السعودية تُخفض طوعيًا إنتاجها من النفط 500 ألف برميل يوميًا

أعلنت المملكة العربية السعودية، أحد أكبر منتجي النفط في العالم، عن تخفيض طوعي في إنتاجها من البترول الخام، بمقدار 500 ألف برميل يوميًا، وذلك ابتداءً من شهر مايو وحتى نهاية عام 2023م، بالتنسيق مع دول أعضاء وخارجية في منظمة أوبك.

السعودية تُخفض طوعيًا إنتاجها من النفط 500 ألف برميل يوميًا

وأوضحت وزارة الطاقة السعودية في بيان رسمي، أن هذه الخطوة تأتي كإجراء احترازي من أجل دعم استقرار أسواق النفط، وتعزيز التعاون الدولي للحد من التذبذبات في أسعار النفط العالمية، التي تأثرت بشكل كبير بالجائحة العالمية لفيروس كورونا.

وجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية، إضافة إلى دول أخرى في منظمة أوبك، اتفقت في اجتماع وزاري عُقد في أكتوبر الماضي، على تخفيض الإنتاج بمقدار 7.7 مليون برميل يوميًا، وذلك للحد من تخمة المعروض ودعم أسعار النفط العالمية.

ويأتي هذا التخفيض الطوعي الإضافي، الذي حظي بتأييد من دول أعضاء وخارجية في منظمة أوبك، كجزء من جهود المملكة العربية السعودية في دعم استقرار أسواق النفط، وتقليل التأثيرات السلبية لجائحة كورونا على الاقتصاد العالمي.

وقد تم استقبال هذا الإعلان بإيجابية من قبل الأسواق العالمية، حيث ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف، وذلك بعد تراجع حاد في الأسابيع الأخيرة، جراء تفشي فيروس كورونا وتبعاته السلبية على الاقتصاد العالمي.

ويأتي هذا الإجراء الاحترازي من المملكة العربية السعودية، في إطار جهود دول أعضاء وخارجية في منظمة أوبك، للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي للدول الأعضاء والعالم بشكل عام، وخلق بيئة استقرارية ومواتية للاستثمارات في قطاع النفط والغاز.

ومن المتوقع أن يؤثر هذا الإجراء على الإنتاج في المملكة العربية السعودية، التي تمثل أكثر من 10% من إجمالي إنتاج النفط العالمي، ويعد من الدول الرائدة في منظمة أوبك، ويأتي هذا التخفيض في إطار سعي المملكة العربية السعودية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لرؤية 2030، والتي تهدف إلى تحويل الاقتصاد السعودي إلى اقتصاد متنوع ومبتكر.

وتعتبر صناعة النفط والغاز من أهم مصادر دخل المملكة العربية السعودية، وتشكل نحو 70% من إجمالي الإيرادات الحكومية، وتحتل المملكة مرتبة متقدمة في قائمة أكبر منتجي النفط في العالم، بجانب دول أخرى مثل: الولايات المتحدة وروسيا والصين.

ومن المتوقع أن يتأثر سوق النفط العالمية بشكل كبير بتخفيض إنتاج المملكة العربية السعودية، حيث سيؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على النفط من دول أخرى، وبالتالي زيادة الأسعار، ويأتي هذا التخفيض في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي وتبعات جائحة كورونا عليه.

ومن المهم أن نذكر أن التخفيض الطوعي في الإنتاج ليس الحل النهائي لمشكلة تخمة المعروض وتذبذبات أسعار النفط، وإنما يمثل خطوة إيجابية في إطار جهود المملكة العربية السعودية ودول أعضاء وخارجية في منظمة أوبك، للحد من تأثيرات جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي، وتعزيز استقرار الأسواق النفطية بشكل عام.

مراجعة وتنسيق: أحمد كشك


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد