البطالة في السعودية: بين التخصصات الجامعية وحاجة سوق العمل

قل ما تجد في هذه الأيام عائلة سعودية إلا ويوجد لديها شخص يبحث عن عمل، وفي الأغلب يكون لديه شهادة جامعية، ظاهرة تفشت بشكل كبير، مع ازدهار الجامعات السعودية وكفاءتها، ولكن يوجد بها الكثير من التخصصات التي ليس لها مستقبل وظيفي طموح مثل ما يُخبر به الطلاب أثناء دراستهم لهذه التخصصات. ليعيشوا على أمل التخرج والالتحاق بالوظيفة مباشرة، ثم يكون الواقع المرير بعد التخرج، طلاب يبحثون لسنوات وسنوات بعد تخرجهم ولا حياة لمن تنادي، فبعض تخصصاتهم غير مرغوبة في سوق العمل، والبعض الآخر من أصحاب الأعمال يشترطون الخبرة، ولكن من أين لحديث تخرج بهذه الخبرات المطلوبة؟

و يبقى حتى من أضطر للعمل بوظيفة لا تناسب مؤهلاته العلمية وليس لها المدخول المادي الجيد، فقط لحاجة عائلته لمن يعولهم أو حتى لا يبقى هائما على أرصفة الشوارع بلا عمل.

وضعٌ حمله أصحاب الخبرة  و المجتمع للجامعات بعدم درايتها لما يحتاجه سوق العمل من تخصصات، وطالبوها  أيضا بإيقاف التخصصات الغير مرغوبة أو التقليل من عدد الطلاب المقبولين بها. ولكن أيضاً يغفل الجميع دور سوق العمل في هذا الوضع الراهن، لما له أيضاً من أهمية في محاولة مواكبة الجامعات في تخصصاتها وخلق فرص عمل جديدة للخريجين بجميع مجالاتهم. وهذا الشئ يحتاج تكاتف جميع القطاعات التعليمية والوظيفية وأصحاب الأعمال والقطاع الخاص للاتجاه إلى سياسة جديدة تفتح الأبواب لحل هذه الظاهرة.


                                                نفيسة كمال الدين


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد