لماذا قرّر مركزُ الحياة الفطرية في السعودية مكافحةَ طائر المينا؟.. “المسند” يوضح الأسباب

تأثير طائر المينا على البيئة والصحة

يساهم هذا الطائر في زيادة الضوضاء الصوتية نظرًا لصوته المزعج الذي يصدره على مدار العام، وذلك بفضل الأعداد الكبيرة التي يتواجد بها. إلى جانب ذلك، يُعَدّ طائر المينا ناقلاً للأمراض، حيث يمكنه أن يقترب من طاولات الطعام المفتوحة ويسبب تلويثًا ونقلًا للعدوى، مما يسبب إزعاجًا ومشاكل صحية في الوقت نفسه، وبناءً على هذه الأسباب، فإن التصدي لطائر المينا يعد خطوة مهمة للحفاظ على البيئة والصحة العامة، وهذا ما يفسر الجهود التي تبذلها المراكز البيئية في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان لمكافحة هذا الظاهرة.

وأضاف الدكتور المسند: “يعتبر طائر المينا من بين أمهر الطيور في تقليد الكلام البشري، يحتل المرتبة الثانية في القدرة على تقليد الصوت البشري بعد الببغاء الرمادي الأفريقي، وهو أيضًا من بين الطيور المتسمة بالذكاء العالي، مما يمكنها من التعلم والتدريب على الحيل المتنوعة”، وأوضح أن متوسط عمر طائر المينا يتراوح بين 12 إلى 25 سنة، وأشار إلى أن الـمَيْنة الشائعة، والمعروفة علميًا بالاسم اللاتيني “Acridotheres tristis” وبالإنجليزية باسم “Common Myna”، تنتمي إلى الفصيلة الزرزورية، يتواجد هذا الطائر الصغير في مناطق واسعة من قارة آسيا، من أفغانستان في الشمال وحتى جنوب الهند وسريلانكا كما يتواجد بأعداد كبيرة في سلطنة عمان.

أضرار طائر المينا وتأثيره على البيئة والاقتصاد

وأكد أن لهذه الطيور أضرارًا بيئية نظرًا لزيادة أعدادها؛ حيث إطلاقها من الأقفاص أدى إلى انتشارها واستقرارها في المدن والمتنزهات، ونتيجة لصعوبة صيدها في هذه المناطق بسبب التجمعات السكنية والحركة المستمرة للبشر، حدث اختلال في التوازن البيئي لهذا النوع من الطيور، تصنف هذه الطيور من الأنواع العدوانية التي تعمل على التهاجم على أنواع أخرى من الطيور والثدييات، بالإضافة إلى الإنسان نفسه، وأشار إلى أن طائر المينا يتنافس على أعشاش الطيور الأخرى، وبخاصة مع الهدهد والبوم ونقار الخشب، ويعتمد هذا الطائر في غذائه على التغذية على فروخ الطيور الأخرى، ويتسبب أيضًا في التلف والتدمير للممتلكات العامة والمحاصيل الزراعية، لذا يُصنّف ضمن أحد مئة من أكثر الكائنات الحية شراسةً. ويُعتبر هذا الطائر أيضًا واحدًا من الأنواع الغازية الدخيلة العدائية، التي تؤثر سلبًا على البنية الاقتصادية والبيئية والاجتماعية.

وأوضح أن تأثير هذا الطائر يترك تأثيرًا اقتصاديًّا سلبيًا يؤثر على إنتاجية المحاصيل الزراعية، وخاصة الفواكه، توثّق العديد من الدراسات التأثير الضار لهذه الطيور على محاصيل مثل التفاح والكمثرى والفراولة والعنب والمشمش والتين، حيث يؤدي تناول طيور المينا لهذه المحاصيل إلى تلفها وتدميرها، وأضاف أن هذه الطيور تساهم أيضًا في زيادة الضوضاء الصوتية بفعل صوتها المزعج والعالي طوال العام، نظرًا للأعداد الكبيرة التي تتواجد بها، وليس هذا وحسب فإن طيور المينا تُعَدّ من الطيور الناقلة للأمراض، حيث قد تجتاز حاجز الجرأة وتهاجم أطباق الطعام المعروضة على الطاولات المفتوحة في المطاعم، مما يسهم في نقل الأمراض ويُسبب إزعاجًا في الوقت نفسه.

تهديد طائر المينا للتنوع البيولوجي والبيئة

وأشار إلى أن طائر المينا يشكل تهديدًا للتنوع البيولوجي، بسبب انتشاره الكبير، يصل تعداده في بعض الأحيان إلى 160 ألف طائر، ما يجعله يتنافس بشكل قوي مع الطيور الأخرى على الموارد والمأوى. يُهدِّد ذلك بقوة التوازن البيئي حيث يهاجم أعشاش الطيور الصغيرة ويقضي على الفراخ، ويقوم بطرد الطيور المنافسة من مواقعها وأماكن سكنها، مما يؤدي إلى تدريجيّة اختفاء هذه الأنواع ووصولها إلى حالة الانقراض.

وأضاف: “بالإضافة إلى ذلك، تقوم هذه الطيور بمهاجمة الثدييات مثل الماعز والحملان والعجول، مما ينقل أمراضًا معدية للإنسان، كما يقوم طائر المينا يوميًّا بسفر مسافة تصل إلى 20 كم من موقع تعشيشه إلى موقع توافر الطعام، وأحيانًا يقوم بمهاجمة حمام المنزل وحتى الإنسان في بعض البلدان، وشدد على أن بعض الكائنات الحية قد لا تبدو ذات أهمية كبيرة على السطح، ومع ذلك قد تكون هذه الأنواع ضرورية بشكل حيوي للحفاظ على توازن النظام البيئي، فقد تكون بعض الأنواع الأساسية والمؤثرة في البيئة هي التي تحافظ على توازنها، وعدم وجودها يمكن أن يؤدي إلى انهيار النظام البيئي، وهذا هو السبب وراء قلقنا تجاه انتشار طيور المينا في عدة مناطق حول العالم، ولذلك يجب علينا أن نتخذ الإجراءات الملائمة للحد من انتشار هذه الطيور، وذلك لإستعادة التوازن البيئي والحيوي وإعادة ضبطه إلى حالته الصحيحة.