في المملكة يعزز التقدم نحو تحقيق رؤية المملكة 2030.

هذا الإنجاز يأتي بفضل الدعم الحكومي لتطوير المواهب المحلية في مجال التكنولوجيا وإيجاد فرص اقتصادية طويلة المدى للمملكة.

يُشير خوجه إلى أن وجود هذه المنشأة في المملكة يتماشى مع برنامج المناطق الاقتصادية الخاصة الذي أُطلِق في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في أبريل من هذا العام، والذي شمل إعلان إنشاء أربع مناطق اقتصادية خاصة جديدة في مدن متنوعة.

ويُظهر خوجه أهمية الموقع الاستراتيجي للمنشأة في المدينة، حيث يمكنها دعم نمو سلسلة التوريد المحلية وزيادة الطلب على الموردين المحليين، وهذا سيُشجع على النمو على المدى الطويل.

كما يُشير إلى أن هناك برامج كثيرة في المملكة تهدف إلى جذب الشراكات النوعية التي تسهم بشكل كبير في الاقتصاد وتعزز دور المناطق الاقتصادية الخاصة.

يُذكر أن هيئة المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة منحت مجموعة لوسِد جروب تصريح بناء منشأتها التصنيعية في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في أغسطس 2022، ومنحتها مؤخرًا تصريح التشغيل الخاص بوحدة التصنيع التابعة لها، وقد بدأت المنشأة الآن في الإنتاج.

تُظهر هذه التجربة الناجحة القدرة السريعة للمناطق الاقتصادية الخاصة على تحقيق الإنجازات، والدعم القوي للقطاعات الحديثة والتكنولوجية التي تُستهدفها المملكة.

إن صناعة السيارات الكهربائية تمثل تحديًا تكنولوجيًا جديدًا تمامًا، وهي تسهم في تطوير الموارد البشرية وتحقيق نقلة في المعرفة والتكنولوجيا في المملكة، وتفتح أفاقًا جديدة للصناعات والصادرات، وتُعد هذه الخطوة أكثر من إنشاء مصنع بل تمثل نقلًا كاملاً للصناعة، وهي خطوة هامة في مسيرة تطوير قطاع السيارات وصناعة السيارات الكهربائية في المملكة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد