هجوم ضخم شنته كتائب القسام و”سرايا القدس” على مجموعات جيش الاحتلال.. وتوقعات بزيادة التوتر الأمني الأيام المقبلة

توالت خسائر جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد الهجمات التي شنتها “سرايا القدس” الجمعة 10 نوفمبر 2023 بالتزامن مع إعلان “كتائب القسام” عن تدمير دبابة تابعة لقوات الاحتلال شمال غرب مدينة غزة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الهجوم، بل أعلنت اليوم عن خوض اشتباكات عنيفة في “تل الهوى” و”مخيم الشاطئ” ووقوع إصابات مباشرة في صفوف العدو، فهل يأتي هذا الهجوم المنظم ردًا على القصف المتكرر للمستشفيات في غزة؟ وما المتوقع في الأيام المقبل؟.

جنود القسام وسرايا القدس معًا ضد الاحتلال المصدر: موقع نبض

جنود القسام وسرايا القدس معًا ضد الاحتلال المصدر: موقع نبض

مشاهد لرشقات صاروخية تستهدف مواقع إسرائيلية

منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر لعام 2023، وتصدرت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية حماس الأخبار، إذ قامت بتوثيق جميع الهجمات الجوية، والبرية على مواقع العدو، وقامت ببثها على “الإعلام العسكري”، ومع تصاعد الأحداث في الساعات الماضية، بدأت “سرايا القدس” الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامية، في تكثيف الهجمات على مواقع جيش الاحتلال، في هجوم وصفه البعض بأنه الأضخم منذ بدء “طوفان الأقصى” وهذا ما ظهر في فيديو بثته قناة الجزيرة الإخبارية نقلًا عن الإعلام الحربي، والذي يوضح مشاهدًا لرشقات صاروخية منظمة، استهدفت بها المدن المحتلة، والمواقع العسكرية، والقوات الصهيونية المتوغلة.

أبو عبيدة وأبو حمزة كتف بكتف في المعارك

بعد انتشار فيديوهات الزعيم الشعبي للمقاومة الفلسطينية، والناطق باسم كتائب القسام “أبو عبيدة” منذ بدء الحرب على غزة، تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي “إكس” فيديو لكلمة “أبو حمزة” الناطق باسم سرايا القدس، وقال البعض إن أبا حمزة ظهر ليثلج صدورنا بعد أبو عبيدة، وأن هذا يؤكد أن المعركة واحدة، وأن كتائب القسام، وسرايا القدس تعمل جنبًا إلى جنب من أجل هدف واحد، وهو النصر للشعب الفلسطيني، بل وتداول بعضهم أبيات من الشعر في الفخر بزعماء المقاومة الذين يبعثون الأمل في وسط هذا الخراب، والدمار.

ما الفرق بين سرايا القدس وكتائب القسام؟

مما لا شك فيه أن خلال الأيام الأخيرة برز اسم “سرايا القدس”، جنبًا إلى جنب مع كتائب القسام في أخبار الهجوم الذي تشنه المقاومة على مواقع العدو، ويتساءل البعض، هل سرايا القدس تابعة لحماس؟ وما الفرق بينها وبين كتائب القسام؟

رمز كتائب القسام وشعار سرايا القدس المصدر: قناة فلسطين اليوم
رمز كتائب القسام وشعار سرايا القدس المصدر: قناة فلسطين اليوم

في الواقع يمكن اعتبار “كتائب القسام” هي حركة المقاومة المسلحة الأولى في فلسطين، وقد تأسست في عام 1987، وسُميت بالقسام تيمنًا برجل الدين الفلسطيني “عز الدين القسام” وتولت العمل العسكري منذ تأسيسها تحت جناح حركة حماس، ونفذت العديد من العمليات ضد إسرائيل، نتج عنها انسحاب القوات الإسرائيلية، وإخلاء مستوطناتها في قطاع غزة عام 2005، أما عن “سرايا القدس” فيمكن اعتبارها ثاني أكبر قوة عسكرية في قطاع غزة، وهي تابعة لحركة الجهاد الإسلامي، وقد تأسست في نفس العام 1987، وبرز اسمها الحالي من خلال عملية نفذتها العام الماضي ضد إسرائيل ردًا على حملة الاعتقالات التي قام بها جيش الاحتلال ضد عناصر السرايا.

مشاهد إنسانية لجنود المقاومة تبعث رسائل السلام والتعاطف إلى العالم

جدير بالذكر أن “الأعلام الحربي” قد نشر فيديو لإحدى الرهائن الإسرائيلية “حنا كتسير” وهي تطمئن عائلتها على صحتها، وتدعو أن تعود إليهم في الأيام المقبلة، كما وجهت رسالة قاسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” تحمله المسؤولية الكاملة، وتدعوه إلى ترك الحكومة، والجلوس في المنزل، وأثنت على الرعاية التي تلقتها من رجال المقاومة، وأنها لم تتعرض لأي نوع من أنواع العنف، كما أكد الطفل الإسرائيلي “يجيل يعقوب” البالغ من العمر 13 عامًا، بأنه بصحة جيدة، كما شكر جنود الجهاد الإسلامي على رعايتهم، والحفاظ على حياة الرهائن، ومن جانبه أعلن الناطق باسم سرايا القدس استعداده للإفراج عن الرهينتين لأسباب صحية، وإنسانية.

وعندما نعود بضعة أيام إلى الماضي، نجد أن هذا المشهد يشبه إلى حد كبير لحظة إفراج كتائب القسام عن مسنة إسرائيلية لأسباب صحية أيضًا، والتي ظهرت في مشهد إنساني فريد للغاية، وهي تصافح أحد جنود المقاومة، في لقطة تدل على الاطمئنان، والشعور بالأمان أثناء فترة تواجدها كرهينة لقوات المقاومة، وعند تحليل هذه المشاهد، نجد أن سياسة المقاومة الفلسطينية واحدة، وهي تحرير الأرض، وعدم الإضرار بالأبرياء بعكس المشهد المعاكس لهجوم قوات الاحتلال على العُزل في المستشفيات.

مسنة إسرائيلية تصافح أحد جنود حماس المصدر: موقع العاصمة
مسنة إسرائيلية تصافح أحد جنود حماس المصدر: موقع العاصمة

توترات أمنية في الأيام المقبلة وهجوم مضاد ردًا على قصف المستشفيات

بتحليل الأحداث السابقة، نجد أن تزايد القصف على المستشفيات، والذي أودى بحياة المدنيين، والأطفال، وانقطاع الوقود، ونقص المواد الغذائية والطبية، سيؤدي إلى زيادة التوترات الأمنية، وينذر بشن عمليات عسكرية مقبلة من جميع فصائل المقاومة الفلسطينية على مواقع الاحتلال، كما أن زيادة وعي العالم الغربي بالقضية الفلسطينية، ورفضه الحصار الكامل لغزة، قد يمثل ضغطًا على الحكومات من أجل الإسراع بإيجاد الحلول السريعة لوقف إطلاق النار، وقد نرى في الأيام المقبلة هجمات منظمة لحركات المقاومة بالتزامن من الذكرى السنوية للحرب على غزة في 27 من ديسمبر المقبل.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد