“دجالون ومفترون”… «هيئة كبار العلماء» تحرِّم بيع «النجوم» في السماء للناس

حذرت هيئة كبار العلماء بالسعودية، من ابتكار بعض الشركات أسلوبًا جديدًا في التسويق لنشاطها وأعمالها، وذلك من خلال إهداء نجوم في السماء لبعض الشخصيات المعروفة وتسجيل تلك النجوم بأسمائهم كجزء من حملات “الدعاية” التسويقية الخاصة بهم ووصفتهم بـ”دجالون ومفترون”، وقد تلقى أحد المستلمين هذه النوعية من الهدايا (ورفض ذكر اسمه)، نجمة في السماء باسمه كهدية من الشركة، وعلى الرغم من ذلك قرر ألاّ يكمل تسجيل بيانات شهادة الملكية لهذه النجمة حتى الآن.

ومن ناحية أخرى فقد أدلى الشيخ عبد الله المنيع عضو هيئة كبار العلماء بتصريح لجريدة “عكاظ” ينتقد فيه هذه الممارسة ويصفها بالباطل الذي يُبطل الصفقة، مُؤكدًا أن النجوم ملك لله -عز وجل- ولا يحق لأحد أن يدعي ملكيتها أو بيعها، وأضاف بأنه يجب على البائع أن يكون مالكًا للشيء المُباع، وأن هؤلاء الذين يروجون لبيع النجوم هم في الواقع يقومون بالكذب والتضليل والاعتداء على ملك الله -عز وجل-.

دجالون ومفترون... «هيئة كبار العلماء» تحرِّم بيع «النجوم» في السماء للناس
“دجالون ومفترون”… «هيئة كبار العلماء» تحرِّم بيع «النجوم» في السماء للناس

وعلى هذا الأساس أصبحت محاولة بيع النجوم وادّعاء تسميتها باسم المشتري عملًا محرمًا وظلمًا وافتراءً، وهو يعد من أكبر أشكال الدجل والخداع؛ لذلك يتوجب على الناس الحذر من هذه الحملات التسويقية وعدم التعاون مع أي شركة تقدم هذا النوع من الهدايا الوهمية، ويجب على الشركات أن تتجنب مثل هذه الممارسات التي تعتبر انتهاكًا للمبادئ الأخلاقية والدينية.

دجالون ومفترون... «هيئة كبار العلماء» تحرِّم بيع «النجوم» في السماء للناس
دجالون ومفترون”… «هيئة كبار العلماء» تحرِّم بيع «النجوم» في السماء للناس

أُثير جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول فكرة هدايا “النجوم” التي تقدمها بعض الشركات في السعودية، حيث تم ترحيب البعض بالفكرة باعتبارها ابتكاراً جديدًا في عالم الهدايا والتسويق، ومن ناحية أخرى انتقد الكثير هذه الممارسة، ووصفوها بـ”تجارة الوهم” معتبرين أنها استغلال للأموال وبيع لشيء غير مملوك وغير قابل للملكية.

هذا وقد تباينت الآراء حول الفائدة الحقيقية لامتلاك شهادة ملكية لنجمة في السماء، حيث أشار البعض إلى أنها مجرد وثيقة تفتقر إلى قيمة عملية وتختلف عن الهدايا التقليدية التي يمكن استخدامها في الحياة اليومية، وتساءل آخرون عما إذا كان من الضروري أن تملك النجوم أو أن تباع في الأسواق.

في هذا السياق تم تداول إعلانات لمنصات ومنظمات أخرى تقدم نفس الفكرة، حيث يمكن للمشتري الحصول على “نجمته” المختارة بأسعار رمزية تبدأ من 30 دولارًا، أي ما يعادل نحو 112 ريالاً سعودياً، ويتم توفير شهادة مِلكية تُؤكد اسم المشتري للنجمة وتزعم أنها ملكٌ له مدى الحياة.

ومن جهة أخرى يرى النقاد أن مثل هذه الممارسات تساهم في إطلاق سوق “النجوم” الوهمية وتشجع الناس على الاستثمار في شيء لا قيمة له بالفعل، ويحثون على توجيه الاهتمام والاستثمار في الأمور الحقيقية والملموسة التي تفيد الفرد والمجتمع.

عمومًا واستنادًا إلى تلك الآراء المتضاربة يبدو أن فكرة هدايا “النجوم” تثير جدلًا بين المؤيدين والمعارضين، ويجب على الأفراد أن يكونوا حذرين ومتأنين عند اتخاذ قراراتهم المالية والاستثمارية، وأن يفكروا جيدًا في القيمة الحقيقية للهدايا والسلع التي يشترونها لكي لا يقعوا في فخ الاحتيال والتلاعب بأموالهم.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد